إستعراض لأبرز مناقشات وسائل الإعلام الإجتماعية 19-1-2012

الزبداني

القصف من طرف الجيش السوري الذي تعرضت له مدينة الزبداني ثم المعارك التي دارت فيها، والآن إنسحاب الجيش السوري النظامي من المدينة بعد مفاوضات مع الجيش السوري الحر. هذه التطورات إنعكست أيضا على النقاشات في الشبكة. على صفحة “تنسيقية ثورة الزبداني وما حولها” يطلب أبو الفداء نشر الإتفاق بين الجيش السوري الحر والجيش النظامي: “ادمن يرجى صياغة بيان واضح يتضمن جميع بنود الإتفاق وما تم قبوله وما تم رفضه وإرساله لجميع القنوات لكثرة اللغط في هذا الموضوع يرجى الإهتمام”.

وقد نشرت التنسيقية بياناً شرحت فيه ظروف إنسحاب الجيش السوري النظامي من المدينة:

“(…) نحن ممثلي الثوار الذين نعمل على الأرض ونتعرض للقصف المتواصل منذ 5 أيام، نؤكد أن ثوار الزبداني لا يسعون للتهدئة مع نظام قاتل، ولن يهدأ حراكهم السلمي حتى سقوط النظام. أما عن إنسحاب الجيش فهو لايزال متمركزاً في محاور المدينة الأربعة بأكثر من 135 مدرعة، وقد وردنا نبأ (…) بأن الجيش الأسدي ينوي الإنسحاب من محيط المدينة والتوجه إلى منطقة سقبا وماحولها وهو ما إضطره لإستدعاء وجهاء من البلد وتمثيل مسرحية التفاوض أمامهم لأسباب نجمل أهمها فيما يلي:

1- عهد أفراد الجيش الحر (والذين لا يتجاوز عددهم العشرات ويتسلحون بأسلحة خفيفة) في الزبداني الذي قطعوه لأهلها بأن الدبابات يجب أن تدوس على جثثهم قبل دخولها إلى المدينة، والخسائر التي كبدوها له ووثقت بالصور والفيديو وبثت لكل وسائل الإعلام في العالم.

2- أن النظام الأسدي إذا أراد دخول المدينة سيدخلها لكن بمجزرة قد تودي بالملف السوري إلى مجلس الأمن وهو ما يحاول النظام تجنبه. (…) وننوه إلى أن ثورة الزبداني سلمية بدليل مظاهراتها التي تخرج بعشرات الآلاف من الأحرار يومياً (…)”.

ويرحب أبو الحسن الدمشقي “بالإنتصار” ويبارك سكان الزبداني ويقول: “ألف مبروك إنتصار إخواننا في الزبداني، ولكن يرجى أن يبقى الإخوان متيقظين لأن هذا النظام مجرم وغادر وأخشى بأن يقوم بحملة جوية بعد فشله الذريع على الارض، يرجى أخذ الحذر وأنتم لستم بحاجة لهكذا تحذير ولكن من باب التذكير والنصر لشعبنا باذن الله والله ولي التوفيق”.

محمد حمودي يوجه أيضاً تحذيراً إلى أهالي الزبداني ويتحدث عن تجربته في مدينة جسر الشغور: “بعد تحرير مدينتنا من الشبيحة لجأ النظام الى المفاوضات معنا. الرجاء منكم الحذر وأية هدنة أو إتفاقية مع النظام تعاملوا معها بأنها ملغية، لأن النظام ماكر ومخادع ونذل ولا يعرف قيمة العهود والرجولة. والرجاء منكم أن تعلموا أن المعركة لم تنته، بل اقول لكم لم تبدأ. الرجاء تخزين السلاح والعتاد والغذاء بأقصى سرعة لأن المعركة مع النظام حتمية ولا مفر منها. وأهم شي أن تدخلوا مفرزة أمن الدولة الى المدينة ووضعها تحت سيطرتكم”.

أما شام الفيحاء فلا يرحب بالتفاوض مع الجيش السوري النظامي ويصفهم “بكتائب الأسد” و”بالمجرمين”: “(…) هذا النظام لا عهد له ويكفي ما حصل لمدينة حماة بعد أن ازيلت الحواجز!”

