استعراض لأبرز مناقشات وسائل الاعلام الاجتماعية 30-9-2011
تناقلت وسائل إعلام عالمية وصحف إلكترونية الخبر خلال ساعات قلائل، قرصنة مواقع سورية حكومية من قبل نشطاء إلكترونيين معارضين للنظام. ويقول موقع الجزيرة نت “استعيض عن الصفحات الرئيسية بخريطة تفاعلية لسوريا تظهر بيانات الذين قتلوا في الحملة التي تشنها الحكومة منذ منتصف مارس/آذار ضد المتظاهرين الذين يطالبون بإسقاط النظام. وتضمنت النسخ المقرصنة للمواقع السورية رابطاً يحيل إلى موقع يسدي النصائح إلى الناشطين حول سبل الحفاظ على سريتهم في الشبكة العنكبوتية لتفادي ملاحقة الحكومة”.
وعلى الأرجح فإن الجهة المسؤولة عن القرصنة هي “أنونيموس” Anonymous مجموعة الناشطين الإلكترونيين الدوليين التي أعلنت صراحة دعمها للثورات العربية ومنها السورية. وسبق أن قامت المجموعة بقرصنة موقع وزارة الدفاع السورية وواجه موقعها هجوماً مضاداً من قبل قراصنة موالين للنظام الحاكم في سورية. ونجد على موقع مجموعة أنونيموس قائمة المواقع السورية الحكومية التي تم قرصنتها ومنها مركز الاختبارات والأبحاث الصناعية، المؤسسة العامة لتوليد ونقل الطاقة الكهربائية، وزارة النقل والمديرية العامة للآثار والمتاحف وغيرها. كما نجد الغرافيك الذي أدخل على المواقع الحكومية وهو عبارة عن خريطة سورية تفاعلية مؤلفة من 2316 إنسان (رجالاً ونساءً وأطفالاً وجنوداً ورجال شرطة) قتلوا من آذار حتى أيلول، ومن الممكن أن تعرف اسم كل إنسان في الخريطة وتاريخ قتله. وفي أعلى الغرافيك نقرأ التعليق التالي باللغتين الإنكليزية والعربية:
شهداء الحرية (آذار – تشرين الأول 2011)
Martyrs for Freedom (March – September 2011)
2316* سبباً لانتهاء نظام الأسد
2316* reasons why Assad is finished
فيديو “أنونيموس” عن دعم المجموعة للثورة السورية (بالإنكليزية)
الخوف من السلاح
يتنامى خوف الكثير من السوريين من دخول السلاح على الحركة الاحتجاجية الشعبية والذي من الممكن أن يقود إلى مواجهات مسلحة ويمهد الطريق في أسوأ الأحوال إلى حرب أهلية. الناشطة نوال السباعي تكتب على صفحة فتيات سورية الحرة في الفيسبوك:
“اذا صدقت انباء الإنشقاقات المسلحة، وبدء العمليات العسكرية وإذا صدقت انباء قيام البعض بطلب الحماية الدولية “العسكرية، فإن المسؤول الأول عن هذا الإنحراف الخطير في مسار الثورة هو هذا النظام، الذي لم يتصرف لا بأخلاقية ولا بإنسانية ولا بوطنية ولاحتى بقومية، نظام متوحش قذر هو إلى مصاصي الدماء أقرب منه إلى الوحوش الضاريات في الغابات، (…) اما المسؤول الثاني فهي الأنظمة العربية، التي رأينا جعجعتها ولم نر طحينها في المسألة السورية، وفي الدرجة الثالثة ياتي النظام العالمي الصامت والمتماهي مع سينه وسوفه (…).
سليم نسيم يعلق على صفحة “لجان التنسيق المحلية” قائلاً: “أعتقد اننا نحن الآن في طريق مسدود العصابة تزيد من قمعها لإسكات المظاهرات في المناطق المنتفضة إذا استمر الحال على ماهو عليه فسينتهي الامر الى أحد ان تصبح الثورة مسلحة بسبب الاحباط والقمع وعدد الشهداء (…)
الناشط “سوري حر” يؤيد التسليح ويكتب على صفحة “الثورة السورية”: اقترح الهجوم على الجيش في الشوارع وتسليح الثورة لأن الجيش منتشر في كل مكان وهيك اسهل طريقة للتسلح”.
Alhot alabiad يضيف على نفس الصفحة قائلاً: “يجب علينا وواجبنا الوطني كثوار نت طلب الحماية الدولية لإنقاذ اهلنا في سورية من إجرام النظام البعثي حتى ولو بتدخل عسكري وهو الحل الاسلم لتجنب البلاد من حرب طائفية بدأت تلوح معالمها بين بعض الاطراف وهو الحل الاوحد لإسقاط النظام”.
