بسمة أمل من فريق تطوعي للنازحين شمال سوريا
بسمة أمل للنازحين في شمال سوريا تصوير هاديا منصور
كانت فرحة الطفلة اليتيمة ربا دياب (12 عاماً) لا توصف حين فوجئت بالزينة الملونة التي وضعها فريق بسمة أمل التطوعي عند مدخل وقاعة دار الأيتام التي تقيم فيها في قرية أطمة الحدودية. تقول ربا: “الزينة فكرة رائعة، جعلت الدار تعج بالأضواء والألوان والفرح، أحب أن أتأملها باستمرار”.
هذه الزينة وغيرها العديد من الأنشطة الترفيهية والتوعوية الصحية والنفسية والاجتماعية يجهد فريق بسمة أمل التطوعيلتنفيذها في المناطق الحدودية والمخيمات والتجمعات، ويستهدف من خلالها المرأة والطفل.
فاطمة فرحات (31 عاماً) وهي إحدى متطوعات الفريق تقول: “فريق بسمة أمل التطوعي نشأ في عام 2014، بهدف رفع مستوى الوعي لدى النازحين بشكل عام والأمهات والأطفال بشكل خاص، وتوجهنا باهتمامنا أكثر للأطفال من خلال من التوعية والترفيه النفسي والتوعية الصحية للأمهات وكيف يتعاملن مع أطفالهن أثناء وخلال موجات النزوح والأجواء الجديدة التي فرضت عليهم”.
وتضيف فرحات: “الفريق يستهدف بأنشطته المتنوعة كافة التجمعات التي يستطيع أفراده الوصول إليها من مراكز صديقة للطفل، مراكز تمكين للمرأة، مدارس، ساحات يتجمع فيها الأطفال وحتى داخل المخيمات المسورة الخاصة بالأيتام كمخيم عقربات”.
ونظراً لانتشار حالات خطف الأطفال في ريف إدلب مؤخراً واستغلال حالة الخلل الأمني في المحافظة، عمد فريق بسمة أمل التطوعي إلى إنشاء مسرح دمى تفاعلي، قدم عروضه في المدارس بحضور عدد كبير من الأطفال. وهي عروض تركز على توجيه الأطفال للتنبه من محاولات الخطف وماهي الأساليب التي يتبعها الخاطفين والاغراءات المادية والمعنوية التي يقدمونها للأطفال، وكيف للأطفال أن يتصرفوا في مثل هذه الحالات، وفق ما بينت فرحات.
منى عرفان (35 عاماً) نازحة من ريف حماة الشمالي حضرت المسرحية وشددت على أهمية مثل هذه الأنشطة. وتقول عرفان: “أكثر ما أقلقني في رحلة نزوحي هو الفوضى القائمة وخاصة وسط المخيمات وسماعنا عن حالات خطف تحدث بإستمرار. ولذا فإن مثل تلك الفعاليات من شأنها توعية أطفالنا كي لا يقعوا فريسة سهلة بيد الخاطفين الغادرين، الذين يستغلون سذاجة الأطفال وبراءتهم لتحقيق غاياتهم الدنيئة”.
وتلفت عرفان إلى فوائد هذه المسرحية بالذات لأنها تبقي الصورة التي رسمها الفريق للأطفال بذاكرة الطفل ويستفيد منها دائماً ولا ينساها بسهولة، وخاصة وأن الأطفال قد أتيح لهم المشاركة بآرائهم عن كيفية التعامل مع هذه المواقف بحوار دار بينهم وبين دمى المسرحية.
حملة “حلم وعلم” هي إحدى الحملات التي أطلقها فريق بسمة أمل التطوعي بالتعاون مع مكتب تمكين المرأة في بلدة حاس بهدف توعية الأهالي حول أهمية إرسال أبنائهم للمدارس، بعد التسرب الكبير، نظراً للتدهور التعليمي الذي يسود مخيمات الشمال السوري التابعة لمحافظة إدلب والواقعة على الحدود السورية التركية والتي تتضمن 69 مخيماً، واستهدفت الحملة مجموعة من تلك المخيمات بحيث تزور المتطوعات في الفريق كل أسبوع 50 خيمة .
الطفلة نائلة الريان (10 أعوام) عادت لارتياد المدرسة مؤخراً، وقد سمح لها أهلها بذلك بعد أن امتنعوا عن إرسالها لبعد المدرسة عن المخيم. غير أن التوعية التعليمية التي اعتمدها فريق بسمة أمل التطوعي أعطى ثماره. وكان له أكبر الأثر في التأثير الإيجابي على الأهالي الذين راجعوا قراراتهم وأعادوا أبنائهم إلى المدارس. تقول نائلة: “أحب المدرسة وأحب أن أتعلم حتى لو اضطررت للمشي مسافات طويلة”.
يضم فريق بسمة أمل التطوعي 8 متطوعات ومتطوعين، ولم يحصل الفريق على أي دعم من أي جهة حتى اللحظة. وجميع الكلف التشغيلية واللوجستية هي بتمويل ذاتي من أعضاء الفريق.
وعن المعوقات والصعوبات التي يواجهها فريق بسمة أمل التطوعي تؤكد فرحات “أن أهمها عدم وجود مركز ثابت للفريق يشكل نقطة هامة لاجتماعاتهم وانطلاقة لأنشطتهم، ولذا فإن أعضاء الفريق يعتمدون خلال اجتماعاتهم على بيوتهم ومنازلهم الخاصة، ومؤخراً لم يعد ذلك ممكناً بسبب موجة النزوح التي طالت أعضاء الفريق فلم يعد هنالك من مكان يجمعهم، ولذا فإن معظم اجتماعاتهم أصبحت على الإنترنت وكل يعمل بإسم الفريق من منطقته التي نزح إليها.
في الوقت الذي اشتدت فيه عمليات القصف والدمار وزادت معها حركات النزوح بشكل كبير يسعى فريق بسمة أمل التطوعي للتغلغل بين النازحين، وتقديم ما يمكن أن يقدموه لهم في سبيل توعيتهم وزرع البسمة على وجوه أطفالهم.