إستعراض لأبرز مناقشات وسائل الإعلام الإجتماعية 2-2-2012
ذكرى مجزرة حماة
دخل تاريخ 2 فبراير/شباط 1982 في التاريخ السوري الحديث كبداية لمجزرة حماة التي دامت حتى نهاية شهر شباط، راح ضحيتها عشرات الآلاف من سكان المدينة وقامت بها قوات خاصة وألوية من الجيش النظامي. وليس من المعروف حتى اليوم العدد الدقيق للضحايا، كما لم يجر حتى الآن تحقيق مستقل عن المجزرة في المدينة. وفي خضم الأحداث الدموية والإحتجاجات الشعبية التي تعيشها سورية حالياً، يسلط الكثير من السوريين الضوء ثانيةً وبقوة على هذه الحقبة الأليمة.
في راديو الشبكة “واحد زائد واحد” نسمع نصاً إذاعياً بعنوان “مجزرة حماة 1982” بصوت فتاة تتذكر ما عاشته في مثل هذه الأيام قبل ثلاثين سنة. قتل الأب أثناء “الأحداث” وخوفاً من الإستخبارات والأجهزة الأمنية لا تسمح الأم لإبنتها بطرح الأسئلة والإستفسار عن مصيره.
تعلق Rihab Al Shara على ذكرى حماة وتقول: “حماة سامحينا لأننا كنا صغاراً لأن أهلنا لم يسمعوا بمأساتك إلا بعد نهايتها. نحن نشعر اليوم كم عانيت وكفكفت دموعك وحيدة يتيمة. ولكن نصر ثورتنا قادم باذن الله ولعله يخفف قليلاً مما عانيت ويعاني ابناء شعبنا البطل هذه الأيام في كل بقعة أرض سوريه منتفضة”.
علياء الراعي تقول أيضاً بأنها كانت صغيرة آنذاك: “الحق مو على جيلنا، على جيل الآباء”.
يبحث ياسين الحاج صالح عن صدى لهذه المجزرة في الصحف الغربية، فوجد في صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية خبراً منشورا في 21 شباط/فبراير أي بعد مرور ثلاثة أسابيع على بدايتها: “لاحظوا ما يلي: ١- خلال هذه الأسابيع الثلاث بحثت في كل ارشيف النيويورك تايمز وكان هذا الخبر الأول الذي ينشر عن المجزرة ٢- الخبر موضوع في زاوية صغيرة من صفحة الاحداث الدولية وبحوالي تسعة اسطر صغيرة! ٣- نص الخبر يتبنى خطاب السلطة آنذاك: بأن الآلاف قتلوا في قتال بين السلطة وبين متمردين يقودهم مسلمين متطرفين. قارنوا بين الصورة يومها والصورة اليوم، ستدركون ان ثورتنا ستنتصر، وان نظام الأسد لن يستطيع قمع هذه الإنتفاضة كما قمع إنتقاضة ١٩٨٢. اليوم وفي عصر اليوتيوب والتويتر والفيس بوك ورغم كل ما نشاهده من فيديوهات توثق كل إنتهاكات آل الأسد لا يتوقف النظام عن الكذب والتلفيق، اتساءل كم من الكذب صدقه اباؤنا يومها عن أهلنا في حماة. لا استطيع التفكير إلا بالغبن الذي شعر به من تبقوا احياء من ابناء حماة عام ١٩٨٢. أهلنا في حماة عذراً لجهلنا بما حصل لكم فكنا ولفترة قصيرة نصدق ما قاله النظام عنكم عذراً لأن كل العالم تواطئ عليكم يومها”.
محمد حلب يتساءل عن السبب الذي يجعل البعض يحّمل الضحية ذنب الجلاد؟ “عندما نتحدث عن فرقتين عسكريتين وفرقة مدرعات ومدفعية وطيران وصمت عالمي ومباركة روسية وعربية لعملية إستئصال الاخوان المسلمين الاحياء والاموات والذين ما زالوا نطافاً في ظهور آبائهم. فأي فزعة نتحدث عنها؟ العتب الوحيد هو على الذي قبل بعد هذا ان يكون جزءاً من النظام سواء بالإنتساب لحزب البعث للحصول على ميزات او بالإنتماء إلى الجيش والمخابرات ليستطيع ضرب الضعيف بسيف القوي. العتب على كل من ملأ فراغاً في منصب حكومي تركه شخص معارض بالصمت إعتراضاً على ظلم العصابة الاسدية. وها هو السيناريو يتكرر الآن. إعراض موظفي الدولة -وخاصة قطاع النفط والطاقة- عن العصيان المدني بل مشاركة بعضهم في محاولة “إنقاذ الوطن” خيانة جديدة لدماء الشهداء”.
