استعراض لأبرز مناقشات وسائل الاعلام الاجتماعية 23-9-2011
تلاميذ المدارس والثورة
بدأ العام الدراسي في سورية يوم الأحد 18 سبتمبر/أيلول ومعه إحتجاجات التلاميذ ضد النظام وقمع رجال الأمن. قرأنا الكثير من الأخبار المقلقة خلال الأيام الماضية عن إطلاق نار على تجمعات من التلاميذ وإعتقال البعض منهم وحصار العديد من المدارس. موقع “الثورة السورية ضد بشار الأسد” ذكر 21 سبتمبر/أيلول خبر إطلاق نار حول ثانوية إسماعيل الريس في حرستا عندما حاول التلاميذ الهروب من المدرسة المحاصرة “وإصابة أحد الطلاب إصابة خطيرة، بالإضافة لاعتقال أربعة من زملائه. كما تم إرغام الأساتذة على الصعود إلى باصات تابعة للأمن دون معرفة وجهة تلك الباصات، من الجدير بالذكر أنّ الطلاب الخمسة هم في المرحلة الإعدادية”.
وذكرت صفحة “لجان التنسيق المحلية” أخبارا مشابهة من مدن أخرى. ففي الزبداني وقع إطلاق نار على مظاهرة طلابية. وفي الرستن أصيب “عبدالباسط حمزة مدير مدرسة عبدالله الديك جراء اطلاق نار كثيف وعشوائي صادر من مفرزة الأمن السياسي باتجاه الشوارع”. وفي جاسم/درعا اقتحم رجال الأمن “مدرستي ابي تمام والثانوية التجارية واعتقلوا عشرات الطلاب في المدينة”. وفي داعل/درعا نظم طلاب مظاهرة وأحرقوا خلالها كتاب التربية القومية الاشتراكية. وفي جبلة حصلت مظاهرة طلابية “إنطلقت من امام مدرسة العزي وهتفت بإسقاط النظام”. وفي جبلة توقف التدريس في مدرسة العزي لإمتناع الطلاب عن الدوام إحتجاجاً و بسبب حصار المدرسة من قبل الامن.
وفي تلبيسه يظهر شريط الفيديو مظاهرة أطفال. ومن سراقب/محافظة إدلب فيديو آخر، حيث نرى الطلاب يطلقون شعار: “لا دراسة ولا تدريس حتى يسقط الرئيس”.
الضحايا من الأطفال أصبحوا رقماً ثابتاً منذ إندلاع حركة الاحتجاجات الشعبية في سورية في آذار/مارس الماضي. وفي التقرير الذي أعدته حملة آفاز العالمية أخيراً بلغ عدد الأطفال السوريين القتلى 148. والأخبار مستمرة عن مقتل آخرين، كما نقرأ في الخبر التالي من الرستن:
“استشهاد الطفل ماهر الزعبي وعمره 11 سنة وإصابة والده، كما استشهدت السيدة آمنة عبيد وأصيب ابنها عبد الكريم العبيد، 11 سنة بجرح خطير، وجُرح ثلاثة آخرون اثنان منهما بحالة خطرة برصاص قوات الأمن التي فتحت النار عند مدخل الرستن الشرقي في منطقة الصناعة على سيارة أجرة يستقلها الطفل ماهر مع عائلته وميكرو كانت فيه السيدة آمنة مع ابنها”.
تقرير حملة آفاز العالمية (بالإنكليزية)
المعارضة
المناقشات حول التحركات التي تقوم بها مختلف أطياف المعارضة السورية في الداخل والخارج مستمرة. آخر نقاش يتمحور حول إنشاء “المجلس الوطني السوري” الذي بدأت خطوات تشكيله في اسطنبول في آخر آب/أغسطس 2011. وظهرت خلال الأسابيع الماضية الكثير من الإنتقادات بسبب الآليات المعتمدة في تشكيل المجلس، وكانت “الهيئة العامة للثورة السورية” قد أعلنت في بيان معارضتها على إنشاء هذا النوع من المجالس. أخيراً برزت خلافات بين المعارض برهان غليون وبين “جماعة اسطنبول”. ويختم غليون ورقته ويقول: “وقد اقترحت من طرفي تشكيل لجنة متابعة تضم ممثلين للقوى الشبابية والتشكيلات السياسية وبعض الشخصيات المستقلة ذات المصداقية الوطنية لتقود عملية إعادة هيكلة المجلس، بما يضمن أمرين أساسيين: التزام القوى السياسية بالعمل الجاد داخل المجلس وبناء مجلس متوازن من حيث التوجهات والأطياف الفكرية والسياسية”.
