غرف للأنشطة لمواجهة التسرب المدرسي في سوريا

إحدى غرف الأنشطة تنتظر كامل التجهيز لتستقبل الأولاد

إحدى غرف الأنشطة تنتظر كامل التجهيز لتستقبل الأولاد

"حملة عيش الطفولة بدأت في مخيمات ريف إدلب الغربي وريف اللاذقية قبل شهرين ويشارك فيها عدد من النشطاء بهدف توعية الأهالي على خطر التسرب المدرسي والعمل على الحد منه."

تستمر حملة عيش الطفولة بعملها في مخيمات ريف ادلب الغربي وريف اللاذقية للحد من نسبة تسرب الأطفال من المدارس وتوفير بيئة سليمة لهم، ليعيشوا طفولتهم بشكل سليم بعيداً عن الحرب وحياة النزوح.
افتتحت الحملة بحسب مديرها أحمد حاج بكري 5 مراكز لها بجوار المدارس في المخيمات. هذه المراكز عبارة عن غرف أنشطة موجود بداخلها ألعاب للأطفال وأدوات ترفيهية ودفاتر للرسم .
ويقول الحاج بكري: “الغرف ستكون جاهز لاستقبال ما يزيد على ٥٠ طفل بشكل يومي، للعمل معهم على تجاوز مشاكلهم النفسية، ودفعهم لللعودة إلى مقاعد الدراسة من جديد. فمعظم الأطفال انقطعوا عن التعليم لفترات طويلة بسبب الحرب والقصف والنزوح المستمر وهدفنا من خلال الحملة توفير مناخ آمن لهم والعمل معهم لإبعادهم عن حمل السلاح وحياة الحرب”.
ويضيف الحاج بكري: “أن حياة المخيم أيضاً تؤثر على نفسية الأطفال وسلوكهم. والأهالي في المخيم يقضون معظم وقتهم للبحث عن مدخول ليعيشوا منه. وهذا قد يقلل من مراقبتهم لأطفالهم بالشكل المطلوب. من هنا وبوجود غرف الأنشطة سيكون من السهل على المشرفين النفسيين التواصل مع الأطفال بشكل يومي وبناء علاقة من الثقة معهم”.
من جهتها تقول سماح وهي مشرفة في إحدى الغرف: “من المؤكد أن العمل سيكون صعباً مع عدد كبير من الأطفال. ومع اختلاف ظروفهم ومناطقهم ستختلف طرق تفكيرهم وطرق التعامل معهم. ولكن الأكيد أنهم يستحقون حياة أفضل، لذلك يجب أن نعمل معهم”.
وتشير سماح إلى تقسيم عمل الغرف إلى ثلاثة أقسام، تعليمي، ترفيهي وتربوي. ما يعني أنه سيكون للأطفال داخل الغرف وقت لتعلم قواعد اللغة والمسائل الحسابية البسيطة بشكل حديث وتشاركي. بالمقابل سيكون هناك وقت للعب والمرح من خلال المسابقات التي ستنظمها الغرف للأطفال والألعاب الموجودة داخل الغرف. بالنهاية سيكون هناك وقت لتعليم الأطفال وتحسين سلوكهم لتحسين المجتمع وتطويره.

أم محمد وهي إحدى سكان مخيم الجبل في ريف إدلب الغربي تقول أنها سترسل أطفالها إلى غرف الأنشطة بشكل يومي. فهي لطالما بحثت عن مكان يمكنها من خلاله تعليم أطفالها وتشجيعهم للتعلم. خصوصا أن طفلها البالغ من العمر ١٢ عاماً يرفض الذهاب إلى المدرسة كونه سيدرس مع طلاب الصف الثاني الأصغر منه سناً بأربعة أعوام، لأنه ترك المدرسة بعد نزوحهم من قريتهم.
وترى أم محمد أنه من الممكن من خلال الحملة أن تعيد طفلها للمدرسة والكثير من الأطفال التي تتشابه قصصهم مع قصة ابنها. كما شاركت أم محمد حسب قولها بجلسة حوارية نظمتها الحملة في وقت سابق في المخيم. ولفتت إلى أن عناصر الحملة تناقشوا معها في هذا الأمر وهي تأمل أن يتم الحديث مع أطفالها وإقناعهم بأهمية التعليم وضرورته.
يذكر أن حملة عيش الطفولة بدأت في مخيمات ريف إدلب الغربي وريف اللاذقية قبل شهرين ويشارك فيها عدد من النشطاء بهدف توعية الأهالي على خطر التسرب المدرسي والعمل على الحد منه.