شادي هلال يعلق على البوست السابق ويقول: ما تفضل به إستاذنا ياسين الحاج صالح (…) هو جوهر الثورة ومحنة سورية. علينا كشعب سوري أن نسأل أنفسنا كيف سمحنا للمجزرة بالوقوع. وكيف سمحنا لنظام دكتاتوري ان يتغلغل ويقسّم الشعب السوري ويوصل سورية الى هذه المحنة؟”
رباب البوطي تأكد أن “سوريا الأسد لن تتكرر”.
أحمد حمودي يسترجع ذكرى المجزرة أيضاً ويكتب قائلاً: “(…) يومها لم يُبق نظام حافظ الاسد حجراً على حجر. يومها لم يستطع الشعب السوري ان يخرج عن صمته (…) يومها حفر التاريخ مأساة إنسانية يصعب على الذاكرة فقدانها. يومها إنتصر الجلاد على الضحية فثكلت الامهات ويتم الاطفال ورملت النساء. لكن الفارس اليوم أفاق من كبوته والتاريخ إستعاد تضحياته. فساحة العاصي سطرت سمفونية الإستقلال الثاني، الإستقلال من النظام الشمولي الديكتاتوري الفاشستي. حماة اليوم تعانق التاريخ وتحتضن الحاضر وتصنع المستقبل. ذكرى مجزرة حماه كانت تمر على الشعب السوري مرور الكرام والثورة اليوم احيت فينا غفوة التاريخ. حماة أنت حماة الديار!”
وأطلق “الأسبوع السوري” حملة على تويتر “حتى لا تتكرر مجزرة حماة، سنتمسك بسلميتنا شاركونا حملتنا على تويتر لنخرج مجزرة حماة من صمت ثلاثين عاماً!”
أبو نضال الحموي يشارك في الحملة ويكتب: “في بيت جدي كان هنالك حمام بيتوتي عندما دخل الجنود على البيت ذبحوهم و طلبو من جدتي استهزاءً نتف ريشها”.
وخالد يقول ويصف حماة بعد المجزرة: “مشاريع عدة تم إيقافها ﻷن حفر أساساتها أظهر جثثاً من شهداء المجزرة، لذا تجد العديد من الساحات الترابية الفارغة في حماة”.
وصدر بيان صحفي مشترك لعدد كبير من فصائل المعارضة السورية وهي المجلس الوطني السوري والهيئة العامة للثورة السورية ولجان التنسيق المحلية والمجلس الأعلى لقيادة الثورة السورية وصفحة الثورة السورية ضد بشار الأسد ومجلس ثوار محافظة حماة. ويذّكر البيان الصحفي بالمجزرة والضحايا وبأن “لا عودة عن هذه الثورة الشعبية الأبية ولا مساومة على الدماء والجراح ولا تهاون مع المجرمين الآثمين”.
راديو واحد زائد واحد: عن مجزرة حماة 1982
فيديو: حماة، ثورة تغيير لا ثورة إنتقام
بيان صحفي مشترك للمعارضة السورية بخصوص الذكرى الثلاثين لمجزرة حماة 1982
أفكار عن المسامحة
نشرت الكاتبة السورية روزا ياسين حسن قصة عن علاقة خالد الإبن الأكبر لأحد رجالات الأخوان المسلمين في حلب بالمساعد الأول في الأمن أبو رعد، طيلة سنوات الثمانينيات والتسعينيات. فقد كان أبو رعد ودوريته يقتحمون بيت الناشط الإسلامي كل ليلة تقريباً بحثاً عنه. لكن إقتحام رجل الأمن لم يكن بقصد التفتيش فحسب، كما يؤمن خالد، بل بقصد ترهيب الأسرة. يوقظ الأطفال الثلاثة، خالد وفاطمة وعمر، بركلهم وهم نائمون، ثم يقلب البيت رأساً على عقب وسط عاصفة من السباب والصراخ والشتائم. كانت أم خالد تترجاه ألّا يوقظ الأطفال لأنهم يرتعبون، وليفتش البيت كما يريد، لكنه كان يأبى إلا أن يثير الرعب في المكان كل ليلة. ثم قُتل أبو خالد، لكن أبو رعد ظل شهوراً طويلة بعدها مصراً على إقتحامه شبه اليومي للبيت: “أبو رعد كان غريمي طيلة السنوات الماضية. كان عدوي الأول” قال لي خالد. وعلى الرغم من أنه درس الهندسة، وفاطمة صارت محامية وعمر طبيباً، إلا أن كوابيسهم التي يقودها أبو رعد ظلت مهيمنة على أرواحهم وحيواتهم المقبلة!
