صحفيون في القامشلي يطالبون بوقف الاعتداءات ضدهم

بيروز بريك

التزام الجهات النافذة في غربي كُردستان السياسية، الاجتماعية والخدمية  بضمان سلامة الصحفيين من أي اعتداء أو انتهاك بحقهم

(القامشلي-سوريا) يتناول ابراهيم عيسى (29 عاماً) حادثة الإعتداء عليه بالضرب خلال تصويره موقع إنفجار حي الكورنيش في مدينة القامشلي لصالح قناة “وار” في حزيران/يونيو الماضي كمثال على الانتهاكات التي تحصل بحق الصحفيين. ويؤكد أنه لم يكن مستهدفا لشخصه فما حصل “يعكس حال التسيب لدى بعض الأفراد ضمن وحدات حماية الشعب (YPG) مع العلم أن كثيرين من منتسبي

جانب من أعمال ملتقى صحفيي غربي كردستان تصوير كاوا ولي
جانب من أعمال ملتقى صحفيي غربي كردستان تصوير كاوا ولي

هذه الوحدات يقدمون العون للصحفيين ويسهّلون مهماتهم”.

 كلام عيسى جاء على هامش مشاركته كمندوب عن قناة “وار”  التي تعمل في كردستان العراق في ملتقى صحفيي غربي كردستان وهو من تنظيم اتحاد الصحفيين الكرد السوريين وقد دعيت العديد من الوسائل والمنابر الإعلامية في المنطقة إلى هذا الملتقى الذي انعقد في مدينة القامشلي يومي 13و14من شهر أيلول/سبتمبر 2014.

وفي معرض إجابته على سؤال حول  السبل الكفيلة بمنع الاعتداءات على الصحفيين في المنطقة شدد عيسى على أهمية “التوجه نحو خلق ثقافه‌ جدیده‌ ضمن الأطر المؤسساتية للقوى التي تسيطر على المنطقة عبر محاضرات وأساليب توعوية تهدف الى مراعاة الشكل العام في التعامل مع كل فرد من المجتمع ومن ضمنهم الصحفيين”.

وحول ملابسات حادثة الاعتداء عليه وما تبعها أوضح عيسى  لـ”دماسكوس بيورو”:”تم توقيف الشخص المتسبب في الاعتداء وأصدرت قيادة وحدات حماية الشعب بياناً تشجب فيه هذا التصرف وقد لاقى البيان ترحيبا عند جميع العاملين في الحقل الاعلامي وهذه بادرة جيدة لخلق أرضية لحماية الإعلاميين من الاعتداء”.

شارك في الملتقى مراسلو القنوات الفضائية “وار” و”كردستان تي في” و “روداو” والإذاعات كـ “بيشفه رو” و”هيفي”  و”روزنة” و “ولات“، إضافة إلى مندوبي الـصحف والمجلات  كـ “شار” و”بوير” و”روناهي”، والمواقع الالكترونية  كـ “يكيتي ميديا” و “آدار برس” و”وكالة هاوار”  و”نودم” و”بيام نير”، كما حضر إضافة إلى “اتحاد الصحفيين الكرد السوريين” ممثل عن “نقابة صحفيي كردستان –سوريا” وبقي مقعد “اتحاد الإعلام الحر” شاغراً.

منذ تأسيسه في آذار/مارس 2012 يسعى اتّحاد الصّحفيين الكُرد السّوريين بحسب الصحافي فريد إدوار (35 عاماً) إلى ترسيخ دعائم الحريات الصحفية ونشر الثقافة الديمقراطية في المجتمع، إلى جانب الدفاع عن الصحفيين ضد أي إجراءات تعسفية أو اضطهاد قد يتعرضون له بسبب الرأي أو لأي سبب آخر يتصل بممارسة المهنة.

ويقول إدوار الذي يشغل منصب عضو ضمن المكتب التنفيذي في الاتحاد لـ”دماسكوس بيورو” ان الملتقى مثل فرصةً حقيقية للتّعرّف على ما يصبو ويتطلع إليه الصحافيون العاملون في المناطق الكردية من سوريا، ويعتبر الاتحاد هذا الملتقى “نقطة البداية للعمل الجاد والمسؤول مستقبلاً من أجل سن تشريعاتٍ عصرية وقوانين مناسبة لمهنة الصحافة، وتثبيتها لدى السلطات المحلية النافذة، للحيلولة دون حدوث تجاوزات ضد الصحفيين”.