ويعتبر Citizen Syr الزبداني الآن منطقة معزولة ويعلّق قائلاً: “منذ فترة طويلة ونحن نسأل الله أن ييسر للمنشقين منطقة معزولة واليوم قد أكرمنا الله بها في الزبداني وقد إنسحب الجيش منها. وأرجو الله أن يمكن الجيش الحر من المحافظة عليها لعلها تتمدد على طول سهل الزبداني الى وادي بردى وخاصة أنها قريبة على دمشق”.

ويوسف العظمة متأكد من أن الغرب والعرب لن يتحركوا إلا عندما يشاهدون أن سيطرة الجيش الحر بدأت تكبر، ولن يتحركوا لحماية الشعب بل لحماية مصالحهم حسب إعتقاد الكاتب: “وعلينا أن نعي حقيقة واحدة أن المتغيرات الدولية تتأثر وتزداد مع كل إنتصار للجيش الحر، فلنركز على دعم الجيش الحر بشتى الوسائل، بالمال والنفس والدعاء”.

أما قصي سد فيقدم للنشطاء في مدينة الزبداني الإقتراح التالي: “الرجاء من الثوار وأهل الزبداني إنشاء لجــان شعبية بكل حي وظيفتها جمع المعلومات وإيصالها للجيش الحر ومنع الأمن والمندسين والشبيحة من الغدر بهم كما هي شيمهم، فيما يقيم الجيش الحر حواجز تفتيش عند كل مداخل البلد والنقاط الحساسة. فرحتنا وأملنا بالجيش الحر كبيرة ونريد أن نعمم هذا النجاح والإنتصار إلى المدن الأخرى. (…)”.

صفحة تنسيقية ثورة الزبداني وما حولها

فيديو ثائرات الزبداني يوم انسحاب الجيش 18 يناير/كانون الثاني

فيديو مظاهرة احتفالية بانسحاب الجيش السوري النظامي من المدينة

الثورة والنساء

الناشطة خولة دنيا تتناول موضوع المرأة السورية في الثورة ومطالبها لبناء مجتمع يوفر لها الحريات والمساواة وتكتب على صفحتها في الفيسبوك: “الحرية والكرامة مطالب تهم الجميع ذكوراً وإناثاً، ولكن بالنسبة للمرأة فتتخذ تعابير وتفسيرات أكثر عمقاً وتعبيراً عن الخصوصية الأنثوية، تتمثل في حرية الوطن وحرية المرأة، في كرامة الوطن وكرامة المرأة. الثورة بدأت ثورة حرية وكرامة، والآن تتخذ تعابير أكثر عمقاً وأكثر قرباً لمفاهيم الدولة المدنية، فهي ثورة لبناء دولة مدنية ديمقراطية، ثورة على الحزب الواحد باتجاه التعدد السياسي والحزبي، ثورة على البطريركية باتجاه التنوع الثقافي (…)”.

عماد الصوفي يكتب تعليقاً على نص دنيا ويشير إلى أن حفظ حرية المرأة وكرامتها ومساواتها مع الرجل يكون بوضع القوانيين ولكن “للأسف يبقى التطبيق العملي! الى الآن في مجتمعاتنا الذكورية يعتبرون المراة عاراً يجب إخفاءه، لذا يضعون شروطاً وتقليداً للمراة يبدأ من اقرب المقربين. والمرأة نفسها ترضى بذلك. لم أراكن ثرتن حين تم توزيع المناصب بالهيئة مثلاً متجاهلين وجودكن وتم تمثيلكن بواحدة أوإثنتين فقط. والرجال الذين تبوأوا المناصب كانوا بعضهم اقل ثقافة ومعرفة ونضالاً منكن. (…) وحتى بتونس ومصر وليبيا بعد الثورات، اين المراة؟ يجب تلافي هذا الأمر بسوريا منذ الآن بأن تقود المرأة الحراك أثناء الثورة والمجتمع بعد الثورة. (…)”.