– “أعرف بأن والدي كان مطلوباً، وربما لا أوافقه على كل ما فعله، ولكن ما ذنبنا نحن الصغار؟ كانوا يتقصّدون إهانة أمي وتخريب طفولتنا”.
مرت السنوات وصار لخالد أسرة وطفل، وقبل مدة كان يشتري بعض الخضار من سوق باب السريجة، فجأة ظهر أمامه رجل عجوز مهمل المظهر، وسقطت حبات البندورة من يديه على الأرض فلم يتأخر ثوان حتى عرفه، كان أبو رعد أمامه مباشرةً. أما بالنسبة للأخير فقد كان من الصعب عليه معرفة خالد الصغير وهو رجل.
– “اقتربت منه وعرفته بغيظ عن نفسي. كنت أقاوم كفي عن لطمه على وجهه”. وما كان من العجوز إلا أن احتضن خالد وراح يبكي بحرقة. كان يشمّه ويضمه ويقول له: “سامحني الله يخليك سامحني يا خالد، كنت عبد المأمور، سامحني”.
– “للحظات أحسست أن ذاكرتي كلها انمحت وكل الحقد الذي أكنّه لهذا الجزار ذهب دون رجعة، بل حتى شعرت بالشفقة والحزن عليه”. (..) بعد ثوانٍ أكمل خالد إنتقاء البندورة، وعاد إلى البيت متخففاً من حقد قديم لطالما حمله.
– “سامحته من أجل أولادي، مسكين” قال خالد في آخر حديثنا. هذه القصة تشبه سوريا والسوريين، في النهاية سننسى كل الحقد الذي سببه لنا كل “عبد مأمور” لنكمل حياتنا المشتركة سوية بدون الطغاة الذين قادونا إلى كل هذا”.
Tahi Balila يعلق على القصة قائلاً: “أخشى أن تتكسر هذه القصة اللطيفة لشظايا صغيرة على صخور المزاج الشعبي الحادة حالياً!”
وعروبة الشيحاوي يدعو إلى نفض كل ما علق بالسوريين من غبار “المرحلة السابقة” وذلك من أجل “سلامتنا وسلام روحنا علينا. وأتحدث عن المرحلة السابقة بالماضي لأن اليوم الأول للثورة هو الحد الفاصل تجاه حياة جديدة.”
أما عبد الرحمن المحمد فيرى أن نص روزا ياسين حسن محاولة “بائسة من خلال إختلاق قصص قصيرة إفتراضية لن تفلح في تحلية مرارة القهر الممتد من تلك السنوات حتى الآن وأكرر حتى الآن. القصاص العادل هو الحل!”
سوسن رسلان تؤيد رأي المحمد وتستطرد قائلة: “يمكن خالد سامحه لأنه بات ضعيفاً (…) لكن كيف بدك تسامح اللي قلب حياتك رأساً على عقب، جعلونا نهرّب اطفالنا ونهاجر ونترك بيوتنا وكل ما نملك من حب وإرث عاطفي ومكاني وأهلنا العجائز الذين هم بأشد الحاجة إلينا! وأقول لهم روحوا سامحتكم، القانون يجب ان يحمينا ان يوقف النزف والذل في ذاكرتنا!”
يارا بدر تكتب وتقول: “لمّن هجموا على بيتنا واعتقلوا بيّ كان عمري سنة وخمسة اشهر وبعدها خرست كم شهر، جبانة وبخاف وكلني عقد. بسامح؟ بجبر حالي سامح مشان ما كون بشعة متلون ومشان دم ناس متل غياث مطر برقبة كل واحد فينا. حق ابنو علينا نكبر على وجعنا الكبير أو الصغير مشان البلد تعيش”.
يرى حيدر الحسن أن كل من أخطأ بحق السوريين يجب أن يعاقب تحت سقف القانون وبعيداً عن حالات الإنتقام الفردية: “لا أؤمن بوجود عبد مأمور ولكن أومن بوجود أشرار يجب ان ينالوا عقوبتهم”.
