عام على طرد داعش من الرقة
تنظيم داعش حوّل قبو مدرسة البحتري في الرقة إلى زنازين اعتقال تصوير إبراهيم المحمد
"تعالت في الفترة الأخيرة أصوات ذوي الّذين كانوا محتجزين لدى تنظيم داعش، والذين يبحثون عن إجابات واضحة، تتعلق بمصير ابنائهم. "
تُخیُم حالةٌ من الغموض على مصير الأشخاص، الذین كانوا محتجزين لدى تنظيم داعش. رغم مرور عام على سيطرة قوات سوريا الديمقراطية “قسد” على المنطقة.
وعلى مدار العام الماضي، تحرى عددٌ كبير من ناشطي مدينة الرقة عن مصير هؤلاء المختطفين. ويقول الناشط في مجال الدفاع عن المعتقلين والمختطفين عمر هويدي: “أطلقنا حملة أين مخطوفي داعش، نحن أهالي و أصدقاء المختطفين والمغيبين قسراً في سجون تنظيم داعش الإرهابي، منذ عدة سنوات”.
ويضيف هويدي: “أن قوات سوريا الديمقراطية، لم تعر أيّ اهتمام لمصير المختطفين، مع العلم أنها تتحمل جزءاً كبيراً من المسؤولية كونها تمتلك الأوراق والمستندات التي تركها التنظيم في مقراته بعد أن وضعت يدها عليها. بالإضافة إلى إمكانية الاستفادة من مجريات التحقيقات التي أجريت مع عناصر محتجزين يتبعون للتنظيم”.
ويشدد هويدي على “أننا محكومون بالأمل، طالما لم نجد دليلاً واحداً على قتلهم، في السجلات التي عثرنا عليها مؤخرا في الرقة ودير الزور”.
وقد تعالت في الفترة الأخيرة أصوات ذوي الّذين كانوا محتجزين لدى تنظيم داعش، والذين يبحثون عن إجابات واضحة، تتعلق بمصير ابنائهم.
هنوف العبدالله، والدة أحد المختطفين ويدعى ربيع خلف العبدان، تقول: “اعتقلت داعش ولدي البالغ من العمر 27 عاماً بداية شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2015 بسبب خلاف فكري مع داعش، ولم يكن لربيع، أي نشاط عسكري ضد التنظيم”.
العبدالله التي توفي ابنها الآخر خلال قتاله ضد التنظيم، وكان عضوا في الجيش السوري الحر، تضيف: “بعد الاعتقال بمدة حاولنا التوصل لأي أخبار أو إشارات تفضي بنا إلى معرفة مصيره، أو مكان احتجازه، كونه، المعيل الوحيد للأسرة، التي تتألف من 3 فتيات أخريات”.
وتكادُ الإشاعات التي يصعب التأكد من صحتها، لا تتوقف في هكذا ظروف، عن أوضاع المختطفين. وتقول العبدلله: “سمعنا عدة اشاعات عن تصفيته من قبل داعش، كما سمعنا إشاعات مضادة، تفيد بتواجده في حقل العمر بدير الزور، أو في سجن بالعراق حيث تجري استتابته”.
وتنفي العبدلله، تواصل أي من المنظمات المعنية، أو الجهات الحقوقية معها، سواء لسؤالها أو تقديم المساعدة أو المشورة، حيث صدرت عن عددٍ من المنظمات والهيئات الحقوقية، تقارير عدة، عن أعداد المختطفين، لكنها لم تشر إلى أماكن تواجدهم الحالية.
عبدالله البكور، ناشط ومعتقل سابق لدى داعش من أبناء مدينة الرقة. يقول البكور: “إذا لم يفرج عن السجناء والمختطفين، الذين كانوا محتجزين لدى تنظيم داعش، بعد مدة أقصاها سنة، فأعتقد، وبحسب تجربتي، أنه تمت تصفيتهم”. مستدركاً “قد يكون هذا الكلام صادم لكثير من ذوي السجناء، لكنه الاعتقاد الأكثر ترجيحاً”.
الصحفي الكردي السوري أرين شيخ موس، له وجهة نظر مختلفة حول الموضوع، حيث يقول: “بعد تحرير محافظة الرقة، وُجدت السجون خالية، إلا أنه ما زالت هنالك منطقة تخضعُ لسيطرة التنظيم، في بادية دير الزور والحسكة تقدر بـ 8%من مساحة سوريا، ربما يكون المختطفون، محتجزين فيها”.
ويضيف شيخ موس: “لا أعتقد أن هنالك مصلحة بإخفاء أي معلومات عن مصير هؤلاء المختطفين من قبل قوات سوريا الديمقراطية. ولا يمكن التكهن بمصير هؤلاء المدنيين، حيث أن قوات النظام السوري أيضاً، كانت سيطرت على مساحات واسعة من مناطق كانت لداعش”. متسائلاً عن احتمال تواجد المختطفين في قبضة النظام.
ووسطَ حالة اللاحسم التي تحيط مصير المختطفين، يرفضُ ذوو المختطفين التعاطف، الذي يحصلون عليه من قبل مسؤولين في قوات سوريا الديمقراطية، حيث يقول معظمهم “لا نريد تعاطفاً نريد أفعالاً تساعدنا في البحث عن أبنائنا المفقودين”.
يذكر أن عمليات تبادل الأسرى، بين قوات سوريا الديمقراطية من جهة، وتنظيم الدولة من جهة أخرى، لا زالت مستمرة، حيث كان آخرها، إطلاق سراح 25 عنصراً من عناصر قسد متواجدين حالياً بمدينة الهول بالحسكة، بينما لم تتم الإشارة إلى اشراك أي معتقلين سابقين في هذه الصفقات.