الشمس والرياح مصادر للطاقة في المناطق المحررة
يستطيع التوأم أيهم وأمجد (5 سنوات) متابعة قنوات الأطفال والرسوم المتحركة. توفرت الكهرباء في منزلهما، بعد تركيب ألواح الطاقة الكهروشمسية.
رئيس المجلس المحلي في كفرنبل أيمن كليدو (48 عاماً) يقول “ألواح الطاقة الكهروشمسية كما مراوح توليد الطاقة الكهربائية، أثبتت جدارتها في المناطق المحررة، وأصبحت بديلاً فعالاً عن كهرباء المولدات التي لجأ إليها الأهالي اليها، بسبب منع وصول التيار الكهربائي من قبل النظام، كنوع من العقوبة الجماعية للمناطق التي ثارت ضد النظام الحاكم في دمشق، إضافة إلى الأضرار الجسيمة التي لحقت ببعض محطات التوليد بفعل القصف والمعارك وأدت إلى توقفها عن العمل”.
المهندس الكهربائي سعيد المرسال (32 عاماً) يقول “لجأ الأهالي في المناطق المحررة المحرومة من الكهرباء لتأمينها من المولدات التي تعمل على الوقود، وبعد تضاعف أسعار الوقود، تضاعف بدل الاشتراك بالمولدات على الأهالي. وتم خفض عدد ساعات تشغيل المولدات، فكانت ألواح الطاقة الكهروشمسية ومراوح توليد الكهرباء من الرياح، هي الحل الأمثل”.
ويضيف المرسال: “تعتبر الطاقة الكهربائية الناتجة عن ضوء الشمس والرياح طاقة نظيفة لا ينتج عنها انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري أثناء التشغيل. وهي تستخدم مساحات قليلة، والآثار على البيئة عادة ما تكون أقل إشكالية من مصادر الطاقة الأخرى. ويمكن تحويل ضوء الشمس المباشر إلى كهرباء بواسطة ألواح “فولتوضوئية”. أما طاقة الرياح، فهي طاقة مستخرجة باستخدام توربينات الرياح لإنتاج الطاقة الكهربائية، وتعد طاقة الرياح والشمس طاقة وفيرة وقابلة للتجدد، وتوجد على نطاق واسع”.
أبو أحمد (52 عاماً) يحتاج للكهرباء بشكل دائم في تصوير المستندات وبعض الأوراق، وكان يعاني من الانتظار لموعد اشتراك المولد ليقوم بعمله. أبو أحمد يقول الآن: “وجدت في ألواح الطاقة الكهروشمسية ضالتي، جعلتني أستغني عن اشتراك المولد وأصبحت أقوم بتصوير الأوراق والمستندات في أي وقت، عدا عن تشغيل غيرها من الأجهزة الكهربائية “.
تاجر الألبان أبو إبراهيم (50 عاماً) يقول: “ارتفاع درجات الحرارة تدريجياً، وعدم وجود كهرباء دائمة كان يشكل بالنسبة لي همّاً في المحافظة على الألبان والأجبان التي في المحل، أمّنت لي ألواح الطاقة الكهروشمسية مصدراً شبه مجاني، أحافظ بواسطته على بضاعتي ومصدراً لتوفير كلفة تأمين الكهرباء”.
مالك إحدى الشركات المختصة بالطاقة البديلة المهندس اسماعيل العكل (37عاماً) يقول: “يستطيع المواطن تأمين الإنارة الدائمة في المنزل بكلفة لا تتجاوز 300$ دولار أميركي، وهي كلفة شراء لوحين صغيرين و مدخرة سعتها كبيرة وأسلاك التوصيل وقاعدة حديدية ثابتة أو متحركة. أما إذا كان الهدف تشغيل أغلب الأجهزة المنزلية من براد ومروحة وغسالة وتلفزيون وغيرها، فلا تقل الكلفة عن 800$ دولار أميركي كحد أدنى، وهذا المبلغ لا يستطيع تحمله الجميع”.
ويتابع العكل: “أما بالنسبة لمراوح توليد الطاقة فهي ذات كلفة مرتفعة أكثر من الألواح، ويبلغ سعر أصغر قياس من هذه المراوح 1200$ دولار أميريكي ، أما تكلفة أكبر القياسات المستخدمة حالياً في المناطق المحررة فيتعدى الـ 3000$ دولار أميركي”.
ويضيف العكل: ” تعتبر الشمس و الرياح أرخص مصادر للطاقة لتكون بديلة للكهرباء، والإقبال على تركيب ألواح الطاقة الكهروشمسية في تزايد مع بدء فصل الصيف، أما الإقبال على تركيب المراوح الهوائية فضعيف بسبب الكلفة العالية للمروحة ومعداتها “.
معلم الحدادة علي العيسى(50 عاماً) يقول:” ازدهر عملنا في حرفة الحدادة بسبب لجوء الأهالي لتفصيل قواعد لألواح الطاقة، ومنهم من يطلب قاعدة متحركة من أجل تأمين أكبر قدر ممكن من الطاقة من خلال تحريك القواعد مع حركة الشمس، لكن حتى الآن حركة القواعد يدوية، ونعمل على تحديثها لتصبح آلية مع حركة الشمس من خلال تركيب حساسات خاصة حال تأمينها”.
يقول الدكتور زياد المحمد(36 عاماً) :” بسبب وضع المناخ المتقلب، وعدم استقرار الشمس و الرياح خلال أيام السنة، اعتمدت على الألواح والمروحة بنفس الوقت، لتأمين الطاقة الكهربائية في منزلي وعيادتي، و لأنني لا أجد الوقت الكافي للإشراف على مولد الكهرباء بحكم انشغالي في عيادتي”.
إدارة بنك الدم في كفرنبل الذي تدعمه منظمة الرعاية الطبية، لجأت إلى تركيب ألواح الطاقة بهدف توفير كلفة تشغيل أجهزة التبريد والتجميد الموجودة في البنك، لأن كلفة تشغيل المولدات الكهربائية التي تعمل على الوقود مرتفعة، ولأنها تحتاج لصيانة وإشراف مستمر بحسب بدر الرسلان (44 عاماً) المشرف على بنك الدم .
ويضيف الرسلان:” يوجد في البنك عدد من البرادات والمجمدات التي يجب أن تعمل على مدار الساعة، وهذا يحتاج إلى كهرباء شبه دائمة، وقد عانينا الكثير من استخدام مولدات الكهرباء التي تعمل على مادة المازوت، من حيث ارتفاع سعر برميل المازوت، كما أن الأعطال المتكررة بسبب سوء نوعية الوقود، حملّت الداعمين أعباء كثيرة، إضافة لتوقف عمل أجهزة التبريد عن العمل، وفساد عينات الدم المحفوظة “.
والدة التوأم أيهم وأمجد تقول: “كنت أعاني الكثير مع أطفالي ، وقت الفراغ عندهم كبير، وبسبب النشاط المتزايد عند الأطفال لا يهدأون أبداً، صراخ دائم وحركة داخل المنزل لا تتوقف حيث أن الأطفال لا نستطيع تركهم يلعبون خارج المنزل بسبب الأوضاع الأمنية. أما بعد تركيب ألواح الطاقة بحيث يمكن تشغيل جهاز التلفزيون ، فقد تغير الوضع مع الأولاد حيث يستطيعون متابعة برامج الأطفال و قنوات الرسوم المتحركة طيلة فترة النهار، و قد أصبح الهدوء يعم المنزل”.