ويعتقد عبد الرحمن حلاق أن خالد سامح أبو رعد لأن أبا رعد أصبح “خرقة بالية لاتصلح حتى للتمسيح لكن أبا رعد الحالي الذي يصول ويجول ويقتل ويذبح فيجب أن يحاكم محاكمة عادلة يرضى عنها أشباه خالد اليوم. وإن لم نستطع الوصول إلى هذه المحاكمة، وإن يئسنا من أن نطالهم بالقانون فلامانع من الإنتقام، لأن أشباه أبو رعد اليوم في عز شبابهم وأشباه خالد مازالوا يتجرعون الألم والرعب”.
Adi Damas يتساءل هل تلزم هذه القصة الجميع؟ “لا، ما قام به خالد هو المسامحة في حقه الشخصي الخاص، لم يسامح عن أخوته أو أمه أو وطنه، في الشخصي الأمور سهلة أيها الأعزاء لكن ليس في الوطن، وفيما يخص الوطن سيكون هناك قانون فقط، لا ثأر ولا تشفي ولا إنتقام، نحن نحمل إرثاً كبيراً من الحضارة يجب أن نكون جاهزين لتحمل مسؤوليتنا تجاه الأربعة آلاف عام التي نتغنى بها0”.
مراكز الاعتقال في سورية
قامت منظمة أڤاز العالمية بنشر تقرير يلقي الضوء على حجم الرعب والتعذيب في غرف الإحتجار التابعة للنظام السوري: “تقوم قوات الأمن السوري لبشار الأسد بإعتقال وتعذيب المواطنين السوريين المعارضين للنظام السوري في سجون مظلمة ومكتظة بالسجناء بالإضافة إلى السجون ومراكز الإحتجار غير القانونية في جميع أنحاء البلاد. كانت وقد جمعت أڤاز مواقع هذه الملاجئ (والتي تشمل حتى المدارس) وأسماء موالي النظام المشرفين على التعذيب والإعتقالات. هذا وقد قام نشطاء حقوق الإنسان بالتعاون مع منظمة أڤاز في سوريا بإصدار أول كشف عن التعذيب والظروف التي يتعرض لها المتظاهرين السلميين والسجناء السوريين العاديين القابعين في سجون الأسد الوحشية”.
ونقرأ في التقرير بأنه تم قتل ٦١٧ شخص تحت التعذيب على أيدي النظام السوري منذ بدء الثورة في تاريخ ١٥ مارس/آذار من العام الماضي ٢٠١١. وقد ذهب ضحية هذه الإنتفاضة الشعبية منذ بداية الأحداث ما لا يقل عن ٦٨٧٤ من القتلى و٦٩٠٠٠ من المعتقلين على مدى التسع شهور المنصرمة.
وقد تم إعتقال ناشط منظمة أڤاز في سوريا “منهل” من قبل قوات الأمن لإحتيازه على هواتف الثريا وفيديوهات مصورة لبعض المظاهرات. واقتيد منهل إلى فرع المخابرات العسكرية- فرع ٢٨٥ في دمشق وتم إحتجازه لمدة ٦٤ يوماً. و قد صرح منهل قائلاً: “لقد قاموا بسحب أظافر يديّ و قدميّ. جعلوني أقف لمدة ثمانية أيام وقاموا بربط يديّ على قضبان معدنية فوق رأسي. ضربوني بإستمرار ولم يعطوني ماء أو طعام ولم يسمحوا لي أن أذهب إلى المرحاض ولم يؤمنوا لي مكاناً للنوم حتى أعترف بأنني إرهابي. لقد رأيت الكثير من الموت ولقد تعرضت للتعذيب لحد الموت تقريباً أنا أيضاً. إستخدموا أسوأ أساليب التعذيب كالكهرباء ووضعوها على مناطق حساسة من جسدي، سكبوا الماء على جسدي وإنهالوا عليّ بالضرب المبرح حتى أصبح جسدي أزرق من شدة الضرب و تكسرت أضلعي. كنا نحو ١٥ شخصاً في غرفة لا تتجاوز مساحتها ال ١٠ أمتار مربعة من دون نوافذ أو حتى هواء. لم نتمكن من النوم، كنا نجلس على بعضنا البعض. أعطونا ٢-٣ ليترات من الماء يومياً ليشرب الجميع وكمية قليلة من الخبز. لقد تركت الزنزانة وهناك الكثيرون مازالوا على هذا الحال”. (…)
وتتأكد منظمة أڤاز من المعلومات في تقريرها من ثلاثة مصادر مستقلة بما في ذلك أفراد أسرة المتوفي (في حالة الوفاة) والإمام الذي صلى على جثته. و قد تمكنت المنظمة من خلال تعاونها مع فريق عمل المراقبين لحقوق الإنسان والمؤلف من ٥٨ عضو بالإضافة إلى المنظمات العالمية، من التأكد من وفاة ٦٨٧٤ شخص في سوريا ما بين ١٥ مارس/آذار إلى ٩ ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي.
