الثورة في نظر مشاهير كفرنبل

"ما طلبه السوريون بطرق سلمية يعبر عن رقي هذا الشعب المعطاء، لكن تدخلات الدول للحفاظ على مصالحها حرف الثورة عن مسارها"

“حاولتُ نقل حقيقة الأحداث في سوريا لشعوب العالم، وسيلتي الوحيدة كانت الموسيقى” تقول نيسم الجلل (31 عاماً).
ولدت نيسم في فرنسا، وتخرجت من المعهد العالي للموسيقى “الكونسرفاتوار” في باريس وتحمل إجازة في الفلسفة. أسست نيسم فرقتها الموسيقية ” إيقاعات المقاومة” (Rhythms of Resistance )، وأنتجت عدداً من الألبومات الموسيقية التي حملت عناوين ثورية أشهرها الموت ولا المذلة، وشهداء كفرنبل .
نيسم وخلا التواصل معها عبر شبكة الأنترنت كما مع غيرها ممن هم خارج سوريا تقول: “عزفت مع فرقتي في الكثير من بلدان آسيا وأوروبا وأفريقيا، جسدت في موسيقاي واقع السوريين المضطهدين المطالبين بالعدل والحرية والمساواة بسلمية، بينما قابلهم النظام بأسلحته وطيرانه، مرتكباً أبشع المجازر بحق المدنيين العزل”.
“لم أعد عبئاً، بل أصبحت سنداً ” هو الشعار الذي أطلقته غالية الرحال (43 عاماً) من خلال تأسيسها مركز مزايا النسائي في كفرنبل” ما جعل وكالة رويتر للأنباء تمنحها جائزة ( المرأة البطل والثقة ) تقديراً لجهودها ونشاطاتها.
ولدت الرحال في مدينة الطبقة، عادت إلى كفرنبل بعد زواجها، وكانت أولى النساء المشاركات بالمظاهرات في كفرنبل، فقدت بكرها الناشط الإعلامي خالد العيسى في خريف 2016.
تقول الرحال: “لحظة انطلاق الشرارة الأولى للثورة قلت في نفسي، حان وقت التغيير، من حقنا أن نعيش بكرامة وحرية، من حق المرأة أن تحصل على مستقبل تعيش فيه وتكون قادرة على العطاء مثل الرجل، هذه هي الفرصة التي تحتاجها المرأة لتظهر قدراتها ومكنوناتها”.
“ما طلبه السوريون بطرق سلمية يعبر عن رقي هذا الشعب المعطاء، لكن تدخلات الدول للحفاظ على مصالحها حرف الثورة عن مسارها”. بحسب الفنان التشكيلي العالمي إبراهيم الجلل (73 عاماً).
تأثر الجلل بالطبيعة الريفية الجميلة لكفرنبل التي ولد ونشأ فيها، تخرج من كلية الفنون الجميلة في دمشق، قبل سفره إلى باريس وتخرجه من المدرسة الوطنية العليا بدرجة امتياز.
يقول الجلل: “منذ بداية الثورة تأثرت لوحاتي بالأحداث الجارية في سوريا، حصار حمص والمجازر التي حصلت في مدينتي كفرنبل انعكست على ألواني، لون الدم طغى على بقية الألوان، واختلط مع لون الحزن”.
أقام الجلل الكثير من المعارض الفنية، وشارك في كثير من المهرجانات الفنية التشكيلية في عدد كبير من مدن العالم.
رواية “عائلة الحاج مبارك ” من أهم الأعمال الأدبية الروائية للأديب عبد العزيز الموسى (70 عاماً ) ابن كفرنبل، التي حصد عنها جائزة “نجيب محفوظ ” على مسوى الوطن العربي ،كما حصد العديد من الجوائز الأدبية عن أعماله.
يحمل الموسى إجازة في الفلسفة، درس ودرّس في مدارس كفرنبل، وفقد ولده البكر في إحدى الغارات عام 2012. ومن أهم رواياته” بغل الطاحون”، “الجوخي”، “الغراب الأعصم”، “حب الرمان” و “كاهن دورا”.
يصف الموسى الثورة قائلاً: “الثورة تمثل توقاً في كل نفس تتطلع للحرية، ورغم الحماسة المنقـطعة النظير، والتضحيات، أعيقت هذه الثورة بعد أشهر من بدايتها، بتواطؤ مكشوف من دول العالم، وتمت مصادرة إرادة البشر بكل الإمكانيات المتوحشة الضارية، باختصار لم يعد هناك ثورة، بل مناكدات بين مصالح صغرى وكبرى، كلها تعمل لغير صالح الشعب السوري”.
أحمد الجلل (31 عاماً ) عُرف باسم رسام الثورة أو رسام كفرنبل، رافقت لوحاته الكاريكاتورية كافة لافتات مظاهرات كفرنبل، حيث نقل فيها بأسلوبه الساخر واقع الثورة، واستلهم أفكار لوحاته مستعيناً بأصدقائه ومن شخصيات الأفلام العالمية مثل: التيتانك، هالك، 300 ، القناع، كابتن