المدونة شيرين حايك تدافع على موقعها “طباشير” عن سلمية الثورة: “(…) من الناحية المنطقية فإنّ عمر “الثورة” في سوريا 6 أشهر، في حين أنّ عمر النظام 40 سنة أمضاها كلّها بالتدرّب ليوم كهذا اليوم، ومهما تم من تسليح للشارع، فهو لا يملك الخبرة العسكرية التي يمتلكها النظام في التعامل مع الأسلحة، لذا فإنّ هذا الخيار متهوّر وفاشل. كما أنّ التاريخ يؤكد أن الثورات المسلّحة قدمت شهداء أكثر بكثير من الثورات السلمية (على سبيل المثال عدد الشهداء في ليبيا يتخطى ال30 ألفاً بينما أنّ عدد الشهداء في سوريا هو أقل من 3 آلاف، مع العلم أن الفارق الزمني بين الثورتين هو شهر واحد فقط! (…)” وتعدد المدونة أسباباً اجتماعية واقتصادية وإنسانية وإعلامية التي لا تدعم خيار اللجوء إلى العنف، ثم تقول: “من ناحية أخرى، فأيّ ثقافة تلك هي التي نريد أن نبني بها سوريا الحديثة؟ ان حمل السلاح سيفرض ثقافة العنف والسلاح وهذه الثقافة لا تختلف أبداًعن الثقافة القمعية التي مارسها ويمارسها النظام الحالي. الثقافة التي سينتصر بها الشارع، هي الثقافة التي ستنتشر في سوريا، و أنا لا أريد لهذه الثقافة ان تكون مبنية على صوت الرصاص وصور اشلاء اجساد سوريين يشتركون في سوريتهم حتى لو اختلفوا بمواقفهم. لتبقى الثورة كما كانت منذ البداية، سلميّة، نقيّة، و سوريّة”.
أزمة المعارضة السورية
كثرت في الآونة الأخيرة المناقشات حول المشاكل التي تعاني منها المعارضة السورية وتم توجيه إنتقادات إلى شخصيات ومجموعات مختلفة. نقرأ في المدونة “أمواج أسبانية في فرات الشام” محاولة لتحليل وضع المعارضة:
“ليست المشكلة، للأسف، في وجود برامج مختلفة لجماعات متباينة وعدم تبلور جدليّة قادرة على إيجاد نقاط تقاطع فيما بينها. لو كان المشهد المذكور موجوداً لكان هناك، على الأقل، تنافس بين برامج متكاملة وجهد سياسي في إقناع الرأي العام بها. ﻻ برامج سياسيّة جدّية لدى المعارضة السورية (كأحزاب وجماعات وائتلافات، (والخلافات الحالية فيها الكثير من الشخصي والحزبي( بالمفهوم العصبي الضيّق للكلمة) والقليل من السياسي. توجد خطوط عريضة أو عناوين محددة لدى بعض الشخصيات المعارضة، لكنها ضائعة في خضم ضجيج الخلاف وزعيق انتهازيي ربع الساعة الأخيرة”.
رغم هذا الانتقاد يرى المدون ياسين السويحة أن القسوة في انتقادها ومهاجمة أفرادها ظالمة وغير دقيقة: “فساحة العمل السياسي في سوريا متصحّرة منذ عقود، وكانت عودة السياسة إليها بعد الخامس عشر من آذار كالسيول الجارفة الناتجة عن الأمطار الغزيرة بعد طول انحباس، وساهم مشهد القمع العنيف والسادي والحاجة لمجابهة نهج سلطوي في السياسة والإعلام مغرق في الكراهية والرغبة الهستيرية في الإلغاء في تشنّج المشاعر وارتفاع منسوب الحاجة للصوت العالي والخطاب اللاذع، ما فتح الباب على مصراعيه لهواة الشعبوية السطحية. ليس ترديد شعارات المظاهرات في اﻻستديوهات عملاً سياسياً، كما أن شتم الشخصيات المعارضة التي تبدو للبعض أقل راديكاليّة ليس برنامجاً سياسيا”.
على صفحة المعارض ياسين الحاج صالح في الفيسبوك اندلعت مناقشة حول الموضوع نفسه. يكتب صاحب الصفحة: “أتوقع القليل من المعارضة التقليدية، ومع ذلك، أو لذلك، أتحفظ على الإكثار من انتقادها. خايف تكون للتركيز على نقد المعارضة التقليدية وظيفة مو كويسة: إضفاء صفة نسبية على إجرام النظام، فيصيروا المعارضين والنظام متل بعض تقريباً. وهذا أسوأ من خلل بالمنظور، وأسوأ من خطأ فاحش. بعدين برأيي في مبالغة كبيرة بشأن ثمار وحدة المعارضة التقليدية. حتى لو حصل هذا الشيء، ما رح يصنع فرق مهم. المهم تضل عيوننا مصوبة نحو الثورة، والمهم المشاركة فيها ودعمها، والمهم ما ندخل بمنازعات جانبية”.
