شباب التغيير مبادرة مجتمعية سورية

كرنفال ترفيهي من تنظيم شباب التغيير تصوير رامي كلزي

كرنفال ترفيهي من تنظيم شباب التغيير تصوير رامي كلزي

"المؤسسة شكَّلت في بداية عملها 23 لجنة من الأعضاء الموزَّعين في مناطق حلب إدلب وحماه"

هاديا منصور

مؤسسة شباب التغيير، “أكاديميّة علميّة غير حكوميّة من منظمات المجتمع المدني، تضمُّ كفاءات الشباب السوري المستقلّ المثقّف الواعي والناشط في برامج التطوير ومشاريعه على الأصعدة كافة”.

مؤسسة شباب التغيير، واحدة من العديد من المبادرات والجمعيات التي انتشرت في سوريا بعد الحرب.

رامي كلزي (35 عاماً)، منسّق العلاقات العامة في شباب التغيير، ينطلق في تعريفه عن المؤسسة بعرض آخر المبادرات التي قامت، فيقول: “فريق المرأة في لجنة جبل الزاوية في مؤسستنا عمل على جمع الملابس اتي تبرّع بها البعض، ومن ثم إيصالها إلى العائلات الفقيرة، حيثُ كان للأطفال النصيب الأكبر من هذه الألبسة… وكل ذلك بمبادرة ذاتية وجهودٍ جماعية”.

يُضيف كلزي: “هذه المبادرة هي نموذج عن مشاريعنا ونشاطاتنا العديدة، والتي تبدأ بالتدريب وتنتهي بالعمل الميداني”.

وعن انطلاقة المؤسسة، يقول كلزي: “انطلقت الفكرة ضمن مبادرة ساهم، المتخصصة في مجال التدريب وإطلاق المبادرات المجتمعية، وكانَ ذلك في بداية العام 2015. ابدأنا بخمسة أشخاص، درَّبوا 30 شخصاً على التنظيم المجتمعي، وهؤلاء قاموا بتدريب 100 شخص آخرين… وتمَّ توزيع الأدوار، ليتحوّل العمل إلى مؤسسة”.

المؤسسة شكَّلت في بداية عملها 23 لجنة من الأعضاء الموزَّعين في مناطق حلب إدلب وحماه. عن تقسيم العمل يقول كلزي: “تكون البداية دوماً، من دراسة احتياجات المناطق والموارد المتاحة فيها، لأنَّ ذلك شرط أساسي لنجاح العمل المجتمعي… وهذا ما نمل عليه”.

علاء (25 عاماَ) واحد من أعضاء المؤسسة في ريف إدلب، يتحدَّث لحكايات سوريا عن تجربته بالقول: “خضعنا لدورات تدريبية في البداية، حول مواضيع عديدة منها التنظيم المجتمعي والمسؤولية المجتمعية وكيفية إدارة المشاريع، بالإضافة لتعلُّم مهارات أُخرى. وتلا ذلك حصولنا على شهادات، تحولت لمعيار في اختيار أعضاء اللجان في ما بعد”.

ويُشير علاء إلى أنَّ عضو اللجنة، يجب أن يتراوح عمره بين 20 و50 عاماً، بالإضافة إلى امتلاكه المهارات المجتمعية.

في محصلة التدريبات التي تخرَّج منها علاء، تمَّ تدريب 300 شخص تم توزيعهم على 23 لجنة، يتراوح عدد أفراد كل لجنة بين 8 و12 شخصاً، كما أن هناك  أكثر من 250 متطوّعا ينشطون في مجال دعم المجالس المحلية وتمكين المرأة في شتّى المجالات.

حولَ التدريبات التي تقوم فيها مؤسسة شباب التغيير، يتحدّث لموقعنا كرم حلي (32 عاماً) وهو منسّق التدريب في المؤسسة. فيقول: “تهدف تدريباتنا إلى بلورة قيمة التنظيم المجتمعي، وهي كيفية تحويل الموارد إلى قدرة تُحدثُ تغييراً في المجتمع السوري، وبالتالي خلق مجتمع أكثر إنتاجية وأكثر اكتفاءً بذاته”.