“النساء والثورة… ثورة مضاعفة” عنوان نص آخر نشرته خولة دنيا أخيراً عن تجربة النساء السوريات خلال الأشهر الماضية: “(…) عندما نزلنا لأول مرة في المظاهرات كانت تجمعات النساء قليلة، نراهن متجمعات على ذواتهن، وفي أماكن كثيرة يتم التعامل معهن بحماية مطلقة، دائرة من الأيدي المتقاطعة والمتشابكة لشباب غيورين، وبين أيديهم تتجمع النساء، عشرات أو آحاد، يهتفن ويصرخن، ويعبرن عن رفضهن. من غير المسموح لهن الخروج من دائرة الأيدي المتشابكة إلا بعد مشاحنات. دائماً الحجة في ذلك تتعلق بالحماية، ولكن الحماية مما؟ (…) دائماً ما دفعت النساء أثماناً متراوحة للرفض، فهنَّ من يتلقين الإهانات حتى بغيابهن، حيث ينصبّ عليهن السباب والشتائم إن كان بشكل مباشر وجهاً لوجه، أو بشكل غير مباشر عن طريق كيل الشتائم للشباب. تتم إهانة الرجال من خلال إهانة نسائهم، وكأن المرأة يجب أن تدفع الثمن. وكأننا نعود لعصور العبودية والسبي. حيث كان يتم قتل الرجال وسبي النساء للمتعة والعمل، وحيث كانت ملكية الرجل تزداد أبهة بعدد ما يملكه من النساء. (…)”.

وتتابع الناشطة قائلة إن صراع المرأة منذ بداية الثورة كان واضح المعالم، فهي تريد التغيير، وتريد الكرامة وتريد الحرية. ولكن التعامل معها بقي كما هو: “هي عنصر أضعف يجب أن يغيب عن الصورة العامة لصراع الرجال بين بعضهم البعض. ما لم يكن إدخالها من باب كسر العظم وإثبات الغلبة لطرف على آخر. (…) قدمن المساعدات وكنَّ حجر أساسٍ في السلمية التي يتقننها، على الأرض كما على النت. لديهن شبكات التواصل الخاصة بهن، كما شبكات التواصل بمشاركة الآخرين، لديهن جلسات نقاشهن، وفاعليتهن، وصوتهن الذي لا يمكن إنكاره (…)”. وتتساءل دنيا في النهاية: “هل ستكون هذه الثورة فعلاً ثورة على التمييز ضد المرأة؟”

الناشط المعارض ياسين الحاج صالح يرى أن حضور النساء في الثورة مكون أساسي لها، كما يشير إلى العدد الكبير للنساء المثقفات من أقليات دينية ومذهبية مختلفة. وخلاصة هذه الملاحظة حسب رأي الحاج صالح هي أن الثورة السورية “ليست ثورة رجال أو ثورة ذكورية (…)، وليست ثورة مسلمين سنّيين متمركزة حول العقيدة أو تحركها دوافع دينية، أو حتى حرمانات فئوية خاصة بهم، ولا هي ثورة الأكثرية العربية (المشاركة الكردية بارزة ومعروفة، ومشاركة آشوريين لافتة). إنها ثورة إنسانية ووطنية عامة، لا يشعر أحد فيها بأنه غريب. الشيء المهم في مشاركة المثقفات، والمشاركة النسوية في الثورة عموماً، أنهن بادرن إليها منذ بداية الثورة، ومن دون أن يكنّ تحت قيادة أحد (غير قليل منهن “قائدات” في ميادينهن)، ومن دون أطر محددة لعملهن، ومن دون تسويغ دورهن بإيديولوجيا نسوية، أو بأي إيديولوجيا على كل حال. (…) “.

موقع “المندسة السورية” يتطرق أيضاً إلى موضوع المرأة. Ram free يكتب في مقال بعنوان: “ثورة عادات مقرفة… ثورتي لسوريتي”: (…) صديقتي ثائرة تمتلك من الشجاعة ما يفوق شجاعة مئات الرجال، تقضي معظم وقتها بالبحث عن المظاهرات والمشاركة بها، تقفز عالياً وتهتف بأعلى صوتها للحرية، لا تأبه أن يظهر وجهها في الفيدوهات، (…) هذه الصديقة في الأمس كانت تبكي كالأطفال لأن صديقها المناضل أيضاً والمحسوب على الشباب الثائرة قال لها “إذا تم إعتقالك لن تجدي من يتزوجك حين تخرجين من المعتقل” هي لم تكن تبكي خوفاً من صحة هذا الكلام. كان سبب بكائها أنها تخرج وتهتف لحرية صديقها قبل حريتها، لكن حين يخرج أي معتقل من سجون الإستبداد يكلل بالشرف، أما هي فحين ستخرج من ذات السجون سوف تكلل بالعار”.

