“عباءة الخير” حملة خيرية في الشمال السوري
في 26 حزيران/يونيو 2016 ونتاج عمل طويل أطلقت منظمة “السراج” للتنمية والرعاية الصحية وبالتعاون مع المجلس المحلي في مدينة الدانا وجمعية إنسان الخيرية حملة تحت اسم “عباءة الخير”، بهدف إكساء مليون محتاج في الشمال السوري.
المدير التنفيذي لمنظمة “السراج” والمشرف على الحملة الحاج رمضان تركمان (50 عاما) يقول: “أطلقنا حملة عباءة الخير من مدينة الدانا بسبب الدراسة التي قمنا بها والتي تبين من خلالها أنه يتواجد في المدينة أكثر من 150 ألف مهجّر. ونسعى أيضا بعد انطلاقنا من مدينة الدانا إلى توسعة المشروع ليشمل ريف حلب الجنوبي وريفي حمص وحماة وريف اللاذقية أيضا”. ومن المعروف أن منظمة السراج للتنمية والرعاية الصحية بلغ عدد مكاتبها في سوريا ما يقارب ال 35 مكتباً، حيث بدأ نشاطها في ريف دمشق وتوسعت لتصل إلى ريفي حلب وإدلب.
ويضيف تركمان: “بدأت فكرة هذا المشروع بتغطية أكبر قدر ممكن من العائلات المحتاجة، فسابقا كنّا نقوم بتوزيع الملابس على المخيمات والبلدات الفقيرة. بحيث نضع مثلا ألفي قطعة في كل منطقة نقوم بالتوزيع لها ونترك باقي الأمر للقائمين على المنطقة بحيث يتم توزيع هذه الملابس على الأهالي. ومن خلال ملاحظتنا أن كثير من هذه الملابس يتم بيعها أو إهمالها لعدم حاجة العائلة لها، قررنا اعتماد هذه الطريقة ومن خلال الصالة تقوم العائلة بأخذ حاجتها من المواد وبدون أن يتم هدر أي شيء”.
وبحسب تركمان وهو عضو في المجلس المحلي في مدينة الرحيبة، الهدف من الحملة هو إكساء مليون شخص محتاج وإعادة الكرامة للإنسان السوري المهجر من خلال إعطائه قسيمة شرائية يستطيع من خلالها التسوق كأي مواطن. حيث يقوم فريق مختص بمرافقة الأسر المستفيدة ضمن الصالة للوقوف على حاجياتها وتسهيل وتنظيم عملية التوزيع. ويلفت إلى أن جمع الملابس يتم بالتشارك مع جمعية “فور سيريا”، والمكتب الإغاثي في مدينة الرحيبة. بحيث تجمع الملابس من خارج سوريا ويتم إدخالها والبدء بعملية ترتيبها وتصنيفها ضمن صالات توزع من خلالها.
أحمد بكري العاص (39 عاماً) مدير جمعية إنسان يقول: “قمنا بالتنسيق مع المسؤول عن جمعية السراج في الداخل وهو الحاج رمضان تركمان منذ ما يقارب ال 6 أشهر، حتى تم انتقاء مشروع عباءة الخير الذي يهدف إلى إكساء مليون شخص محتاج. وتم البدء بالعمل قبل شهر رمضان بعشرين يوم تقريبا. قمنا بتوزيع 1588 بطاقة خلال سبعة أيام”.
ويشير العاص إلى أنهم يأملون أن عدد المستفيدين من المشروع سيتجاوز المليون شخص. ويعزي السبب في ذلك إلى أنهم تواصلوا مع جهات معينة في مدينة حارم وسلقين وباب الهوى ومعرة مصرين قدموا لهم قسماً من الألبسة سيتم توزيعها في تلك المناطق. ويلفت العاص إلى أن فريق عمل جمعية إنسان يتكون من حوالي 100 شخص، تم تخصيص ما يقارب ال20 شخصاً منهم من أجل القيام بهذا المشروع.
مدير المكتب الإعلامي التابع لمجلس الدانا المحلي قال: “مشروع عباءة الخير هو مشروع تشاركي بين جمعية إنسان ومجلس الدانا المحلي وجمعية السراج للتنمية والرعاية الصحية. قامت جمعية إنسان بدراسة ميدانية تبينت فيها من الأهالي الذين ينبغي أن يستفيدوا من المشروع، وقامت بتوزيع بطاقات شرائية مسبوقة الدفع وتمت الجدولة بحسب أيام معينة. حتى الآن تم توزيع أكثر من 25 ألف قطعة وما زال التوزيع مستمراً”.
أحمد (اسم مستعار) أحد العاملين في الحملة يقول: “قمنا بعملية مسح ودراسة الأسعار المتواجدة في السوق المحلية بحيث تكون أسعارنا رخيصة جدا. آلية العمل عن طريق توزيع بطاقات وتكون هذه البطاقات متفاوتة بحسب حجم العائلة. فالعائلة المكونة من أم وطفلين تأخذ بطاقة مكونة من 5 آلاف ليرة سورية، والعائلة المكونة من أربعة أطفال تأخذ بطاقة بقيمة 7 آلاف، والعائلة المكونة من خمسة أطفال وما فوق تعطى بطاقة بقيمة 10 آلاف. والمرأة التي لا تمتلك أطفال تحصل على بطاقة بقيمة 2500 ليرة سورية. تبدأ أسعارنا من ال 500 إلى 1500 ليرة سورية. واستيعابنا اليومي 200 عائلة بما يعادل ألف شخص يوميا”.
إقبال كبير شهدته هذه الحملة من قبل الأهالي في مدينة الدانا والمناطق المحيطة بها، فأم محمد (37 عاماً) ترى في مثل هذه المشاريع نجاعة كبير تختلف كثيرا عن توزيع الملابس من خلال سلل إغاثية. وتؤكد أن هذه الحملة غطّت كل احتياجات أطفالها من ملابس للعيد.
رانيا إحدى نازحات ريف حمص (29 عاماً) تقول: “قاموا بإعطائنا بطاقات تحتوي على قيمة شرائية معينة، ونحن بدورنا نقوم بإعطائها لأحد العاملين في الحملة، ونقوم بأخذ كل شيء يلزمنا منه وكأننا ندفع من جيوبنا بدون أن نشعر بالذل أو المهانة من أحد، أشكر القائمين على العمل فهو مشروع ناجح يستفيد منه الكبير قبل الصغير”.