استعراض لأبرز مناقشات وسائل الاعلام الاجتماعية 26-8-2011
القذافي في الشبكة
من البديهي أن تكون ردود فعل الكثير من السوريين في الشبكة على دخول الثوار الليبيين طرابلس وسقوط العقيد معمر القذافي الذي حكم البلاد أكثر من أربعين سنة حماسية للغاية. محمد فاروق الإمام يكتب على صفحة “الثورة السورية ضد بشار الأسد”:
“هل هي مصادفة أم تقدير من رب العالمين أن يكون حديث الأسد مع التلفزيون الحكومي الرسمي يوم 21 آب الحالي متزامناً مع سقوط طاغية ليبيا معمر القذافي، ليكون إنذاراً للأول بأن عهد الطغاة إلى زوال وأن عهد الاستبداد إلى اضمحلال وغياب عن الخريطة العربية، وأن الجيوش بدباباتها، ورجال الأمن ببنادقهم وهراواتهم، والشبيحة بسواطيرهم وسكاكينهم وعصيهم، والمطبلين والمزمرين والهتافين والمتملقين لن يحولوا دون سقوط الطغاة والمستبدين لأنها سنّة من سنن الحياة”.
وعلي نصار يكتب باختصار: “صحيح اننا لا نستلطف حلف الناتو… انما… لا أروع من أن تنتهي مهزلة جرذ جرذان أفريقيا”.
ويتابع صاحب مدونة “أمواج إسبانية في فرات الشام” مناقشة الفكرة التي طرحها نصار ويقول: “يُحسب على الحركة الثائرة أنها ستنتصر بعون الناتو، وهو عون مرفوض ومكروه، في ليبيا وغيرها. قد تُناقش “براغماتيّا” فكرة أن دحر الديكتاتور لم يكن ليتحقق لولا العون الخارجي، وأن قوّات النظام كانت ستهزم المنتفضين وتنتقم منهم بشراسة ودمويّة لو لم تستهدفها طائرات الناتو. هذه الأفكار صحيحة تكتيكياً، لكنها مرفوضة مبدئياً. مع تحمّل نتائج أن هذا الرفض المبدئي يبدو، على الأغلب، “فذلكة” أو حديث المرتاح عن تعب المرهقين”. ويطالب المدون بنظام ديموقراطي تعددي يحفظ كرامة وحرية الشعب الليبي ويمنع من إقامة نظام مستبد جديد.
ياسين الحاج صالح يقارن بين ليبيا اليوم وعراق 2003. هناك فرقان مهمان حسب رأيه: “كان في ثورة بليبيا قبل التدخل الأطلسي خلافاً للعراق، والعبء الحربي على الأرض وقع على الليبيين حصراً، ودفعوا ألوف الشهداء في المعركة، خلاف العراق أيضاً. عسى هذا يصنع فرقاً مستقبلياً لمصلحة ليبيا”. تاهي بليلة يتابع هذا النقاش ويتساءل هل من الممكن “أن نعتبر سقوط النظام العراقي فصلاً متأخراً من ثورة ال91 التي قمعت بقوة السلاح؟ الأمر يشبه أن تقمع ثورة سوريا الآن (لا قدر الله) ولا يحدث تدخل عسكري, ومن ثمن نعود لمرحلة ما قبل الثورة لمدة 12 عاما ويحدث التدخل في النهاية عام ال 2023”!
ثائر موسى يشير مرة أخرى إلى تدخل حلف الناتو في ليبيا ويقول: “بالتأكيد كان لإنتصار الثوار أن يكون مثالياً بدون مساهمة حلف الناتو، لكن جنون القذافي هو من إستدعى هذا التدخل… الصور بوضوح تبين أن إقتحام باب العزيزية كان على يد الثوار، ولهؤلاء الثوار ومجلسهم ستكون الكلمة الفصل في مستقبل ليبيا… من جهتي، ورغم معرفتي بمدى صعوبة المرحلة القادمة في ليبيا، فإنني على يقين أن مستقبل ليبيا بعد المرحلة الإنتقالية، سيكون بعيداً جداً عما حدث في العراق”.
