الشمس تُنير ظلام حاس

تركيب الألواح الخاصة بالطاقة الشمسية على أعمدة الإنارة في حاس تصوير أحمد العكلة

تركيب الألواح الخاصة بالطاقة الشمسية على أعمدة الإنارة في حاس تصوير أحمد العكلة

نفّذت منظمة أمان وعدالة مجتمعية مشروع إنارة الطرقات في بلدة حاس في ريف إدلب الجنوبي. وتعاونت في المشروع، مع المركز الأمني التابع للشرطة الحرة والمجلس المحلي في البلدة.

ويقوم المشروع على إنارة طرقات البلدة، عبر توزيع ألواح الطاقة الشمسية على أعمدة الكهرباء، لإنارة أكبر عدد من الشوارع الرئيسة، وما يُحيطها.

ومنظمة أمان تختص بالمشاريع الخدمية للبلدات التي فيها مراكز للشرطة الحرة. ويُعَد هذا المشروع هو الثاني من نوعه في حاس،بعد مشروع تعبيد الطرقات قبل عدّة أشهر.

أيمن المندو(45عاماً)،يعمل مساعداً في المركز الأمني في بلدة حاس، وهو المسؤول عن مشروع إنارة الطرقات في البلدة.يقول لموقع حكايات سوريا: “كانت الخطوة الأولى، باقتراح المشروع على منظمة أمان.وقدّرنا تكلفته بين 35و40 ألف دولار أميركي ،لتركيب 270 جهازً للطاقة الشمسية. ثمّ وافقت المنظمة على الاقتراح وباشرنا العمل بالاتفاق مع متعهد مُختص”.

ويتحدث المندو عن آلية التركيب، بالقول:”يتم ّتركيب لوح طاقة شمسية وبطارية من النوع الجيد وأشرطة إضاءة من نوع الليدات،التي يتم وصلها على البطارية بشكل مباشر، وذلك عند كل عامود.وكفل متعهد المشروع الألواح لمدة سبعة أشهر”.

ويُضيف المندو: “نُخطط لتوسيع المشروع، كي يشمل أكبر قدر ممكن من الطرقات و الأحياء البعيدة عن البلدة.كما سنعمل على مَدّ المشافي والمخابز والأفران بتلك الألواح”.

أبو عمر أحمد (53عاماً) أحد العاملين في منظمة أمان يتطرق إلى أهمية المشروع، بالقول: “إنَّ مثل هذه المشاريع من شأنها أن تُفيدعمل مؤسسة الشرطة الحرة،من خلال التقليل من عمليات السرقة وخصوصا ًفي المساء.كما تُسهّل مهامها في تحقيق الأمن. بالإضافة لفائدة الإنارة للمواطنين، وحركة التجارة”.

ويضيف أبو أحمد: “تقوم منظمة أمان بدراسات مكثّفة من أجل القيام بمثل هذه المشاريع في عدد أكبر من القرى المجاورة، بعد نجاح التجربة.خصوصا ًبسبب انقطاع الكهرباء بشكل كامل منذ عدة سنوات عن جميع المناطق الخارجة عن سيطرة النظام”.

من جهته،يؤكد خالد الفرحات رئيس المجلس المحلي في بلدة حاس(60عاماً)، أنهُ في حال تعطّلت الألواح التي تعمل على الطاقة الشمسية، أو تعرضت لاستهداف الطيران أو الرصاص الطائش،فسيعمل المجلس من أجل توفير حلول بديلة وسريعة لصيانتها.وذلك، إمّا من خلال إيجاد دعم من المنظمات،أو عبر جمع تبرعات من الأهالي بالقرب من المنطقة التي تحتاج الصيانة،أومن عائدات المجلس المحلي.

ويضيف الفرحات: “تجربة ألواح الطاقة الشمسية في إنارة الطرقات،تنتقل من قرية إلى أخرى ومن مدينة إلى أخرى.حيث ُيتم الآن تركيب تلك الألواح في شوارع مدينة كفرنبل وضمن مدينة إدلب،وفي عدة قرى في ريف إدلب الشمالي”.

يقول الفرحات لـ حكايات سوريا: “من شأن هذه التجربة أن تجعل الناس يعتمدون على الطاقة الطبيعية، ضمن مبدأ الغاية تبرِّر الوسيلة ،بدلا ًمن اعتمادهم على المولّدات والطاقة الكهربائية التي تُثقل كاهلهم بشكلٍ شهري بسبب المبالغ الباهظة التي يدفعونها ثمناً للإشتراك”.

أبوالخير (47عاماً) وهو عامل بناء في بلدة حاس،يُبدي رضاه عن المشروع ويقول: “أنا وكثير من الناس راضون عن تنفيذ المشروع.من شأنه إنارة القرية من جديد بعد أربع سنوات من الظلام الدامس الذي عاشته المنطقة،بسبب قطع الكهرباء بشكل كامل من قِبل النظام”.

ويُلفت أبو الخير إلى أنّ الكثير من المحال التجارية صارت تفتح أبوابها ليلاً،بسبب وجود الإنارة. ويقول: “صارت تشهد بلدتنا حاس حركة تجارية متزايدة في المساء،بعد أن كانت تلك الحركة شبه معدومة في السنوات السابقة”.

أسامة النجار (34عاماً) يعمل في مجال تجارة المواد الغذائية في حاس،يقترح أن يتم وضع حرّاس،من أجل حماية الألواح من السرقة والتخريب،وذلك عن طريق التجوال الليلي على الطرقات العامة وبين الأزقة.

أمّا أبو غسان(41عاماً)، فهو من الأشخاص في البلدة، الذين يرون أنهُ كان من الأفضل دعم مشاريع تُوفّر وظائف عمل للناس،في ظل حالة الفقر التي تعيشها المناطق الخارجة عن سيطرة النظام.

ويقول:”هذه الأموال، لو وضِعَت لبناء الأفران أو دعم المستشفيات أو لتأسيس جمعيات غير ربحية، يمكنها إمّا أن تُوفِّر وظائف للعاطلين عن العمل، أو تعود بالفائدة على أهالي البلدة”.

يرد أيمن المندو مسؤول مشروع الإنارة في بلدة حاس،بأنّ منظمة أمان تعمل في مشاريع متخصصة بالإنارة وتعبيد الطرقات، ولا يمكنها التطرق إلى مشاريع أخرى خارجة عن اختصاصها. ويقول: “في مقابل ذلك، يوجد في البلدة عدد من المنظمات التي تدعم المشافي والأفران والمدارس… وبالتالي كل المشاريع هامة وذات أولوية، كي تتكامل جهودنا جميعاً في سبيل حياة أفضل للأفراد”.