تعارف الشاب والفتاة عبر وسائل التواصل الاجتماعي فاحش!

روجين جاويش تعتقد ان اللقاءات عبرا لانترنيت هي عبارة عن انفعالات ومشاعر وغرائز ليس إلا

روجين جاويش تعتقد ان اللقاءات عبرا لانترنيت هي عبارة عن انفعالات ومشاعر وغرائز ليس إلا

"ويحسم الشيخ موسى القضية "إن أراد الخاطب لقاء خطيبته، فبوجود محرم أما في الشارع والنت فالحرمات تستباح. بالتالي فإن تعارف الشاب والفتاة عبر وسائل التواصل الاجتماعي فاحش . ويجب على الجميع الوقوف بوجهه لما قد يتسبب من فساد في بنية المجتمع"."

شفان إبراهيم

انتصرت شبكات التواصل الاجتماعي على مفاعيل مظاهر النزوح واللجوء والتشرد. لم تعد المسافات عائقاً أمام التواصل بين أفراد العائلات وإن فرقتهم الحرب. وشبكات التواصل الاجتماعي فتحت بابا جديداً للتعارف بغية الارتباط والزواج.

الحقوقية ليلى حظيت بعلاقة ناجحة مع فاضل المقيم في السويد. وتجد ليلى في السنتين اللتين أقامت فيهما علاقة مع فاضل كنزا لا يمكن لذاكرتها الاستغناء عنه أبدا. “فهو كان يصدق كل ما أقوله وكانت الحقيقة ليه هي ما انقله له، وهو ما جعلني أتعلق به كثيراً”.

وتكمل ليلى حديثها قائلة: انقطعت العلاقة مرتين لأسباب مختلفة أحداها لمدة 15 يوماً، والأخرى لمدة ثلاثة أشهر، لكن تعلقهما ببعض وإيمانهما بالحب والعيش سوية دفعها لطلب الصلح في المرتين. تتجهز ليلى للسفر إلى بيتها في السويد، وترى أن للأنترنت الفضل الكبير على حياتها.

ففاضل لم يكذب عليها بأي معلومة، خاصة بعد تأكدها من جميع الأمور عن طريق احد أقربائها. وتروى ليلى تفاصيل طلب فاضل إرسال صورتها له، “كنت خائفة ومتوترة” وأمام إصرار فاضل قامت ليلى بإرسال صورة صغيرة ومصورة من مسافة بعيدة. لكنها بعد أ وثقت به كثيراً وخاصة بعد خطبتها لم تبخل عليه بأي شيء يريده. وترى أن وسائل التواصل الاجتماعي سلاح ذو حدين ولا بد من الحذر الشديد قبل الانزلاق إلى سلبياته.

ديالا حسن (28 عاماً) موظفة حكومية في القامشلي، مصابة بالشلل تقول لحكايات سوريا: أنا مستعدة للزواج من أي شخص يتقدم لي ولو كان متزوج، لكن لن ألجأ للتعارف على النت مرة ثانية”.

ديالا التي خسرت حبيبها حسن المقيم في كردستان العراق، تقول: تعرفت على حسن عبر فايس بوك، وبقينا نتواصل لمدة عام كامل دون أن أطلعه عل حقيقة وضعي الصحي . وكي لا يكتشف أمري كنت الجأ إلى طلب تأجيل نزوله إلى القامشلي لعقد القران”.

فوجئت ديالا بحسن وهو يتصل بها من القامشلي فلم تجد أي مهرب من الموضوع، ولم تتمكن من تأجيل اللقاء لأكثر من ثلاثة أيام.

“كنت متوترة كثيراً، فطلبت أن نلتقي في مقهى الدومينو في حي الوسطى، وتعمد التواجد قبله في المقهى وهو ما أثار شكوكه”. لم يطل به الأمر حتى اكتشف الحالة أما ديالا فلا تزال تحت تأثير الصدمة رغم مرور سنوات على الواقعة.

تضيف ديالا “انقطعت العلاقة بيننا لقرابة أربع أشهر، قبل أن يرسل إلي رسالة SMS ليدعوني إلى حفلة زفافه”. لا تشعر ديالا بالندم بل تلوم القدر الذي حرمها من العيش كقريناتها الأخريات. متعهدة أن لا تخفي حالتها مرة أخرى في بداية أي علاقة، “إن وجدت” كما تقول.

تميّز المرشدة الاجتماعية روجين شاويش بين اللقاء المباشر واللقاء عبر الانترنيت. بسبب حركة الجسد أو ما يعرف بكيمياء التواصل المباشر، وهو ما لا يظهر سوى عبر التقاء الأعين معاً. وتقول شاويش “أن اللقاءات عبرا لانترنيت هي عبارة عن انفعالات ومشاعر وغرائز ليس إلا”.

وتعيد شاويش العلاقات الناجح عبر النت إلى اللقاء الفيزيائي الأول الناجح بين الطرفين. وتنبّه شاويش إلى أن خلل العلاقات العاطفية ينجم من الكذب وعدم الثقة وهو ما يولد مجموعة من العادات والسلبيات السيئة في مستقبل العلاقات القائمة على إخفاء حقائق من إي جانب.

خطيب جامع عمر بن الخطاب في القامشلي الشيخ عمار موسى يرى أن العلاقات بغض النظر عن نوعيتها أو ساحتها فان حلالها حلال وحرامها حرام.

ويقول الشيخ موسى “إن أي شيء يمس كرامة المرأة هو حرام، وعلى هذا الأساس تقاس العلاقات عبر النت، لذا فهي غير جائزة حتى لو كانت النتيجة هي الزواج”. وارجع عمار السبب إلى أن البيت له حرمة أما النت فلا حرمة لها.

ويحسم الشيخ موسى القضية “إن أراد الخاطب لقاء خطيبته، فبوجود محرم أما في الشارع والنت فالحرمات تستباح. بالتالي فإن تعارف الشاب والفتاة عبر وسائل التواصل الاجتماعي فاحش . ويجب على الجميع الوقوف بوجهه لما قد يتسبب من فساد في بنية المجتمع”.

قصص ديالا وليلى وغيرهم كثيرة، وجدت طريقها للنور بعد مفرزات الحرب في سوريا، لكن الكثيرات منهن يحجمن عن التصريح أو المجاهرة، لأسباب تتعلق بالعادات والتقاليد وغياب الجرأة.