غالية قباني تعلق قائلة: “المهم ما ندخل معارك جانبية، والمهم ما نساوي بين النظام ومن ننتقد بالمعارضة، ولكن علينا ان نقول لها انها تفقد شعبية كبيرة لأنها متخلفة عن تطلعات شعبها، نفعل ذلك من دون ان نمس بأي شخص فيها بالتجريح”.
فارس كيلاني يدخل على النقاش ويقول: “لا اعرف الدافع لتناولك المعارضة التقليدية اليوم، لكن بالتأكيد وحدتها لن تصنع فرقاً، اصبت كبد الحقيقة. ليس فقط وحدتها بل باعتقادي حتى توحدها مع الشعب لن يصنع فرقاً، فالوضع بات اعقد من ذلك بكثير (…) ألا يحق لهذه المعارضة بحكم “المصلحة الوطنية العامة” التي قلت بانهم ينظرون من خلالها للأمور ان ينحوا منحى مختلف عن تنسيقيات الثورة التي بدأت الخلافات تدب في اوصالها بشأن أسئلة جوهرية، وكذا عن معارضة الخارج التي يتغنى العديد من رموزها بكل كلمة بحق المعارضة التقليدية بطريقة “معيبة” وإشارات الاستفهام بشأنهم لا يمكن حصرها. بالتأكيد ثمة حدث جلل دفعك لكتابة ما كتبت نتمنى معرفته”.
بيان الفاتحي يوجه الأنظار إلى موقف المجتمع الدولي: “مشكلتنا ليس بالمعارضة فقط بالرغم من عيوبها وعللها إلا ان الصمت المخزي من المجتمع الدولي هو ما جعل النظام الوحشي يستفرد بالشعب ويرتكب أبشع المجازر! وأسباب الصمت معروفة لدى كل سوري وهو أن أمن إسرائيل أهم من أمن سوريا, فالمجتمع الدولي يريد نظام الأسد حامي حمى اسرائيل!”
مدونة “أمواج إسبانية في فرات الشام”
رسالة من فتاة علوية
من الصعب التحدث عن العلاقة بين الطوائف في سورية بشكل صريح. الكثير ينكر وجود حساسيات طائفية ويشير إلى التعددية الإثنية والدينية كدليل على التعايش السلمي. البعض الآخر يركز على التوترات بين الطوائف ويسعى إلى استغلالها سياسياً، كما يحدث الآن من طرف النظام. في مدونة كبريت نقرأ “رسالة من فتاة علوية” محاولة للاقتراب من إشكالية العلاقة بين العلوي أو العلوية والآخر من منطلق شخصي:
“ما زلت أتذكر كيف كانت أمي تكرر مقولة زوجة عمي السنية (ما رح ننسالكن ياها شو عملتو بحما) وتعلق دوماً على الموضوع بنفس الكلمات (اذا صحلن رح ياكلونا) هذه الأحاديث كانت تعاد رغم أننا وقتها كنا ما نزال نتغنى بالتعايش السلمي بين الطوائف. أردت أن أخرج هذه المقولات من صندوقي الأسود علها تساعدني في فهم هذا الجنون الطائفي الذي أصابنا. أعرف أننا لم نكن يوماً متعايشين سلميين لطالما كان الكره تحت الطاولة، لطالما اشترى المسيحي من المسيحي والعلوي من العلوي والسني من السني. ولطالما تكتلنا أثناء الدراسة الجامعية تكتلات طائفية حتى لو كنا غير طائفيين. لطالما كان أصدقاؤنا بالصدفة أو بالقصد من نفس الطائفة، هذا دون التطرق للمواضيع الأكثر تعقيداً كالزواج، لكن الجديد اليوم بالنسبة لي أن الكره بات فوق الطاولة وربما فوق السقف”.
وترى المدونة أن حوادث حماة عام 1982 هي أهم عامل أدى إلى ترسيخ الحقد بين السنة والعلوية بشكل خاص، يضاف إلى ذلك عمليات الاغتيالات التي راح ضحيتها علويون:
“لقد كنت دوما أسمع القصص من طرف واحد لأن الطرف الآخر كان غائبا، رغم أن لي كثير من الأصدقاء السنة لكن لم يكن أحد منهم ليتحدث بهذا الموضوع وطبيعي السبب واضح لأني علوية. وهذا حال كل أبناء جيلي لم يكن لدينا البعد الإنساني للموضوع، لم يكن الضحايا وقتها بالنسبة لنا إلا إرهابيين ولا بد من موتهم. ربما نظرتنا للأمورأو نظرة الأجيال السابقة ما كانت لتغير شيئاً في مجرى الأحداث وقتها، لكن بالتأكيد التعاطف مع السنة ضحايا هذه المجزرة من قبل العلويين كان ليغير ما أتى بعدها وما نعيشه اليوم”.