بيان برهان غليون حول وحدة المعارضة في الدوحة واسطنبول
نسيم سالم يكتب معلقاً على الخلافات بين المعارضة قائلاً: “العلمانيون يتأففون من الإسلاميين والاسلاميون يريدون ان تكون لهم اليد العليا والاكراد يتدللون وآخرون ليس لهم وزن يتجعلكون ويعلكون وشعبنا يذبح كل يوم. نقول لأطياف المعارضة دون استثناء ابقوا كما انتم الان تتصارعون وتتجادلون وتعقدون المؤتمرات فالشعب سيفرز قيادات جديدة وسيكون مصيركم متحف التاريخ المنقرض”. محمد عبد يقول بأنه لا يوجد ضرر إذا لم تمثل جميع الأطراف: “إذا تم إعلان أسماء أعضاء المجلس واكتشفنا أن بعض الأطراف لم يكن لها حضور فيه… ما الضرر في هذا؟؟ إذا كان هدف المجلس الأول هو إسقاط النظام والهدف التالي إنتخابات تعددية، ثم سيتم حل المجلس، فما الضير من عدم مشاركة بعض الأطراف فيه… إن النتيجة واحدة… لن يتم أي تعديل للدستور أو تسمية لرئيس إلا بعد الإنتخابات التشريعية (…)”.
وأصدرت “لجان التنسيق المحلية” بدورها بياناً بخصوص الإنضمام إلى “المجلس الوطني السوري” قالت فيه: (…) ورغم وجود بعض الملاحظات على عمل المجلس وآليات تشكيله وتمثيل القوى فيه، فقد ارتأينا في لجان التنسيق المحلية دعم المجلس الوطني السوري والمشاركة الفعلية في تشكيل هيئاته من منطلق حرصنا على وحدة المعارضة وتجاوز حالة تشتتها، واستجابة لنبض شباب الثورة الذي أضحى متعطشاً لوجود هكذا حاضنة سياسية. (…)”.
تمام بيرقدار يكتب معلقاً: “بصراحة يا شباب أنا فقدت الأمل من معارضة الخارج برأيي أنو ننسى أنو في عالم بالخارج ونعتمد نهائياً على أنفسنا”. بينما يعتقد فراس غريب أن “الخطوة صائبة بالطريق السليم، بوركت جهودكم يا أحبتي”. سهيل صمدي يقترح: “نرجوا أن تخاطبوا الدكتور برهان غليون إذا كنتم تتفقون معنا انه يصلح لقيادة المجلس والدكتور المالح للمشاركة، لأنني في الواقع بعد قراءة ما كتبه الدكتور غليون عن الخلافات بين اسطنبول والدوحة اصبت باحباط شديد”. وعبد السلام إسماعيل يقول: “بالتوفيق ولننتبه إلى ان كثرة المجالس هي ظاهرة صحية رائعة تعبر عن غنانا الثقافي والمهم عمل ذو نتيجة وليس نظري فقط”.
