الهيئة النسائية… نساء رائدات في إدلب
من نشاطات الهيئة النسائية في إدلب
"مسؤوليات المرأة السورية في الحرب كبيرة جداً، بين الزوج المفقود أو الشهيد أو المقاتل أو أنَّ ظروف عمله صعبة، وبين الأولاد وأعباء المعيشة، ووسط كل الظروف... مستمرات"
بعد ثلاثة أشهر من انطلاقتها تواصل الهيئة النسائية لدعم المرأة والطفل، عملها وتنشر عبر صفحتها على فيسبوك أبرز نشاطاتها من محاضرات ومشاريع متنوعة.
انطلقت الهيئة في 21 كانون الثاني/يناير 2017 في مدينة إدلب، مستهدفة المرأة السورية في المناطق التي تخضع لسيطرة المعارضة في الشمال السوري. موقع حكايات سوريا التقى بمديرة الهيئة رولا شحادة التي تحدثت عن أهداف الهيئة التي تختصرها تسميتها لجهة دعم المراة والطفل. مؤكدة أن الهيئة لا تتبع لأي جهة سياسية أو عسكرية.
وتقول رولا شحادة (23 عاماً) “نعمل في الهيئة ضمن نظام داخلي مستقل، يضم نحو 50 متطوعة وأغلبهن يحملنَ الشهادات الجامعية، لم يكنَّ يعملنَ بسبب ظروف الحرب، واليوم تُدار المشاريع كخلية نحل من أجل إنجاح رؤية نساء رائدات في مجتمعهن”.
وتضيف شحادة: “نسعى لتنظيم طاقات النساء في الشمال السوري، وبشكل خاص في إدلب… ونعمل على تعميق الوعي لدى المرأة السورية ورفع مستواها الثقافي والعلمي، وتنمية خبراتها الإنتاجية، وذلك عن طريق الندوات والمحاضرات ومن خلال إنشاء مشاريع تنموية تعمل فيها بالدرجة الأولى نساء الشهداء والمعتقلين. كما نقدِّم المساعدات والخدمات اللازمة لحياة كريمة”.
نادين كرزي مديرة المكتب الطبي في الهيئة، تتحدّث عن هيكلية الهيئة، فتقول: “تضم 15 مكتباً هي التالية: المكتب القانوني، التنفيذي، الطبي، المهجّرين، العلاقات الخارجية، أمانه السر، التربية والتعليم، التأهيل المهني، المكتب التنظيمي، المكتب المالي والإقتصادي، المكتب الإعلامي، مكتب دراسة المشاريع، المكتب الإغاثي، مكتب دَعوي شرعي، والمكتب الزراعي…” وتنوِّه أنَّ كل هذه المكاتب يرأسها نساء مختصات كل في مجالها.
كرزي التي تحمل شهادة في الصيدلة تطرقت إلى أبرز مشاريع الهيئة الطبية، بالقول: “نعمل على إنشاء صيدلية مجانية تحت إشراف المكتب الطبي، لتقديم الدواء مجاناً لنساء وأطفال المعتقلين والشهداء… ونسعى دوماً لأي مشروع يُساهم في سد حاجات نساء مجتمعنا وسط هذه الحرب القاسية”.
وتختتم كرزي حديثها بأنَّ الهيئة استحدثت لها عدة فروع في الشمال السوري، من بينها مؤخراً فرعين جديدين في كل من سراقب وكفر تخاريم، وذلك للوصول إلى عدد أكبر من النساء… “وهناك خطط جديدة للتوسع أكثر في الشمال السوري، وتبقى كل الأفرع مرتبطة بالإدارة المركزية للهيئة”.
إلى الاهتمام الطبي والصحي هناك مشاريع تخطّها أيادٍ ناعمة للنهوض بواقع المرأة، فهناك مشاريع إنتاجية ضخمة تدرسها الهيئة عبر مكتب الدراسة والتخطيط التابع لها، من بينها معمل الألبان والأجبان والذي من المفترض أن يشغّل أكثر من 100 عاملة، بحيث يتم بيع منتجاته على أن تعود الأرباح إلى القائمين عليه من إداريين وعمّال.
ربا الجابر (47 عاماً) تم اعتقال زوجها قبل 4 سنوات، تقول: “أنا معيلة لأسرتي المكوَّنة من أربعة أطفال. مللتُ من طرق أبواب المنظمات من أجل تأمين بعض السلل الإغاثية لي ولأولادي… لكني اليوم أستبشر خيراً بالهيئة النسائية التي وضعت إسمي ضمن لوائح العاملات في أحد مشاريعها المستقبلية، وأنا سعيدة بذلك”.
من جهتها رانيا السعيد (27 عاماً) حاصلة على شهادة في التمريض تقول: “أنهيت دراستي منذ سنوات، لكن لم أتمكّن من العمل لأنّ مؤسسات الدولة قد أُغلقت في المدينة والعمل في المنظمات والمشافي الخاصة أصبح في بعض الأحيان مرتبط بمدى معرفتك بأشخاص يوصون بك… أمّا اليوم، فتمنياتي كبيرة من خلال المكتب الطبي للهيئة أن أعمل في أحد المشاريع وأعتمد على نفسي”.
من جانبه دعا المجلس المحلي في مدينة إدلب جميع المنظمات والمبادرات المختصة بشؤون المرأة والأسرة إلى اجتماع شاركت فيه الهيئة النسائية، وذلك للبحث في سبل التعاون بين المجلس وهذه المنظمات ودعمها وقديم ما بإمكانه من أجل المشاركة في تخطّي المصاعب التي يمكن أن تقف عائقاً بوجه عملها.
في ظل الأوضاع الأمنية السيئة والضغوطات المجتمعية والأُسرية وسط ظروف الحرب… هل تستمر الهيئة في عملها على بوصلة النجاح أم أنَّ الأيادي الناعمة تحتاج لمزيد من الدعم كي يظهر مدى أهمية دور المرأة السورية في الحرب والسلم؟
وداد، إحدى المستفيدات من مشاريع الهيئة تقول: “تعوّدنا أن نكون قويّات، في السلم وفي الحرب نحنُ لها… مع أنَّ مسؤوليات المرأة السورية في الحرب كبيرة جداً، بين الزوج المفقود أو الشهيد أو المقاتل أو أنَّ ظروف عمله صعبة، وبين الأولاد وأعباء المعيشة، ووسط كل الظروف… مستمرات”.