نشر الفيديوهات في الشبكة
“شاعر فستوك” أطلق على موقع “المندسة السورية” النقاش حول فيديوهات التعذيب والإهانات وضحايا التعذيب التي تنزّل باستمرار منذ بداية الثورة في الشبكة. المدون متأكد من أن تنزيل الفيديوهات “متعمد وممنهج”:
“(…) الثورة لما قامت أحد أهم أسبابها كان يقيننا ومعرفتنا وغضبنا من أنو في تعذيب وحشي وتشويه واغتيال يمارس في أقبية المخابرات على أعداد كبيرة من المعارضين أو حتى المأخودين بالغلط وبأعداد كبيرة مو عشرة ولا حتى مية. طيب شو اللي تغير هلق، إذا انتشرت صورة أو فيديو؟ اللي بيتغير هو شخصنة الفكرة، طيب وين الضرر؟ أنا بقلكون: الضرر أنو يتحول دافع الثوار والمناصرين لهم من دافع عقلي منطقي اسمه الغضب إلى دافع قلبي عاطفي اسمه الجنون، هاد الفرق بين معرفتنا العقلية لما يجري في السجون للآلاف وبين احساسنا العاطفي تجاه صور تعذيب بالعشرات، الأول بيخلق غضب والغضب بيدفع للتخطيط لأفضل رد. والإطاحة بالنظام من شروشه نصرة لها الآلاف بالسجون، بينما التاني بيخلق جنون والجنون بيطالع أفكار وعبارات من نوع “علي وعلى أعدائي..” وهو متل الفرق بين عمل عسكري مخطط ومنظم – أو عمل فدائي استشهادي حتى – بيجيب نتائج مفيدة وداعمة على الأرض وبين الانتحار الجماعي من شدة اليأس(…)”.
“تشي مندس غيفارا” يعلّق على مادة “شاعر فستوك” ويقول: “صدقت يا صديقنا الشاعر هالفيديوهات لازم تتوثق وتتقدم آلة لمحاكمة هالمجرمين بس ما لازم تنتشر أبداً وبالأخص الفيديوهات اللي بيطلع فيها جرائم وحشية متل التقطيع أو السلخ هيك فيديوهات مو بس بتثير الأحقاد وبتدفع للتهور والعنف، كمان بتخوف الناس وخصوصي المترددين والصامتين من الاشتراك بالثورة والنظام الو أكبر مصلحة بهالشغلتين بتمنى من إعلام الثورة يكون أوعى من هيك وما حدا ينشر هيك فيديوهات أو صور”.
مشترك آخر يكتب معلقاً: “هالمرة انا مو معك، لانو ربما النظام عم يفكر بهالتفكير (وهادا شي فظيع انو يطابق فكرك فكر النظام) على كل هالتفكير انا ما شفتو انطبق على حدا وانما زاد اصرار الناس على قلع النظام من جذوره واصرار على عدم التراجع يعني لو قصدو هيك النظام فهو رح يلاقي نتيجة عكسية”.
زهرة تنضم إلى النقاش وتؤيد أفكار “شاعر فستوك” وتقول: “أنا أؤيد 100%. لا أرى أي فائدة من نشر فيديو الشهيدة زينب. كلنا سمعنا و قرأنا ما جرى لها. والمشاهدة لا تفيد الا بتأجيج المشاعر بما لا يخدم الثورة، بالاضافة الى الاساءة للشهيدة وأهلها رجاءً كفوا عن تناقل هذه الفيديوهات ولكن أوصلوها الى المنظمات الدولية وأهل الاختصاص”.
بكري يشير إلى أهمية الفيديوهات بالنسبة إلى الثورة السورية: “كمان ثورتنا متعلقة باليوتيوب والفيديو لانو لولاهن ما كان حدا جاب سيرتنا ولا بنشرة اخبار ومشاهد التعذيب الي ضد الانسانية هي الي بتخلي الانسان يتحرك عاطفيا وفكريا الفيديو هو عدو العصابة الاسدية الاول بس كمان تخيل لو كل الفيديوهات ما فيا غير ناس سلمين متوحدين وطالعين وعبيهتفو ضد الناس الي ظالمينن اكيد رح تخلي اي حدا يسال ليش شو في”.