تقرير أفاز الجديد عن ظروف الاعتقال في سورية
إعادة هيكلة المجلس الوطني
طرح الدكتور كمال اللبواني، عضو الأمانة العامة في المجلس الوطني السوري، عدداً من الإقتراحات للنقاش العام تهدف إلى إعادة هيكلة المجلس الوطني وتشكيل هيئة تنفيذية مسؤولة امامه. المقترح موضوع حالياً للنقاش العام.
ويركز اللبواني في الإقتراحات على تفعيل أداء المجلس وردم الإفتراق بين الداخل والخارج بحيث تقوم المجالس المحلية بإختيار أعضاء الأمانة العامة التي تختار الهيئة التنفيذية (الحكومة) الموكل إليها تنفيذ مهام محددة تطلب منها “فتكون الحكومة المؤقتة منتجاً داخلياً، ويستمر المجلس كممثل عن الشعب والثورة وله دور الإشراف على العملية السياسية، والمرحلة الإنتقالية. وقد إخترنا مكونين لهذا المجلس يتم تعيينهم، ولهم صفة الإشراف والتوجيه: مكون يأخذ بالإعتبار الإنتماء الحزبي السياسي والمنظمات المدنية، ومكون يشمل الرموز الوطنية. وهو بمجموعه يلعب دور بديل عن مجلس منتخب، بإنتظار إمكانية إجراء إنتخابات حقيقية تنتج ممثلين شرعيين لمكونات الشعب السوري الحر”.
ويدعو اللبواني نشطاء الداخل البحث عن مجالس محلية موحدة تضم غالبية المجموعات وإنشاء مجالس متخصصة بالعمل ومسؤولة عنه. ويشير اللبواني إلى تجارب ناجحة جداً، حسب تعبيره، في حمص وحماه ودرعا “ونأمل من إنجاز هذه المهمة خلال أسبوعين لكي يكون شهر شباط القادم هو شهر تفعيل الثورة وتنظيمها لخوض معركتها الحاسمة مع النظام والتي تهدف إلى إسقاطه بكل رموزه ومكوناته ومؤسساته وقيمه وثقافته. بشكل كامل ونهائي، وبالاعتماد على الذات أساساً، مع قبول كل مساعدة ودعم من الشقيق والصديق. (…) أدعو كل من يؤيد هذا المقترح بعد صياغته النهائية التي ستتم بناءً على ردودكم قبل نهاية الشهر، إلى الانضمام إلى الكتلة الوطنية التي ستتشكل داخل المجلس وخارجه. والتي ستبادر للعمل الفاعل الذي يتجاوز سلبيات وإعاقات نعاني منها جميعاً، والتي ستتعاون لصياغة برنامج وخطة عملية لإسقاط النظام”.
مصطفى الجرف يوافق على الإقتراحات ويقول: “يجب الإلحاح على اجراء عملية إعادة الهيكلة هذه وبالسرعة القصوى، لأن المجلس بصيغته الحالية سينهار قريباً دون شك وعندها سنفقد هذا الغطاء السياسي الذي هو مكسب مهم للشعب السوري. شرط الا تؤدي هذه العملية الى حدوث إنشقاق وظهور اكثر من مجلس، هذا خط أحمر”.
خالد رعد يرى أن المجلس بتشكيلته الحالية يغيب عنه الفاعلون الحقيقيون على الارض الذين هم من يقود الثورة فعلياً “فالمجالس المحلية من وجهة نظري كفيلة بتمثيل الفاعلين الحقيقيين وضمان عدم هضم حقوقهم وان يغنم بعض السياسيين والاحزاب على حساب الشعب الثائر”.
ابن الجبل يدعو إلى التمهل “ستنولكن شي شهرين ليخلص الشعب السوري!”
زكي الأخضر يرفض تماماً مشاركة أي من أعضاء المعارضة المهترئة التي كانت في المجلس الوطني أو هيئة التنسيق “نريد فقط وحصراً شباباً من الداخل”.
