بين فيسبوك وواتساب… رواج التجارة الالكترونية في إدلب
محمد الصادق يبيع أجهزة الهاتف الجوال من خلال صفحات فايسبوك
لم توفّر مواقع التواصل الاجتماعي والوسائط المتعددة تفصيلاً من تفاصيل حياة الأهالي في إدلب، إلا وفرضت تأثيرها فيه بعد الرواج الكبير الذي حققته بين مختلف الفئات العمرية، فضلاً عن توفر خدمة الإنترنت في المحافظة… ما فتح المجال في المنطقة لما يسمّى بالتجارة الالكترونية.
فقد بات الأمر سهلاً عند محمد الظافر (28 عاماً) من سكّان كفرنبل في ريف إدلب، عند بحثه عن فرش غرفة ضيوف لمنزله… حيث أخبرنا أنه دخل إلى مجموعة مستعمل مدينة معرة مصرين، ووجد فرش غرفة ضيوف مستعملة ناسبَهُ سعرها، ثمَّ تواصل مع الشخص الذي يعرض الفرش واتفق معه على السعر (75 ألف ليرة سورية، أي ما يعادل 150$).
ويضيف محمد: “كنت قد تواصلت مع البائع على صندوق الرسائل على صفحة الفايسبوك حيث وجدت الإعلان واتفقنا على السعر، ثمَّ التقينا واستلمتُ الفرش منهُ بعدما دفعت الثمن المتفق عليه”.
وتنتشر عبر موقع فيسبوك آلاف المجموعات التي تندرج تحت إطار السوق الالكترونية، حاملةً إسم المنطقة ونوعية المواد التي يتم عرضها، كـ “سوق سرمدا التجاري جديد.. مستعمل” أو “سوق معرة مصرين للمستعمل”. وتحظى هذه المجموعات بمتابعة كبيرة من الأهالي، كما تسمح لهم بمتابعة آخر أسعار المواد وحتى سعر صرف العملة.
يقتني محمد الصادق (32 عاماً) في منزله، مجموعة من الأجهزة الخليوية بغرض التجارة، ويقول لـ “حكايات سوريات”: “لم أعد أتحمّل عبء دفع مصاريف إيجار المحل وتكاليف الكهرباء… لذا وجدتُ ضالتي بعرض بضاعتي عبر مجموعات الفيسبوك، وبذلك تكون نسبة الربح أكبر، لأني لا أتحمَّل إلا تكلفة الأجهزة”.
يضيف محمد: “يتم تحديد منطقة قريبة بين البائع والشاري للقاء فيها وإتمام عملية البيع، بعد أن يكون قد تمَّ الاتفاق على السعر مسبقاً إلكترونياً، لكن لا يخلو الأمر من المراعاة بالسعر بعد التعرّف على الشاري وجهاً لوجه”.
لم يقتصر أمر التجارة الالكترونية في إدلب على مجموعات فيسبوك، إنما يتم التواصل بين الناس عبر غرف الدردشة في واتساب. حيث يقول بشار العلي (35 عاماً) من كفرنبل لموقعنا: “أصبحتُ أشتري وأبيع الطيور عبر غرفة دردشة في واتساب تضم أكثر من 200 شخص يتاجرون بالطيور”.
ويقول العلي أنَّ آلية الاتفاق على البيع والشراء، تحصل كما في مجموعات فيسبوك، بالاتفاق مع الطرف الآخر، ثمَّ الحديث عبر الخاص والالتقاء في مكان محدَّد لإتمام العملية.
لا يقف الأمر عند هذا الحد، إنما أصبحت هذه المجموعات أو الأسواق الإلكترونية، وسيلةً يروّج لها الباعة لمحالهم التجارية ولبضائعهم بدلاً عن الطرق التقليدية للترويج من صحف وإعلانات ورقية على الجدران…
عقبة المحروق (45 عاماً) ولدى افتتاحه محال للصرافة والذهب في سوق كفرنبل، نشر إعلاناً بذلك عبر عشرات صفحات فيسبوك ومجموعات واتساب.
من جهة أُخرى، ولدى سؤالنا الجهات الأمنية في كفرنبل، عن إمكانية حصول عمليات نصب واحتيال في السوق الإلكترونية، وعن كيفية التعامل معها، أفادتنا تلك الجهات بالقول: “نتعامل مع بعض عمليات الاحتيال التي قد تحصل عبر مجموعات الفيسبوك وواتساب بحسب المعطيات المتوفرة، ونتواصل مع الأشخاص ونساوم معهم لرد الأغراض التي قد يأخذونها دون دفع المبلغ المتفق عليه أو المراوغة في ذلك”.
وبهذا، تكون قد وفّرت مجموعات الفيسبوك وغرف الدردشة في واتساب على البائع في إدلب، أعباءً مالية كثيرة… كما وفّرت على الشاري الوقت والجهد، وسمحت بكثرة العرض وتسهيل عملية الشراء.