ونادين صليبا تعلق: “صحيح، المهم الأن ان يرفض الشعب الليبي وثواره أي وجود عسكري أجنبي على أرضهم وأن يطردوا القوات الخاصة الاجنبية التي يقال انها الأن في ليبيا وأن يتأكدوا بأن تلميحات البعض في المجلس الانتقالي عن مكافأة البلدان التي وقفت الى جانبهم لا تكون على حساب مصلحة الشعب الليبي بثرواته الطبيعية”.
رابط يوتيوب أغنية القذافي زنكا زنكا
https://www.youtube.com/watch?v=IBc-mMnBmUs&feature=related
الفنان علي فرزات
تمّ فجر اليوم 25/08/2011 اختطاف الفنان الكاركاتوري علي فرزات من ساحة الأمويين في العاصمة دمشق من قبل عدد من الملثمين، بعد أن تمّ تكسير زجاج سيارته بالكامل ثم عثر عليه مرمياً على الأرض على طريق مطار دمشق، وكانت الدماء تسيل منه بشدة ولم يكن يخفى على أحد رؤية الكدمات التي نالت من كامل جسده… هو الآن في مشفى الرازي حيث نقله بعض المواطنون إلى هناك، هذا ما نقله مركز الإعلام السوري. وفرزات (مواليد 1946) واحد من أبرز رسامي الكاريكاتير في العالم العربي وحاز على العديد من الجوائز العربية والعالمية. أصدر في عام 2000 جريدة الدومري، لكنها أوقفت عام 2003 بسبب المعوقات والتضييقات التي واجهتها.
ريما فليحان تروي ما قص عليها علي فرزات: “عند عودته من مكتبه اي 5 صباحا وعندما وصل الى ساحة الامويين قطعت عليه الطريق سيارة فيها 5 اشخاص اوقفوه وأخذوا يضربونه في سيارته ويقولون له حتى تتعلم كيف تتطاول على اسيادك… وكلام بذيء ثم سحبوه من السيارة امام أعين الشرطة ودون أن يتدخلوا ووضعوه في سيارتهم وأكملوا الضرب تقصدوا كسر اصابعه وضربوه بعنف على وجهه وصدره ثم رموه مدمى على طريق المطار… لم تتوقف ولا سيارة لتسعفه لولا أن وقفت سيارة اثر بنشرة دولاب لم يسعف هذا الرجل”.
واشتهر الفنان برسومه الساخرة الجريئة والتي لم تتوقف بعد بدء حركة الاحتجاجات في شهر آذار/مارس الماضي. ويذّكرنا الإعتداء على فرزات بعملية القتل المروعة التي تعرض لها المغني من مدينة حماة في شهر تموز/يوليو الماضي. وعج جدار صفحة علي فرزات في الفيسبوك بالاستنكارات وبالتمنيات بالشفاء العاجل.
رابط موقع علي فرزات على الفيسبوك
https://www.facebook.com/pages/Ali-Farzat-علي-فرزات/74184769474?sk=wall
احتجاجات المحامين
نظم عدد من المحامين في مختلف المدن السورية اعتصامات ومظاهرات احتجاجا على خرق الحقوق الأساسية للمواطنين. المعتصمون أمام النقابة في مدينة الرقة رفعوا لافتات بمطالبهم ومحامية اعلنت عنها بصوت عال وقالت بأنهم يطالبون بحق التظاهر وإطلاق سراح سجناء الرأي وقضاء عادل وتوزيع المناصب حسب الكفاءات وليس العلاقات ومحاسبة المسؤولين عن مقتل المتظاهرين العزل.
https://www.youtube.com/watch?v=1UXhXwLH8Aw&feature=youtu.be
ولبى المحامون وعدهم بمعاودة الاعتصام في الاسبوع القادم، أي في 22 آب/أغسطس. ويتابع المدون ياسين سويحة على مدونته تطور الأحداث ويقول:
“إجتمع المحامون مرّة أخرى ورفعوا، كالوقفة السابقة، أوراقاً كتبوا عليها شعاراتهم ومطالبهم، ورافقتهم في وقفتهم مجموعة من عائلات المعتقلين. لكن إستمرار هذا المشهد الحضاري لم يكن ممكناً، فصوت الحرّية يستفز من يعاني رُهابها، ولذلك اقتحمت مجموعة من العناصر الأمنيّة باحة القصر العدلي ضاربة عرض الحائط (كالعادة) بحرمة المكان وإنسانيّة الواقفين أولاً وموقعهم كحقوقيين ثانياً. وبعد وجبة ضرب وشتم وإهانة، سخيّة حدّ الإفراط تم إعتقال أكثر من عشرين محامٍ ومحامية، من بينهم الأستاذ عبد الله الخليل، المحامي المخضرم وعميد الحقوقيين الديمقراطيين الرقّيين، والذي عومل، بشكل خاص، بقسوة وإحتقار شديدين”.