شريف حوراني يرى أن المعركة الفاصلة ستحسم بأيادي الجيش الحر البطل.
نبيل قسيس يرى أن فكرة إعادة هيكلة المجلس الوطني فكرة حكيمة ويجب أن تتم بوجه السرعة ولكن لديه عدة استفسارات عن المقترح “السؤال الاول ان المكونين متداخلين ببعضهما بامتزاج تام بعض الاحيان، فالرموز الوطنية هي قوى فاعلة على الارض سواء في الداخل السوري او خارجه ولها انتماءتها الحزبية كانت ام من قوى المجتمع المدني، فما هي المسافة الفاصلة بين المكونين المعتبرين للتذكية؟ ثانياً وبما يتعلق بالمؤسسات التنفيذية التي هي حاضرة اليوم في ظل الامانة العامة الراهنة والمسماة بالمكاتب، فكيف ستتم عملية إنتخابها من الداخل اي بأي آلية وماهي ضرورة ذلك حيث ان المكاتب هي بمثابة اداة تنفيذية فقط وليست تشريعية غير مناط بها اتخاذ قرارات منفردة، بل العمل فقط على تنفيذ التوصيات”.
كامل شامي يكتب معلقاً: “اقتراح جيد على شرط ان يتم إنتخاب اعضاء المجلس الوطني ديمقراطياً من قبل المجالس المحلية نفسها لأن الأعضاء الحاليين لم ينتخبهم احد بل عينوا أنفسهم بأنفسهم. لذا عليهم التنحي عند اول فرصة لإقامة إنتخابات ديمقراطية مع مرشحين من قلب الثورة نفسها”.
ويتناول تقرير في صحيفة إيلاف الإلكترونية نشر في الأول من شباط/فبراير اقتراح إعادة هيكلة المجلس الوطني ونقرأ فيه: “كشف اللبواني عن “العمل لتشكيل تكتل وطني ليس حزبياً، من أجل دعم إنشاء حكومة تنفيذية مصغرة تقوم بما لم ولن يقوم به المجلس، وتعمل على دعم حماية المدنيين، إلى جانب دعم العمل المسلح لكتائب الثوار التي يجب أن تنتظم على شكل جيش نظامي، ومن ثم الإنتقال به لمرحلة تحرير والجنود والسلاح من سلطة شبيحة العصابة التي تأخذ الوطن رهينة.” واعتبر أن هذه الخطوة “هي الآلية الوحيدة المتوفرة لإسقاط السلطة وتحرير الوطن والحفاظ على السلم الأهلي وحماية الأقليات ومنع عمليات الإنتقام”. ورأى أن “تنظيم الجيش الشعبي الحر يجب أن يمثل المقاتلين في الداخل بشكل حقيقي لأنه الهدف الأهم للثورة، لذا يجب على الحكومة المزعومة أن تؤمن له الدعم المادي اللازم والغطاء السياسي والشرعية الدولية”.
وعلى صفحة إيلاف يعلق القارئ OBSERVER ويقول: “إلى أطياف المعارضة جميعها: في هذا الوقت الخطير ندعوكم إلى التجاوز عن الإختلافات حتى ولو كانت حقيقية، والتعاضد والتكاتف من أجل العمل المشترك، الذي لا تنجح الثورة السورية إلا به، وحذار حذار من المعارك الجانبية والصولات الحزبية، والدعوات الأحادية ذات الصفة الفردية فإنها مقتلة، وفقنا الله جميعًا من أجل العمل معًا وبالجهد المشترك وبعيدًا عن الخصوصيات الفردية”.
والقارئ خوليو يعترض بشدة على العمل المسلح: “إن أردتم القضاء على الثورة فاستمعوا للسيد اللبواني، بالضبط هذا ما يريده النظام: جهاد مسلح. النظام سائر للسقوط بعاملين: المظاهرات السلمية وإنشقاق الجيش وكلما تصاعد هذان العاملان إزدادت سرعة السقوط بسبب الإنهيار الإقتصادي، وكلما زاد القمع والقتل من قبل النظام إزدادت عزلة هذا الأخير دولياً وانضم للثورة السورية قطاعات شعبية أكثر وزادت إنشقاقات الجيش. (…)”.
نقاش عام لمقترح إعادة هيكلة المجلس الوطني السوري
مقترح إعادة هيكلة المجلس الوطني السوري
إيلاف: مطالب بإعادة هيكلة المجلس الوطني السوري المعارض