استهلك النقاش حول حماية الصحفيين ووقف الاعتداءات التي تطالهم معظم الوقت المخصص لجدول أعمال الملتقى، حتى ضمن الجلسة الأولى التي خصصت لمناقشة محور حول دور الصحفيين في المجتمع. وبرزت المخاوف الكبيرة من تفاقم هذه الاعتداءات، على الرغم من أن المناطق ذات الأغلبية الكردية تتمتع بهامش من حرية التحرك للصحفيين تعتبر ممتازة إذا ما قورنت بباقي مناطق سوريا، التي يسيطر عليها النظام أو الدولة الإسلامية أو حتى فصائل معتدلة من الجيش الحر.

واتفقت أغلبية الحضور على وجوب وضع ضمانات لحماية الصحفيين ووقف الاعتداءات عليهم أو مصادرة معداتهم ومحاسبة مرتكبيها وعلى إيصال التوصيات الصادرة عن الملتقى إلى مكاتب كل الجهات النافذة في المنطقة.

وصدرت عن الملتقى عدة توصيات تضمنت “العمل على رفع السوية الإعلامية لدى العاملين في الحقل الإعلامي والجمهور على حد سواء، العمل على مراعاة التوازن والموضوعية ضمن التغطية الإعلامية وتسليط الضوء على القضايا الإشكالية دون تحفظ، دعم استخدام اللغة الكردية في الإعلام وتسهيل العمل بالبطاقات الصحفية الممنوحة للصحفيين من مؤسساتهم”. إلا أن أبرز ما تمخض عنه الملتقى من توصيات كانت تلك المتعلقة بحماية الصحفيين وحرية اختيار محاور أعمالهم الصحفية والوصول للمصادر وتلخصت في ما ورد على صفحة اتحاد الصحفيين الكرد السوريين على الفايسبوك: “التزام الجهات النافذة في غربي كُردستان السياسية، الاجتماعية والخدمية  بضمان سلامة الصحفيين من أي اعتداء أو انتهاك بحقهم، وتسهيل مهامهم في التّنقّل والحصول على المعلومات من مصادرها و ضمان حرية الصحفيين في التعبير وتناول كل المواضيع والقضايا دون تحفّظ، والعمل على محاسبة المسؤولين عن أي عملٍ يُعيق الصحفيين أفراداً أو مؤسسات، بما فيها حالات الاعتداء عليهم ومصادرة أدواتهم.

والتضامن بكل الوسائل السلمية المتاحة من قبل الصحفيين والعاملين في الحقل الإعلامي مع زملائهم ممن تُرتكب بحقهم انتهاكات”.

تصف رئيسة اتحاد الصحفيين الكرد السوريين سلوى سليمان التوصيات التي صدرت عن الملتقى بـأنها: “كانت قيمة وبالمستوى المطلوب والمتوقع.  ونالت درجة عالية من المهنية في الصياغة،  وتطرقت  للمشكلات البارزة بكل شفافية  وطرحت الحلول”. وحول عدم  حضور مندوب عن اتحاد الإعلام الحرلأعمال الملتقى قالت سليمان هذا الأمر أوجد لدى الجميع علامات استفهام رغم تاكيدهم لنا بالحضور، لكن هذا لم يحبط من عزيمة الحضور وإصرارهم على الوصول إلى توصيات  تساهم في بناء إعلام مهنيوتطبيقها على أرض الواقع”.

رغم كل الصعوبات القائمة وبقاء هذه التوصيات مفتقدة للجانب التنفيذي ما لم تلتزم بها الجهات النافذة في المنطقة، إلا أن بعض الصحفيين الذين حضروا الملتقى أبدو تفاؤلهم المشوب بالحذر، وبدا هذا من خلال ما صرح به آختين أسعد مراسل راديو روزنة قائلاً: “كنت أتمنى أن يكون حضور الوسائل الإعلامية مكثفا أكثر، وربما ساهم عدم مشاركة البعض في أن تكون مهمة نجاح الملتقى أصعب. لكن رغم ذلك استطاع المشاركون تثبيت مقترحات جديدة وجديرة بأن تطبق في المناطق الكردية. ونحن على أمل بأن تجد من يسمعها ويعمل على تطبيقها”