احتدام النقاش حول النقاب في سوريا
أصدرت وزارة التعليم العالي قرارا بمنع ارتداء النقاب لطالبات الجامعات الخاصة والعامة في البلاد. يأتي هذا القرار بعد أسابيع فقط من نقل 1200 معلمة منقبة إلى وظائف إدارية. (سوريون على الانترنت:5)
القراران أثارا نقاشا حاميا على الانترنت بين مواطنين سوريين حول الحريات الدينية، الطبيعة المحافظة للمجتمع ودور الدولة في تقييد تعبير الناس عن معتقداتهم.
في منتدى طلاب جامعة دمشق، عبرت معظم التعليقات عن رفضها للقرار المذكور. “أنا ضد هذا القرار لأنه لا يحترم الحريات الشخصية” وفقا لأحد المعلقين. بينما انتقد آخرون القرار مجادلين بأن هناك “آلاف القضايا التي تحتاج إلى حل من قبل وزارة التعليم العالي، والتي تتعلق فعلا بالطلاب وحياتهم الأكاديمية”.
وزير التعليم العالي غياث بركات، صرح بأن ارتداء النقاب يتناقض مع “القيم والتقاليد الأكاديمية”. في وقت سابق، أكد أن النقاب الذي يكشف فقط عيون المنقبة يهدد “الطبيعة العلمانية لعملية التعليم”.
سوريا محكومة من قبل حزب البعث العلماني. خلال السنوات القليلة الماضية، أثار المسؤولون السوريون المخاوف من تصاعد ظاهرة الأسلمة في البلاد.
في تعليق على القرار الأخير، قال موقع كلنا شركاء السوري، بأن المنع هو ذو طبيعة أمنية. وقد اقتبس الموقع ما أسماه “مصادر مطلعة” قولها بأن مكتب الأمن القومي هو من أصدر القرار.
في دول عديدة، يخشى أن المتطرفين سيستخدمون النقاب لإخفاء هوياتهم والقيام بهجمات إرهابية. الجدل حول النقاب اتخذ منحى دوليا بعد قرار فرنسا هذا العام بمنع ارتدائه في الأماكن العامة. دول أوروبية أخرى تسير على نفس المنحى.
مؤخرا، أطلق منتدى سوري ذو خلفية إسلامية حملة للتضامن مع المنقبات في سوريا، وذلك بعد وقت قصير من قرار وزارة التربية فصل أكثر من 1000 مدرسة لارتدائهن النقاب.
وأعلن منتدى “رابطة شباب مستقبل سوريا (شمس)”، وهو “تجمع شبابي سوري مستقل، يعنى بقضايا الشباب وهمومه ويتبنى هموم الوطن والمواطن ويعمل على توعية الشباب بحقوقهم وواجباتهم، ويعمل على تنمية روح المواطنة لدى الشباب السوري وتنمية قيم العدل والحرية واحترام الآخر وإبراز الهوية العربية والإسلامية للمجتمع السوري” وفقا لما ورد في تعريفه، عن عدة مسابقات أدبية وفنية “لنصرة المحجبات والمنقبات” في سوريا، من أجل “إيصال صوت الحق والدين وحرية المرأة إلى كل مكان، وبيان أحقية المرأة المسلمة بالحجاب والنقاب وحريتها في اختياره..وعدم تعارض ذلك مع ممارستها لكافة وظائفها، وإثبات وجود شريحة من النسيج السوري المسلم والملتزم والذي يتناقض حرمانه من حرياته ومعتقده مع الدستور السوري.
ومن بين الفعاليات مسابقة أدبية، مسابقة تصاميم فنية ورسمات تعبيرية، والتوقيع على مذكرة تطالب وزير التربية بالتراجع عن قرار نقل المنقبات واحترام حرية المرأة والمعتقد.
ولقيت الحملة تجاوبا واسعا من رواد المنتدى، وإن أخذت معظم التعليقات طابعا بعيدا عن خطاب الحريات الذي انطوت عليه الحملة، نحو خطاب أكثر إسلامية.
“نحو سورية إسلامية باطنا وظاهرا، بارك الله فيكم وسخركم لنصرة الإسلام والمسلمين”، قال أحد المعلقين. وقال تعليق آخر أن النقاب اختارته المرأة “هوية حرة عربية إسلامية، وأنه لم يمنعها يوما من ممارسة واجباتها ودورها في مجتمعها، ولم يمنعها من الخروج وإيصال رسالتها”.
وفي تعليق آخر “سوريون ودستورنا القرآن”.