ويُضيف حلي: “التدريب الذي تقدّمه المؤسسة يعتبر الأساس لأننا نبنى عليه القدرة المجتمعية، التي تعمل المؤسسة على خلقها. وكانت بدايتنا في التدريبات، من مهارات المدرِّبين الذين أرادوا مشاركتها مع بقية الناس للإستفادة منها قدر المستطاع من خلال تحويلها من أفكار نظرية إلى واقع عملي فاعل… وهذا ما تعمل عليه مشاريعنا، أي أنَّ التدريب يؤسس لمشروع، والمشروع يخلق قدرة مجتمعية”.

يضيف كرم حلي: “تعمل مؤسستنا على محورين، الأول هو المشاريع والثاني هو ما نُسمّيه إيصال الصوت. حيثُ يُجري شباب التغيير استبيانات للشارع السوري عن مطالبه من الحكومة السورية المؤقتة، وفي الوقت عينه، حولَ مّا سيقدّمه المواطن والمؤسسات للحكومة”.

بالإضافة إلى التدريبات وتشكيل أعضاء لجان في المناطق وإطلاق مشاريع تنموية، تعمل مؤسسة شباب التغيير على خلق فرص عمل أيضاً. حيثُ أطلقت حملات زراعية، منها المشروع الزراعي في حلب وريفها بالشراكة مع المجلس المحلي للمدينة ومنظمتي مسرات والبركة. وجرى العمل من أجل إنتاج محاصيل تساعد على دعم الأمن الغذائي في المنطقة.

أحد المشاركبين في المشروع ويدعى أبو محمد (48 عاماً)، يقول: “لم أكن قادراً على استثمار أرضي بسبب غلاء المحروقات وارتفاع أُجور اليد العاملة وغلاء البذار والأسمدة… ولكن بفضل مؤسسة شباب التغيير أصبح بالإمكان استثمارها والإستفادة منها على نطاقٍ واسع… حيثُ قَدَّمتُ أرضي للمؤسسة، بمقابل حصولي على جزء بسيط  من المحصول يُغنيني وعائلتي من الفقرَ والعوَز”.

مشروع الصوف الذي أطلقته شباب التغيير يتمحور حول مجموعة من النساء الأرامل، اللواتي يقمنَ بحياكة ملابس من الصوف، يتم بيعها بأسعار تنافسية.

سحر (30 عاماً) إحدى العاملات في المشروع، تقول: “أمَّنَ المشروع لنا فرصة عمل ننفقُ من خلالها على أنفسنا وأطفالنا نحنُ الأرامل”. وتؤكِّد سحر أنَّ مثل تلكَ المشاريع تُعزّز قيمة  العمل لدى المرأة، وتُفيدها إقتصادياً، وتُفيد السوق والمستهلك، بكسر الأسعار”.

لم تغب حملات المناصرة عن مؤسسة شباب التغيير، ومنها على سبيل المثال حملة “إغضب لحلب” والتي أطلقتها المؤسسة مؤخراً من أجل التأثير على الرأي العام العربي والعالمي.

لا يخلو أي عمل من الصعوبات. والصعوبات التي تواجه فريق شباب التغيير يلخّصها منسِّق التدريب كرم الحلي بالتالي: “القصف المستمر، والتوزع الجغرافي الذي تعمل ضمنه المؤسسة، وبالتالي إيجاد صعوبات في التواصل والتنقّل. أمَّا التحّدي الأكبر فهو الحصول على تمويل”. ومع ذلك، يقولُ حلي: “شكّلَ لنا هذا التحدِّي حافزاً، لاكتشاف مواردنا والإعتماد عليها في الإنطلاق في مشاريعنا”.