حملة 16 يوماً لمواجهة العنف ضد المرأة في إدلب

"الحملات هذه تلعب دورا ترفيهيا أيضاً بالإضافة للشيء الأهم وهو أن هذه الحملات توجه نداء لكل المجتمع لتوعيته حول أهمية المرأة والدور العظيم الذي تقوم به في صنع الأجيال."

أقام عدد من الناشطين في ريف إدلب حملات توعوية وجلسات في عدد من المراكز في ريف إدلب، من أجل مواجهة العنف ضد المرأة ومحاولة إعطائها مجالاً للتحدث والتعبير عن آرائها والمطالبة بحقوقها.
الحملات التي استمرت على مدى 16 يوما تتضمن محاضرات يومية يتم فيها عرض إرشادات وطرق لمعاملة المرأة وعدم تعنيفها من قبل الرجال. وتشجيعها على أحذ دورها في المجتمع. وكانت هذه الحملات تنقلت في عدد مختلفة من المناطق بريف إدلب، حيث تم لصق شعارات على الجدران تحض على عدم المساس بكرامة المرأة وضد تعنيفها.
مدير أحد المراكز التي شاركت في الحملة علي رشواني يقول لموقع حكايات سوريا: “من أهداف هذه الحملة نشر الوعي وثقافة إنهاء العنف بشكل عام. والفئة المستهدفة من هذه الحملة المتضررين من الكوارث والحروب والمرأة بشكل خاص”.
ويضيف رشواني: “هذه الحملة هي لتوعية النساء القاصرات اليافعات حول المشاكل التي تتعرض لها المرأة والحلول لهذه المشاكل، ويشمل الدعم النفسي للنساء المتضررات نفسياً من الكوارث والحروب”.
هذه الحملة تشمل عدة مراكز من بينها مركز البشيرية وكفرنبل وعزمارين ومرديخ وغيرها من المراكز حيث يتم تقديم المحاضرات للنساء خلال 16 يوماً، وذلك من خلال دعوة أكبر قدر ممكن من النساء في هذه المناطق من أجل حضور هذه المحاضرات والاستفادة منها.
وقد اتخذت الحملة اللون البرتقالي شعاراً لها، حيث تم توحيد لون اللافتات والشعارات التي تم طبعها وتسليمها للحاضرين وذلك من أجل توحيد اللون في كل دول العالم، حيث أن هذه الحملة عالمية تنطلق في كل عام لمدة 16 يوماً من أجل مناهضة العنف ضد المرأة.
وتقول المرشدة الاجتماعية حليمة وهي إحدى المحاضرات لحكايات سوريا: “الحملة هي عبارة عن أهداف نرجو تحقيقها لصالح المرأة من أجل إنهاء العنف الذي تتعرض له من قبل المجتمع، وفي كل عام نقيم احتفالاً لليوم العالمي لإنهاء العنف ضد المرأة في كل المراكز التي تتبع لمنظمة سوريا للإغاثة والتنمية وخصوصاً مركز البشيرية الذي نعمل به”.
وتضيف حليمة: “وتهداف الحملة لرفع مستوى المرأة وتعزيز ثقتها بنفسها ودعمها. ومساعدتها على إثبات وجودها كفرد فعال ومهم في المجتمع، بالإضافة إلى مواجهة أهم المشاكل التي تتعرض لها المرأة ومساعدتها قدر الإمكان على التخلص من هذه المشاكل”.
وتوضح حليمة: ” يوجد عدة أنشطة يمكننا القيام بها من اجل الترويح عن النفس وتعزيز المهارات التي تعلمتها المرأة ومن ضمن هذه النشاطات التي قمنا بها، وخصوصاً نشاط شجرة السعادة الزوجية، وهو عبارة عن وريقات صغيرة تكتب فيها كل امرأة حسب رأيها عن أهم الأسس التي تقوم عليها الحياة الزوجية السعيدة وتعلقها على شجرة السعادة ليراها باقي زميلاتها وكذلك نشاط آخر وهو صندوق الأمنيات وهو عبارة عن أمنية تتمناها كل امرأة من الحاضرات “.
الحملات هذه تلعب دورا ترفيهيا أيضاً بالإضافة للشيء الأهم وهو أن هذه الحملات توجه نداء لكل المجتمع لتوعيته حول أهمية المرأة والدور العظيم الذي تقوم به في صنع الأجيال.
أم نادر (37 عاماً) وهي إحدى النساء المشاركات في فعالية المرأة تقول لموقع حكايات سوريا: “هذه المرة الأولى التي يتم دعوتنا لحضور مثل هذه الفعاليات، حيث تمت استضافتنا بشكل لائق وتم تقديم فقرات رائعة أثناء الفعالية، بالإضافة إلى الإرشادات التي وجهتها المرشدات لجميع النساء لكيفية التعامل مع أزواجهن في المستقبل” .
وبحسب أم نادر المرأة في هذه المناطق تعتبر سجينة لمنزلها ومهمتها هي فقط تربية الأطفال والقيام بأعمال المنزل حيث أن المشاركة الفعالة في جوانب الحياة ستؤثر على سمعتها بين الناس وتؤدي إلى احتقارها من قبل نسبة كبيرة من المجتمع.
وتنوه أم نادر بأن أثر هذه الفعاليات كبير جداً حيث له الدور الأبرز في تغيير نظرة المجتمع للمرأة حيث أن تكثيف هذه المحاضرات من شأنه إعطاء المرأة دوراً فعالاً في المشاركة وإبداء الرأي، ومع مرور الوقت ستجد المجتمع حولها يتقبل هذا الأمر وربما يشجعها في المستقبل.
من جهتها تقول الباحثة الإجتماعية ديمة العبد الله (36 عاماً) لموقع حكايات سوريا: ” العادات والتقاليد في المجتمع الريفي لا تسمح للمرأة بتقديم شكوى ضد زوجها رغم حجم العنف الذي سيستخدمه ضدها لأن هذا الأمر بمثابة التوقيع على ورقة طلاقها. حيث أن النساء يرفعن شكوى ضد أزواجهن بعد فقدان الأمل من الاستمرار بالمعيشة”.
وتضيف العبدالله: “أصبح من الواجب إعطاء دور أكبر للمرأة في المجتمع وذلك من خلال مشاركتها في مختلف الجوانب الحياتية التي تشمل الوظائف وقيادة السيارة وألا يقتصر دورها على العمل وتربية الأطفال في المنزل لأن هذه الأمر أضرّ بها كثيراً”.
وتلفت العبد الله إلى “أن المرأة أصبحت تعمل في كافة المهن من الطب إلى الهندسة والتعليم والعمل الصحفي. وهذا الأمر كان يواجه مشكلات في السابق من قبل العقول الرافضة لعمل المرأة، لذا فإن دور المرأة أصبح يأخذ منحى تصاعدياً بعد قيام الثورة”.
ويذكر أن العشرات من المراكز النسائية باتت تنتشر في المناطق المحررة. وهي تساهم في تعزيز دور المرأة في المجتمع. بالإضافة إلى ظهور الفعاليات النسائية المستمرة ومراكز التدريب في مجالات الخياطة والإعلام والتمريض. وذلك بهدف تأهيل عدد كبير من النساء من أجل العمل في مختلف جوانب الحياة .