إعتقال المحللة النفسية د. رفاه توفيق ناشد
بيان و إعلان
عن ظروف اعتقال المحللة النفسية د. رفاه توفيق ناشد
أنا د. فيصل محمد عبدالله، أستاذ التاريخ القديم في جامعة دمشق، أود أن أعلن أنه يوم السبت وبتاريخ العاشر من أيلول 2011 وفي تمام الساعة الواحدة و33 دقيقة صباحاً، كانت زوجتي المحللة النفسية د. رفاه توفيق ناشد، قد وصلت إلى نقطة تفتيش الحقائب في مطار دمشق الدولي، بنية السفر إلى باريس لأسباب عائلية وصحية، حيث اتصلت بي في تلك اللحظة وقالــــت: “إنهم يفتشونني بعصبية، ولديهم قائمة… أخذ الباسبور وذهب…” وتوقفت عن الكلام عندها، ولكن هاتفها المحمول ظل مفتوحا فسمعت قرقعة وتحريكا. وكلمات مدام… ارفع… هــــــــــــــذا…” وانقطع الخط نهائيا… عندها قمت بالتوجه مباشرة إلى المطار، فوصلته حوالي الثانية والربع صباحاً وتوجهت إلى بوابة التفتيش الأولى ورجوت الشرطي أن يسأل عن “سيدة بعمر الـ66 سنة، إذا كانت قد عبرت” فقال الشرطي ذي الزي المدني: “سأسأل في الداخل” فدخل وخرج ليقول لي: “لا نعلم، وعليك أن تسأل مكتب الأمن”، عندها قلت له: “تلقيت اتصالاً من زوجتي منذ قليل قالت خلاله إنها على حاجز تفتيش الحقائب قبل الميزان والتوجه إلى الطائرة… فأجابني أن لا أحد يدري، وطلب مني أن أسأل الأمن.
فأسرعت إلى مكتب في قاعة المطار الرئيسة وقد كتب عليه “الأمن”، وطلبت منهم السؤال عن زوجتي أمام حاجز التفتيش، فأجابني بأن الأمن لا يعلم، و لو كان يعلم لقال لي بالضبط ما حصل. فقلت: “لكن زوجتي دخلت من هنا واتصلت بي من أمام نقطة تفتيش الحقائب وقالت إنهم يفتشونها وانقطع الاتصال، وأنا ومنذ تلك اللحظة أعتبر زوجتي مفقودة في قلب المطار وبالضبط عند نقطة التفتيش الأولى وقبل الميزان. قال لي موظف أمني بزي مدني: “نحن لا نعرف ولو كنا نعرف لقلنا لك. فقلت له: “عجيب، أنا مواطن وأعلمكم أن زوجتي مفقودة لديكم، فهل من مساعدة منكم كسلطة مسؤولة؟” فأجاب: “لا علم لنا نحن، اذهب إلى الأمن العام… اذهب إلى الشرطة واسأل” فتوجهت إلى مكتب مجاور حيث الشرطة باللباس الرسمي، ورويت حادثة اختفاء زوجتي، فطلب مني اسمها الكامل، فأعطيته صورة هويتها، وذهب ليعود بعد دقائق ويقول: “لم تعبر زوجتك بوابة الأمن العام، وبالتالي هي لم تسافر بعد، انظر نقطة تفتيش الجمارك الأولى والأمن الجوي”، فقلت: “لايسمح لي بالدخول إلى هناك، ومكتب الأمن الذي يفترض أنه جوي، قال إنه لا يعلم عنها شيئاً، ولو كان يعلم لقال” فنظر إلي الشرطي ضاحكاً وقال: “نحن قمنا بواجبنا وزوجتك لم تعبر من عندنا، فاسْأل الأمن ثانية”.
وهكذا أمضيت بضع ساعات بعدها أحاور مسؤولي المكاتب الأمنية في المطار، حتى وصلت في ساعات الصباح الأولى إلى مكتب الجنرال قائد شرطة المطار. رويت له ما جرى، وأنني فقدت زوجتي في المطار منذ الساعة الواحدة و33 دقيقة، وأنها لم تغادر حاجز التفتيش الأول، وأن اسمها موجود على قوائم حجز الركاب على الطائرة الفرنسية المتوجهة إلى باريس، ولكن مكتب الشركة أعلن أنها غير موجودة على لائحة ركاب الطائرة المغادرين، ما يعني أنها أوقفت عند حاجز التفتيش الأول”. رد علي الضابط الكبير بلطف وأفهمني أن الأمن العام لم يسجل عبور زوجتي، وأن جهة أمنية أخرى، ويقصد بها الأمن الجوي، هي المسؤولة عن ذلك. حاولت مراراً و تكراراً العودة إلى مكاتب الأمن الجوي، و طلب مقابلة أحد الضباط ولكنني لم أتمكن من ذلك، وكان علي الاكتفاء بجواب موظفي مكاتب الجمهور. وبعد انقضاء يوم السبت بكامله في الدوران بين مكاتب الأمن والخدمات ومكتب الشركة الفرنسية… أيقنت أن زوجتي الدكتورة رفاه ناشد المحللة النفسية وعمرها 66 عاماً قد اعتقلت من قبل حاجز تفتيش الحقائب في قسم المغادرة في مطار دمشق، من قبل عناصر المخابرات الجوية، وأن علي أن أتابع أمر هذا الاعتقال في اليوم التالي، وهذا ما أفعله الآن.
بعد أن قضت زوجتي ليلتها الأولى في مكان تابع لجهة أمنية غير معروفة من قبلي، أعلن أن زوجتي تعاني من أمراض عدة وأنها كانت متوجهة إلى باريس لأسباب صحية وعائلية، وأنها اعتقلت في مطار دمشق من قبل المخابرات الجوية. وسأبدأ اليوم بإجراءات قانونية في وزارة العدل للحصول على جواب من السلطات عن مصير زوجتي.
دمشق 11 أيلول 2011
د. فيصل عبد الله
أستاذ التاريخ القديم بجامعة دمشق