بيان صادر عن لجان التنسيق المحلية بخصوص الإنضمام إلى المجلس الوطني السوري
الشرق الأوسط: المجلس الوطني ينتخب رئيسه
إعلان تأسيس “غد” الديموقراطي
أعلنت “حركة شباب 17 نيسان للتغيير الديموقراطي في سوريا” و”تجمع نبض للشباب المدني السوري” و “لجان التنسيق المحلية” تأسيس تحالف “غد” “الذي يهدف إلى السعي مع جميع القوى الميدانية والسياسية لتعزيز العمل الميداني والإعلامي والسياسي لتأمين إنتقال سلمي للسلطة يبدأ بإسقاط النظام لإطلاق عملية بناء الدولة المنشودة. كما يضع نصب عينيه تشجيع الشرائح الاجتماعية الصامتة لتنخرط في فعاليات الثورة إيماناً بدورها الحاسم في معركة الحرية والكرامة”. ويركز التحالف الجديد على سلمية الثورة ورفض الطائفية ورفض التدخل والوصاية من الدول الخارجية. كما وضّح “غد” طريقة العمل المتبعة ويقول في بيان تأسيسه أنه “يعتمد على بنية تشاركية بين جميع الأطراف مع الحفاظ على خصوصيتها، إن وقعت الآن أو في أي وقت لاحق، من خلال تمثيلها بشكل مباشر في المكتب السياسي وتبني طريقة التصويت بأغلبية الثلثين لاتخاذ القرارات على مستوى التحالف”. ويدعو مؤسسو “غد” جميع القوى والتجمعات والتنسيقيات إلى الإنضمام والمشاركة في تحقيق الغاية من تشكيله.
وجاءت أغلب ردود الفعل على هذا التشكيل الجديد إيجابية. وائل سكاف يقول: “بالتوفيق ولننتبه ان كثرة المجالس هى ظاهرة صحية رائعة تعبر عن غنانا الثقافى والمهم عمل ذو نتيجة وليس نظرى فقط”. خلود تكتب معلقة: “أفضل فكرة حتى الآن لتشيكل إئتلاف وطني جامع لكل ما تشكل وتبلور من مجالس وتكتلات سياسية بحيث تتمكن الآن من التجمع بأعضاءها وتكتلاتها تحت هذا الائتلاف والتحرك بشكل منظم. والصيغة أعلاه كانت مبدئياً جامعة للخلافات التي سبق وأثاروها واختلفوا عليها”. وعلاء الدين يعلق قائلاً: “ما قصرتوا هي هي الطريقة الطبيعية لتشكيل الأطر القيادية يعني الناس القراب من بعضن يجتمعوا بتشكيلات، وهيك بتقل الفوضى وبصير التوصل لتمثيل عام للثورة أسهل و أنضف”.
بيان تأسيس تحالف “غد” الديموقراطي
مشروع عبّر
أطلق موقع “الأسبوع السوري” مشروعاً يحمل شعار “عبّر”:
“لنثبت للعالم بأننا شعب يرغب في الحياة بكرامة، بأننا شعب حرّ من حقه أن يعبّر عن إرادته. وأن قوتنا تنبع من حرّية كلمتنا… لنعبر جميعًا عن مطالبنا، آرائنا، أحلامنا، حقوقنا، أفكارنا، بكلمة، فالكلمة أقوى من أي سلاح. شاركنا بكلمة. سوف نقوم كل فترة بتجميع جميع المشاركات ووضعها في لوحة فينة واحدة حتى نصنع منها كتيب يحتوي على مطالبنا، آرائنا، أحلامنا، حقوقنا، أفكارنا، كل ما عليك كتابة كلمة عبّر: وبعدها كتابة ما تريد”.
ريما حنا عبرت عن أحلامها بالكلمات التالية:
“أحلم بتصفح النت دون الخوف من تصفح أي موقع على الشبكة… أحلم بتصفح لايظهر فيه أن الموقع محجوب أو أن الخدمة غير فعالة في سوريا بسبب العقوبات… أحلم بحذف جميع برامج البروكسي وفك الحجب والإخفاء من جهاز الكمبيوتر… احلم باقتناء تقنية الGPS وبوجود خرائط تفصيلية لسوريا… أحلم بالعيش بأمان دون الخوف من الإعتقال مهما تكلمت وانتقدت ضمن حدود اللباقة والأدب… أو بالحديث بأمور سياسية مع اصدقائي دون الخوف من كون احدهم جاسوساً للمخابرات… أحلم بأن انتهي من كتابة هذا التعليق وأكون مطمئنة بعد ذلك بأن احداً لن يلاحقني (أو تكشفني اجهزة التجسس) بسبب تعبيري عن رأيي… احلام كثيرة ولكن هل تتحقق؟”
لنا تعبر عن حلمها قائلة: “ان تعود حلب ماقبل 1980 قبل الإنكسار وقبل التشويه وقبل الرعب الذي يسكننا واليأس الذي يملؤنا حتى النخاع”
كافو كافو يكتب التالي: “حرية. كرامة. عدالة. امان = انتماء ومواطنة”
أما لينة غيث المطر فتقول “غداً العزة ستمحي كل الهموم”
محمد خير العبد يحلم بأن “آكل وأشرب، أحلم أن أقرأ وأكتب، أحلم بأن أكون حراً، أحلم بأن أكون سورياً أحلم بأن أكون انساناً، أحلم بأن أحلم بأحلام وليس بما هو حق لي”.