موقع المدون ياسين سويحة
وتضامنت الجمعية السورية لحقوق الانسان “سواسية” مع المحامين المعتقلين وطالبت بالإفراج الفوري عنهم. وفي 24 آب/أغسطس كتب التعليق التالي على جدار موقع “محامون من أجل الحرية” في الفيسبوك: “الحرية لمحامي الرقة الشرفاء وحرة الفرات رنا نيسام الابراهيم، الحمدالله تم اليوم وفي الساعة الثانية عشر ليلا الإفراج عن المحاميتين رنا نيسام الإبراهيم وريما الشناعة… كما تم الإفراج عن المحامي محمود الهادي وذلك نظراً لحالته الصحية… هذا وسيتم إستكمال التحقيقات معهم وفور إنتهاء التحقيقات سيتم تحويلهم الى المحكمة “بتهمة التظاهر غير المرخص”!!!؟ أما بالنسبة لبقية المحامين فهم متواجدين بفرع الامن الجنائي في الرقة”.
وتتناقل وسائل الإعلام اعتصامات نقابية في مدن سورية أخرى، مثل السويداء على سبيل المثال حيث تم تنظيم إعتصام أمام نقابة المهندسين في منتصف آب/أغسطس. وقام رجال الأمن بإغلاق النقابة وضرب المشاركين وإعتقال مجموعة منهم. كما يذكر المدون “مهندس مندس” تحركات نقابية أخرى: “على جانب موازي ونتيجة لدعوات على مواقع التواصل الإجتماعي فقد تداعى اليوم الموافق 23/8/2011 لفيف من المحامين السوريين للإعتصام في مبنى نقابة المحامين بدمشق إحتجاجاً على إستشراء العنف والإعتقالات التعسفية وللمطالبة بالحريات العامة وإحترام حقوق الإنسان”. وحسب معلومات المدون فإن مجموعة من المحامين إعتصمت أمام القصر العدلي في حلب: “رفعوا يافطات تهلل للحرية والكرامة وطالبوا بوقف الإعتقالات التعسفية وإستقلال النقابات وطرحوا شعارات تنادي بالوحدة الوطنية في إعتصام صامت سرعان ما تحول إلى قذف وشتم وسباب وعبارات سوقية وعنف بعد أن تدخل لفيف من عناصر الأمن وبعض المحامين الموالين إضافة لبعض من بات يعرف “بالشبيحة” الذين تعرضوا للمحامين المعتصمين ولم يتورعوا عن التهجم عليهم وضرب بعضهم في حين إمتنعت عناصر الشرطة عن إلقاء القبض على من أقدم على التهجم على السادة المحامين”.
وتجدر الإشارة إلى أن عدداً كبيراً من المحامين إعتقل في سورية منذ بداية الإحتجاجات حتى الآن.
رابط محامون سورية من أجل الحرية
https://www.facebook.com/pages/الحرية-للمحامين-المعتقلين/106855676084878?sk=wall
ماذا عن حلب؟
نسمع الكثير عن أحداث في ريف حلب مثل عفرين ومنبج أو الباب بالإضافة إلى العديد من المدن في المحافظات المحيطة بها مثل معرة النعمان، جسر الشغور وخان شيخون. ومنذ بداية الإحتجاجات ضد النظام الحاكم في مختلف أرجاء سورية يتساءل الكثيرون عن سبب عدم إنضمام عاصمة الشمال حلب والمركز الصناعي إلى قائمة المدن التي تشهد مظاهرات أو إعتصامات بشكل مستمر، حتى صار الناس يتناولون هذه الظاهرة في نكتهم اليومية عن الأحداث. كما تكثر التعليقات عنها في المدونات والمواقع المختلفة. المدون “الرائد” يصف الحلبيين بالخونة: “انا مارح أسكت أبداً ورح افضل أقول انه الحلبية خونه خونه خونه خونه حتى يطلعوا وتنتصر الثورة والثوار الأحرار”. “وطني شريف” يرد عليه ويقول: ” أنا من حلب ولا أعتب عليك بل أوافقك على أن حلب تأخرت كثيراً لكن أنا نفسي بسأل لماذا؟ ولا جواب الى الآن مع العلم أن الناس تغلي وكلها صدورها تشتعل وعذراً مرة أخرى ونرجو من الله أن يهدي أهل حلب ويصلح حالهم”.
