الآشوريون السوريون ينتظرون أكثر من اعتذار
آكاد عبد الأحد
خطوة البحرة بالاعتذار من الآشوريين هي خطوة أولى يجب أن يتبعها المزيد من الخطوات في سبيل تعزيز الدور الآشوري في المعارضة السورية
(الحسكة-سوريا) وصف شليمون بنيامين اعتذار الائتلاف ورئيسه هادي البحرة من الآشوريين في سوريا بأنه “خطوة جيدة وفي الاتجاه الصحيح، لكنها غير كافية” مطالباً بـ “تعزيز الدور الآشوري في
صفوف الائتلاف وتقديم المزيد من الضمانات للآشوريين الذين يتعرضون لحملة إرهابية تستهدف وجودهم التاريخي في أرضهم”.
ويأتي كلام بنيامين بعد تقديم الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية الاعتذار للمكون السرياني الآشوري في سوريا، في رسالة وجهها رئيسه هادي البحرة. والاعتذار جاء عقب إغفال البحرة ذكر المكون السرياني الآشوري أثناء تعداده لمكونات الشعب السوري، خلال كلمته أمام جامعة الدول العربية في جلستها التي انعقدت في القاهرة.
واعتبر بنيامين وهو آشوري من سكان قرى الخابور (شمال شرق سوريا) أن ما حصل من تهميش للآشوريين من قبل البحرة “ليس إلا استكمالاً لواقع عانى منه الآشوريون في سوريا منذ ما يقارب النصف قرن. عندما بدأ التيار القومي العروبي بالسيطرة على مفاصل الحياة في سوريا وإلغاء كل ما هو غير عربي وبشكل خاص كل ما هو آشوري”.
وأبدى بنيامين تخوفه من تكرار هذا الإقصاء والتهميش، ومن أن يكون هذا السلوك ضمن عملية ممنهجة لإلغاء ما تبقى من الوجود الآشوري في سوريا.
ويعيش في سوريا ما يقارب الـ 500 ألف آشوري، يتوزعون في المدن الكبرى كالعاصمة دمشق وحلب وحمص. أما تواجدهم الأكبر فهو في محافظة الحسكة وينتشرون في كافة أرجاء المحافظة. أدت الحرب التي تشهدها سوريا إلى هجرة أعداد كبيرة من الآشوريين إلى الدول الأوروبية وأمريكا وأستراليا، كما لجأ بعضهم إلى الدول المجاورة. ويعاني الآشوريون من استهدافهم من قبل مجموعات إسلامية تكفيرية وأخرى مسلحة عمدت إلى اختطاف بعضهم مقابل مبالغ مالية كبيرة. كما سجل تدمير وحرق عدد كبير من كنائس وأديرة الآشوريين في ديرالزور والرقة وغيرها من المدن السورية. مدينة صدد السريانية أحيت أخيرا الذكرى الأولى للمجزرة التي ارتكبتها مجموعات إرهابية في مقدمتها جبهة النصرة، حيث تم تدمير وحرق العديد من الكنائس والمنازل، وراح المئات ضحية هذه الحملة الإرهابية.
تجدر الإشارة إلى أن مدينة القامشلي كبرى مدن محافظة الحسكة تعيش تحت وقع حصار فرضه عناصر ما يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية ‘‘داعش’’ من الجهة الجنوبية للمدينة والذين يسعون لاقتحام المدنية ذات التنوع الديني والقومي، وفرض تعاليمهم الإسلامية المتشددة.
ويقول السياسي الآشوري جميل دياربكرلي “أن ما حصل من إقصاء للآشوريين من قبل الائتلاف في عدة مناسبات، منها عدم حصولهم على وزير في الحكومة المؤقتة بالرغم من اعتمادها مبدأ المحاصصة، ووصولاً لكلمة البحرة أمام الوزراء العرب في القاهرة يدفع الكثير من الآشوريين إلى استذكار عمليات الإقصاء التي كانت تمارس ضدهم من قبل نظام البعث”. واعتبر ديار بكرلي أن “خطوة البحرة بالاعتذار من الآشوريين هي خطوة أولى يجب أن يتبعها المزيد من الخطوات في سبيل تعزيز الدور الآشوري في المعارضة السورية، والتي من شأنها تعزيز الدور الآشوري في سوريا بعد سنين من الإقصاء والتهميش”.
أحد سكان مدينة ديريك الواقعة في المثلث الحدودي بين تركيا والعراق فضل عدم الكشف عن اسمه قال في اتصال هاتفي “أن الائتلاف الوطني السوري لم يقدم ما يشفع له باستمالة الآشوريين لطرفه” واعتبر أن الاعتذار الذي قدمه الائتلاف الوطني “غير كافي” وإن “كانت خطوة جديدة لم يعتدها السوريون من قبل”.
وبينما يلفت فريد كومو عضو اتحاد تنسيقيات الشباب السريان الآشوريين خلال اتصال هاتفي إلى المخاوف الكبيرة على الآشوريين في سوريا بعد تنامي الفصائل الإسلامية المسلحة في قلب الحراك الثوري السوري”. ويتمنى كومو على المجتمع الدولي “فرض الحل السياسي والدبلوماسي بين كل أطراف الصراع على أرضية معاهدة جنيف 1”.
وينبه كومو إلى أن “نظام الرئيس بشار الأسد يترك جميع الأقليات تواجه مصيرها بنفسها، وهذا ينذر بمستقبل مخيف لمن لا يحمل السلاح في المنطقة”.