والمفكر السوري الحر يحلم بأن تتحول مدينته درعا “إلى جنة من الجنان يزورها الناس من كل مكان، أحلم بأن أرفع راسي بالعالي، وأقول أنا سوري أنا حوراني، أحلم بأن نعيش بدون ظلم، أن نجسد عشق الوطن، أحلم أن نحاسب ليس بشار فقط، بل كل من أراد شراً لهذه البلد”.
تجارب الاعتقال السياسي في سوريا
“شباب السفير” ملحق أسبوعي تابع لصحيفة “السفير” اللبنانية اليومية، خصصت فيه زاوية لجمع تجارب الإعتقال السياسي في سوريا الذي صار “من مفردات الحياة اليوميّة” في هذا البلد المنتفض.
“سامي ك. وعمار ع.، شابان سوريان في العقد الثالث من العمر، لا يبدو عليهما أيّ شيء يوحي بأنّهما سلفيّان أو «يقبضان» نقوداً من أحد كي يتظاهرا: رائحة الكحول التي تعبق في غرفتهما تنفي عنهما التهمة الأولى، في حين تتكفل الغرفة المتقشفة نفسها في نفي التهمة الثانية. لكن، وللدعابة، “يعترف” الاثنان بأنّهما مندسان “للعظم”. الاندساس السوري الذي بات اليوم شهيراً، يعني في الحد الأدنى شيئين: اندسّ بشؤون وطني لأنّي أحبّه، ولأنّي أحبه أتظاهر مطالباً بالحريّة وبإسقاط النظام.
سبق عمار صديقه سامي إلى المعتقل. حدث ذلك إثر مشاركته في تظاهرة انطلقت من ساحة عرنوس، وسط دمشق. يقول: “كنا مجموعة مختلطة، ذكوراً وإناثاً، وكان بيننا طلاب وصحفيون وفنانون”، ويضيف “كانت التظاهرة لإعلان التضامن مع درعا المحاصرة، بعد تعرضها، في مطلع شهر آب، لهجوم عسكري من قبل الجيش السوري”. (…) خرج سامي بعد حوالى ثمانية أيام، انتقل خلالها من قسم للشرطة إلى أحد فروع الأمن الجنائي. من جهته، كان لعمار “نصيب” أكبر من الاعتقال، فقد تنقل بين ثلاثة فروع أمنيّة، وُجّهت له فيها تهم تبدأ بالسلفيّة و”العرعرة” وصولاً إلى التعامل مع “إسرائيل”.
مثال آخر هو أكرم:
“أكرم ناهز الستين من العمر جالس في مقهى صديق. يدخل عليه رجال ينتزعونه من كرسيه لتبدأ رحلة زوجته للبحث في فروع الأمن عنه. ألقاه بعد 15 يوماً من الاعتقال ليقول لي أنه امضاها واقفاً ملتصقاً بالحائط لعدم توفر المكان. مع رائحة الاجساد البشرية المتخمرة لمدة ثلاثين يوم او اكثر. وأكثر من 300معتقل زج بهم في زنزانة تتسع للعشرات فقط. وعندما سألته لماذا؟ فكان الجواب ان مجموعة من شباب الحزب الشيوعي الذي ينتمي اليه نظمت مسيرة سلمية ولكن هذه المرة دون علم منه وخرجت لبضع دقائق قبل ان تفرقها العصابات الأمنية. فاستحق اكرم درب الآلام دون تظاهرة او هتاف”.
شباب السفير: تجارب الإعتقال السياسي في سوريا