هناك الكثير من الحديث العاطفي الذي يحاول أن يشجع سكان حلب ويدفعهم إلى الخروج في مظاهرات إحتجاجية، مثل ما يكتب المستخدم عمر أبو عادل: يا حلب يا قلعة الامجاد الم تري ماذا حل في البلاد… الإعتقال والقتل وتشريد العباد… ترى ماذا دهاك هل ستسلمين نفسك للجلاد… لا والف لا… فأنت العزة والكرامة والنخوة والجهاد… امضي يا حلب الى الأمام متقدمة ونحن ورائك الى ألابد… اللهم اعز الثورة بأهالي حلب الشرفاء الغيارة اللهم امين قولوا امين ولنريهم كم أنتم كثر بقول امين”.
البعض الآخر يحاول أن يفهم خصوصية هذه المدينة والعوامل الاقتصادية والسياسية التي من الممكن أن تتحكم فيها. مو عبد العزيز وهو من سكان حلب يقول: “تحكم حلب منظومة من رجال الأعمال لهم علاقات غير شرعية مع الدولة، الدولة تغض النظر عن التجاوزات التي يقومون بها، وهم تعهدوا بالدفاع عنها، مجال أعمال هؤلاء الاشخاص، أنا موجود بحلب وبعرف الوضع منيح… عم يصير مظاهرات كتير صغيرة (150-600) وهادا الرقم كتير صغير بالنسبة لحلب (5 ملاين نسمة)”.
ونشرت صحيفة الشرق الأوسط في عددها الصادر يوم 24 آب/أغسطس تحليلاً عن الوضع الخاص في المدينة بعنوان: “حلب الشهباء رأس حربة نظام بشار الاقتصادي لم تقل كلمتها بعد” ونقرأ في بداية المقال: “للأسف إلى الآن ما زال هناك خوف لدى نسبة كبيرة من سكان حلب وذلك بسبب حالات الإختفاء والإعتقالات وما تتعرض له المظاهرات من قمع وحشي» هكذا يعتقد سيف مللي (26 عاماً)، من أبناء حلب (عاطل عن العمل)، والذي تحدث لـ«الشرق الأوسط» عبر الإنترنت تحت اسم مستعار خشية إعتقاله، وتابع مللي: إن النظام الحاكم يعرف أهمية حلب، فمع بدء ثورة 15 مارس/آذار إعتقل النظام القيادات الشبابية في المدينة، وفاق عدد المعتقلين الألف بقليل، وهو ما لم يصل للإعلام بشكل كبير، وتابع مللي قائلا: «لكن ذلك ليس كل شيء فطبيعة حلب نفسها تختلف عن باقي المدن السورية”.
وتعتقد بهية مارديني، رئيسة اللجنة العربية للدفاع عن حقوق الإنسان، أن حلب لم تخرج لأن النظام فرض عليها طوقاً أمنياً كبيراً، حيث قالت لـ”الشرق الأوسط”: “التشبيح الأمني جعل من يخرج في المظاهرات هم فقط الطبقة المثقفة من الأطباء والمحامين” وأضافت مارديني: “إن بين كل حاجز أمني وآخر يوجد حاجز كمان والإعتقالات تطول الجميع بشكل عشوائي وغير مبرر”.
رابط الشرق الأوسط
http://www.aawsat.com//details.asp?section=4&article=637230&issueno=11957
موقع “ثورة حلب الشهباء ضد بشار الأسد”
https://www.facebook.com/pages//ثورة-حلب-الشهباء-ضد-بشار-الاسد/109310735817159