خيمة إنقاذ عند نبع الزرقا

فريق الإنقاذ عند نبع عين الزرقا يراقب السابحين تصوير إيهاب البكور

فريق الإنقاذ عند نبع عين الزرقا يراقب السابحين تصوير إيهاب البكور

"يمر نهر العاصي في منطقة جسر الشغور ودركوش، بين جبل الوسطاني وجبل الدويلي. يوجد في منطقة دركوش أكثر من ثلاثين نبعاً تصب في مجرى العاصي، من أشهرها نبع عين الزرقا"

إيهاب البكور

يصطحب عمر سلطان (20 عاماً) إخوته الصغار الى نبع عين الزرقا. مطمئن هو بفضل وجود خيمة إنقاذ تابعة للدفاع المدني في قطاع جسر الشغور عند النبع.

عمر سلطان من أهالي بلدة دركوش في ريف ادلب يقول لحكايات سوريا: “كنت أخاف أن آتي بإخوتي الصغار الى أماكن السباحة، خاصة أنه لا يوجد بين الأهالي منقذين أو مختصين في الإنقاذ. ولكن بعد ان قام الدفاع المدني بوضع خيمة الإنقاذ هنا أصبحنا نشعر بالأمان”.

مدير مركز الدفاع المدني في بلدة دركوش سامر نجيب العبجي (35 عاماً) يقول: “منطقة جسر الشغور ومنطقة دركوش منطقة الاصطياف الوحيدة التي بقيت متنفساً للأهالي في المناطق المحررة في الشمال السوري، ولذلك تعد هذه المنطقة مقصداً للسياحة خاصة في هذا الوقت من الصيف”

ويضيف العبجي: “ولكثرة حالات الغرق التي شهدناها، واستجابة منا نحن الدفاع المدني لدعوات الأهالي، قررنا إنشاء خيمة الإنقاذ في منطقة عين الزرقا. قبل الخيمة لم نكن نستطيع انقاذ الحالات لدى استدعائنا لانقاذها وذلك لبعد المركز”.

ويتابع العبجي: “قمنا بوضع الخيمة على مقربة من حوض نبع عين الزرقا. المكان الأكثر ازدحاماً والذي يحظى بأكبر عدد من حالات الغرق. الخيمة وبعد انشائها بأسبوع تقريبا، قام عناصرها بإنقاذ أربع حالات من الغرق، وانتشال جثتين من نهر العاصي”.

محمد الخضر(25 عاماً) من أهالي ريف أريحا،فقد أخيه في حالة غرق في عين الزرقا، يقول :”لا ألقي اللوم على الدفاع المدني،على الرغم من تواجد الخيمة، فنحن تجاهلنا تعليمات عناصر الخيمة،و قمنا بالسباحة في أماكن غير مخصصة للسباحة و عميقة،و على الرغم من ذلك بذل العناصر جهدهم في انقاذنا،و استطاعوا انتشالي ،و لكن أخي لم يحالفه الحظ ، و أريد أن أنوه الى أن عدد العناصر كان قليلاً فهم كانوا عنصرين، بالمقارنة مع الأعداد الكبيرة للمصطافين”.

يمر نهر العاصي في منطقة جسر الشغور ودركوش، بين جبل الوسطاني وجبل الدويلي. يوجد في منطقة دركوش أكثر من ثلاثين نبعاً تصب في مجرى العاصي، من أشهرها نبع عين الزرقا، الذي يغذي مناطق عديدة بمياه الشرب.

أحد عناصر الدفاع المدني و المنقذين في الخيمة أيمن تامر(23 عاماً) يقول: “كوني ابن منطقة دركوش، شهدت قبل تواجد الخيمة، عدة حالات غرق و لكن لم نكن نستطع إنقاذها، لعدم وجود المعدات وعدم الدراية والخبرة في مجال الإنقاذ”.

ويضيف تامر: “كان لا بد ومن الضروري ان يوجد هنا خيمة انقاذ. نحن هنا عبارة عن عنصرين مناوبين في الخيمة، نبدأ نوبتنا منذ الساعة الثامنة صباحاً و حتى الساعة السابعة مساءً”.

تتضمن النوبة جولات تفقدية بين المصطافين يقوم بها المسعفون، حيث يوجهون النصائح كعدم الإقتراب من الأماكن الخطرة والعميقة للذين لا يعرفون السباحة. مع تعريف المصطافين بموقع الخيمة من أجل الحالات الطارئة.

و لفت التامر الى أن “الخيمة مجهزة بإطارات هوائية وحبال إنقاذ، وسيتم تزويدها بمعدات أكثر تطوراً في وقت قريب”.

يواجه الدفاع المدني في سوريا بشكل عام وفي قطاع جسر الشغور بشكل خاص، تحديات تتثمل في قلة عدد العناصر والمعدات البسيطة، وكثرة أماكن السباحة والازدحام.

ويؤكد العبجي في نهاية حديثه لموقعنا “أن الدفاع المدني بصدد تطوير معدات الإنقاذ لتغطية المنطقة بشكل تام”.