التدوين في خدمة التغيير: مبادرة مدون سوري

بادر أحد المدونين السوريين إلى تأسيس مشروع تدويني جديد يهدف إلى مساعدة المدونين من أجل امتلاك القدرات التي تمكنهم من إحداث تأثير في مجتمعاتهم وواقعهم نحو الأفضل.

حيث أطلق المدون عمر مشوح مؤخرا مشروع “التدوين لأجل التغيير” ليكون بمثابة “توجيه دفة التدوين بحيث يخدم القضايا التي تساعد على تغيير واقعنا ومجتمعنا”.

وفي لقاء معه عبر البريد الالكتروني اعتبر المشوح أن ما يسميه التدوين المقاوم أو التدوين لأجل التغيير لطالما كان موجودا سابقا، لكنه كان ينحصر ضمن جهود فردية ينقصها التنظيم والتقنيات التي تساعد في إحداث تغيير أكبر، ويندرج ضمن هذا الإطار التصدي لقضايا الاحتلال والفقر والجهل وكل ما من شأنه تغيير المجتمعات إلى الأفضل.

ورغم أنه يعتبر أن المشروع يخدم جميع دول العالم وهو مفتوح لكل من يهتم بهذا الشأن، إلا أنه لم يخف التركيز على الدول العربية “والتي تحتاج إلى تغيير أكثر من غيرها”، وبالتالي فالمشروع يقدم المحتوى باللغة العربية.

وحول آليات عمل المشروع، يقول المدون بأن هدفه أن يكون مرشدا ودليلا فنيا وتقنيا وثقافيا ومعرفيا لكل من يدون في هذا الشأن أو يقوم بحملات تدوينية وأنشطة رقمية. وأكد على أن المشروع لا يخدم مجموعة دون أخرى أو أفكارا دون غيرها، بل يعمل على نشر المعرفة وثقافة التدوين لجميع من يرغب بالمساهمة في عملية التغيير عبر التدوين.

وسوف يكون محتوى الموقع عبارة عن مقالات وكتابات للمتخصصين في هذا المجال ، وأيضا الكتب والملفات والدراسات التي تخدم أغراض المشروع . وسوف يدير المشروع فريق عمل متميز ومتخصص في هذا المجال.

وعلى سبيل المثال، يقدم المدون على صفحة المدونة شرحا عن الحملات الالكترونية التي تستخدم لأهداف اجتماعية أو سياسية، حيث يوضح أهم عناصر الحملات المماثلة التي تساهم في تحقيق نجاحها.

ويعترف المشوح أن التدوين المجرد الذي يدور حول الخواطر والأحداث اليومية، لن يحدث أي تغيير في أي ميدان، أما التدوين الموجه فهو الذي يمكن له أن يحدث تغييرا، ويقصد به التدوين الذي يخدم هدفا محددا وغالبا ما يدور حول التغيير في قضية ما إذا التزم بشرطين مهمين: الاستمرارية والجماعية، بمعنى أن يكون هناك استمرار في التدوين، ووجود عدد كبير من المدونين الذين يدونون حول قضايا يريدون تغييرها أو التأثير فيها.

ومع ذلك، يقر المدون بأنه لا يجب تحميل التدوين أكثر مما يحتمل، فلا يمكن أن ننتظر من مجرد التدوين أن يغير واقعنا، لكن التدوين من أجل التغيير هو حلقة مهمة من حلقات التغيير على الواقع، حيث أنها تكسر حاجز الخوف والتردد والسلبية التي تحيط بنا وتشجعنا على التحرك حتى من خلال الكتابة وهذا أمر مهم يقود لخطوات أخرى كثيرة تعجل بالتغيير الحقيقي على حد قوله.

عمر المشروح مدون سوري يعيش خارج سوريا، يحمل الماجستير في تقنية المعلومات،  مؤسس مشارك لمشروع المدوّن (مجتمع المدونات السورية) ، ومؤسس ورئيس تحرير موقع التقانة العربية.