إصابتي ليست عجزاً

احمد كنجو على كرسيه المتحرك تصوير عبد المجيد الحلبي

احمد كنجو على كرسيه المتحرك تصوير عبد المجيد الحلبي

"كان من السهل على أحمد كنجو اتباع العلاج الفيزيائي حتى يستقر وضع اصابته، ولكن المعالجة النفسية لها أثر آخر، فالمعالجة النفسية للإصابات هي آخر الأولويات في الحرب السورية وذلك بسبب المفاهيم الاجتماعية الخاطئة والتردد والخجل من تناول هذه المواضيع"

يعيش أحمد كنجو في بلدة ترمانين، أصيب أحمد بطلق ناري أدى إلى شلل ساقيه. قبل إصابته كان في طريقه إلى حلب، فتم نقله إلى تركيا للمعالجة. وعن رحلته هذه يقول أحمد: “خرجت من البيت أمشي على قدمي، وعدت مدفوعاً على الكرسي المتحرك”.
يقدر تقرير الإحتياجات الإنسانية لعام 2018 أن 2.9 مليون شخص داخل سوريا يعيشون مع إعاقة دائمة وأن هناك 30 ألف إصابة جديدة شهرياً تتسبب في آلاف الإعاقات التي تحتاج إلى معالجة فيزيائية طويلة الأمد .
ويفيد التقرير أن 46% من مصابي الحرب سيعيشون مع إعاقة طويلة الأمد بسبب بتر، إصابة عصب محيطي أو أذية نخاع شوكي. ويلفت التقرير إلى أن 12% من المصابين أطفال دون سن الـ 18 عاماً .
نتيجة لهذه الأوضاع الاجتماعية الصعبة أطلقت منظمة بلسم بحملة “إصابتي ليست عجزاً”. هذه الحملة التي بدأت في بلدات الدانا وترمانين وسرمدا في ريف إدلب خلال شهري حزيران/يونيو وتموز/يوليو 2018، عملت على تقديم محاضرات الدعم النفسي للجمهور عامة، حيث يستطيع الجميع حضورها والاستفادة منها دون تردد أوخجل.
الحملة وزعت مئات الكتيبات التعريفية وأقامت 4 ندوات توعوية عامة، حضرها المصابون وذويهم وجهات رسمية وفاعلة في المجتمع، تركزت حول أهمية المجتمع ودوره في تقبل مصابي الحرب وعدم التصرف معهم كمعاقين مبعدين عن النشاطات الاجتماعية.
وقامت الحملة بمساعدة المصابين على تشكيل رابطة لمصابي الحرب في تلك البلدات. وأجرت انتخابات لتحديد مسؤولي هذه الرابطة التي تضم حالياً أكثر من 200 عضو، والعدد في تزايد مستمر.
وبهذا تكون حملة “إصابتي ليست عجزاً” أول حملة من نوعها ينتج عنها تأسيس رابطة تعنى بشؤون مصابي الحرب وتمثلهم عند الجهات الرسمية، وتسقط الضوء بشكل مباشر وفعال على هذه الفئة المهملة من قبل المجتمع والمنظمات الإغاثية.
أحمد كنجو الذي يتابع المحاضرات وشارك في الانتخابات يقول: أبلغونا أن هناك حملة تقدم محاضرات حول مصابي الحرب فذهبت. استمعت إلى المعالج النفسي يقول أننا لسنا معاقين وأن إصابتنا يجب أن لا تمنعنا من ممارسة حياتنا بشكل طبيعي”.
ويتذكر أحمد “قبل إصابتي كنت أعمل في تصليح كهرباء السيارات. وكنت أذهب مع أصدقائي للتنزه في الطبيعة وممارسة الرياضة كالجري والسباحة وكمال الأجسام. كلام المعالج دفعني إلى التفكير طيلة الليل، في الصباح تحدثت مع أبي، وأبديت رغبتي في العودة إلى العمل، فأيدني بذلك. فذهبت إلى مدير عملي السابق وطلبت منه العودة للعمل، فوافق. وها أنا أعمل”.
كان من السهل على أحمد كنجو اتباع العلاج الفيزيائي حتى يستقر وضع اصابته، ولكن المعالجة النفسية لها أثر آخر، فالمعالجة النفسية للإصابات هي آخر الأولويات في الحرب السورية وذلك بسبب المفاهيم الاجتماعية الخاطئة والتردد والخجل من تناول هذه المواضيع.