الغرافيك لخدمة قضايا النشطاء السوريين على الانترنت
على جدار قلعة دمشق الشهيرة وسط المدينة، علقت صورة ضخمة “لتهامة معروف” مع طفليها على اليمين، وفي الجانب الآخر صورتها وحيدة وراء شباك شائكة كتب عبرها: “مكان تهامة مع سيزار وديانا… ولكن… القانون تحت أقدام المخابرات”، وتماما إلى يمينها، علق بوستر كبير للرئيس السوري يحيط به العلم الوطني تحت عبارة “سوريا الله حاميها”.
بطبيعة الحال، فصورة الرئيس كانت معلقة فعلا على جدار القلعة، لكن الأمر ليس كذلك بالنسبة للمعتقلة السورية تهامة معروف، حيث أن الصورة صممت من قبل ناشط سوري على الانترنت.
وتكثف في الآونة الأخيرة استخدام النشطاء السوريين لوسائل الغرافيك والخدع البصرية من أجل خدمة القضايا التي يدافعون عنها عبر العالم الافتراضي.
وبعد أن دأب النشطاء على استعارة أساليب مماثلة من نظرائهم في دول أخرى سبقوهم إلى هذه الأدوات مثل مصر وإيران، بدؤوا مؤخرا بابتداع صورهم وشعاراتهم الخاصة.
لوحة تهامة صممت من أجل صفحتها التي أنشئت قبل أيام للتضامن معها، بعد أن اعتقلت في 7-2-2010 من أجل تنفيذ حكم كان قد صدر بحقها عام 1995 من محكمة استثنائية بتهمة الانتماء إلى حزب العمل الشيوعي المعارض؛ علما أن الحكم قد سقط بالتقادم وفقا للقانون السوري، وتهامة، وهي طبيبة أسنان وأم لطفلين، لم يعد لها أي نشاط سياسي منذ الإفراج عنها بعد قضاءها نحو عام في المعتقل أوائل التسعينات.
وقد تضامن أكثر من 150 شخصا حتى الآن مع قضية تهامة على صفحتها على الفيس بوك.
مجموعة أخرى أنشئت للتضامن مع صبية معتقلة منذ شهور هي طل الملوحي، استخدمت صورة لطل وضعتها ضمن إطار ذهبي، معلق على جدار كتب عليه: طل الملوحي..كلنا معك؛ فيما صممت صورة أخرى كتب عليها “الحرية لطل الملوحي” إلى جانب صورة طل وحمامة بيضاء تحلق.
وكانت طل، وهي مدونة سورية، تولد حمص1991، اعتقلت من قبل جهاز أمن الدولة في كانون الثاني2009 (لا يعرف التاريخ على وجه التحديد) ولا يعرف عن مصيرها شيء منذ ذلك التاريخ.
وقد انضم إلى المجموعة التي أنشئت بعد وقت قصير من اعتقال طل، نحو ألف عضو حتى الآن، عبروا عن تضامنهم معها ومطالبتهم بالإفراج عنها.
مجموعة أخرى أنشئت في نوفمبر من العام الماضي وضمت 270 عضوا، مناهضة للاستمرار بإعلان حالة الطوارئ في سوريا منذ عام 1963، استخدمت خريطة دمشق مكبلة بسلسلة تجتازها عبر أرجائها المختلفة، وكتب عليها “لا لقانون الطوارئ”.
ويقول أحد النشطاء السوريين في اتصال معه عبر الاميل، أن المادة البصرية نادرة جدا في سوريا بسبب من التشديد الأمني الذي يحول دون الحصول على صور ومقاطع فيديو ذات صلة بالأحداث التي يدافع عنها السوريون عبر الفضاء الافتراضي.
“خلال السنوات العشر الماضية كانت هنالك العديد من الاعتصامات والاحتجاجات، ليس بالضرورة حول قضايا سياسية، ومع ذلك لا تتوفر على الإطلاق أية صور لتلك الأحداث”.
ويضيف أن الصورة لها وقع كبير على المشاهد يفوق في أحيان كثيرة وقع الكلمة المكتوبة.
“استخدام تصاميم الغرافيك والخدع البصرية يساهم في الترويج للقضايا التي ندافع عنها، وأيضا يغطي قليلا على القصور في توافر المواد البصرية لدينا”.
ومع ذلك يقول الناشط أن استخدام هذه الوسائل لا يزال غير منتشر إلى الحد الكافي نتيجة ما تتطلبه من مهارات معينة في برامج اختصاصية