ويقترح رام إطلاق حملة توعية إجتماعية تتضمن خمسة محاور: تشجيع الشباب على الإرتباط بفتيات تعرضن للإساءة. حماية هؤلاء الأزواج من اللمز والإزعاج الإجتماعي. حماية هؤلاء الصبايا داخل بيوتهن من الإذلال ونشر التوعية بهذا الشأن. إيجاد فرص عمل وتعليم وقروض صغيرة لإنشاء مشاريع صغيرة لغير المتزوجات أو المتزوجات ذوات الأحوال السيئة. التأكيد على أن النساء شركاء بالنصف في كل العذابات وبالتالي هن شريكات في كل المكاسب ودعم محاولة سن قوانين تؤكد على حفظ وحماية كرامتهن.

تجيب درعا على المقال الذي كتبه رام وتقول: “تم إنشاء جمعية لهذه الأمور من أيام لاجئي جسر الشغور ولكن بسبب خشية التشهير بالإسماء تحول عملها نوعاً ما للنشاط (المستور) يعني كل حالة بحالتها عن طريق الهيئة العامة للثورة السورية. وجميل منك إثارة هذا الموضوع الحساس”.

Ram free يكتب معلقاً: “ما هون المشكلة درعا، هون صلب المشكلة، نحن مو مستعدين نئبل ثائرة بينا تعرضت لأي نوع من أنواع التعذيب، يعني التعتيم عالئصة ما بيفيد، جريمة الشرف دارجة كتير عنا، حاسب المخطئ بفضحو اولاً”.

خولة دنيا: النساء والثورة. ثورة مضاعفة

ياسين الحاج صالح: المثقفون والثورة في سوريا

المندسة السورية: ثورة عادات مقرفة .. ثورتي لسوريتي

 بيان من أجل المواطنة

“نحن الموقعون أدناه، مواطنون سوريون، علويو المولد، إخترنا أن نعبر عن رأي مجموعة كبيرة من أبناء الطائفة العلوية حيث أجبرتنا الظروف والمسؤولية الوطنية إلى الإشارة مكرهين إلى خلفياتنا الإجتماعية”، بهذه الجملة يبدأ البيان الذي دعا فيه أكثر من مائة سوري وسورية الذين ينتمون إلى الطائفة العلوية الأقليات إلى المشاركة في إسقاط النظام السوري وبناء دولة القانون والمواطنة: “إننا نستنكر محاولة النظام من خلال ألاعيبه الأمنية والإعلامية ربط الطائفة العلوية خصوصاً والأقليات الدينية عموماً به. بنفس السوية، ندين سلوك وتصريحات أطراف معارضة تحاول إضفاء صفة طائفية على إنتفاضتنا التي كانت وما زالت إنتفاضة كرامة بمطالب مدنية. هذه الأطراف ليست سوى الوجه الآخر للنظام القمعي”.

ويؤكد الموقعون على البيان على وحدة الشعب السوري بكافة أطيافه الدينية والقومية، والعمل على بناء دولة حرة ديموقراطية تحفظ حقوق مواطنيها بالتساوي وهذا يتم بداية باسقاط النظام الإستبدادي الحالي. كما يطالب البيان الجيش السوري التوقف عن تنفيذ أوامر القتل ضد المتظاهرين السلميين ويجرّم أعمال القمع الوحشية “التي يقوم بها أزلام النظام (الشبيحة) أيّاً كانوا، ولأي جماعة دينية أو قومية إنتموا.” كما نقرأ في البيان الدعوة إلى المواطنين السوريين العلويين وأبناء الأقليات الدينية والقومية المتخوفين مما سيلي إنهيار النظام إلى المشاركة في إسقاط النظام القمعي والمساهمة في بناء الجمهورية السورية الجديدة، دولة القانون والمواطنة: “ندعو جميع أبناء سوريا بكافة انتماءاتهم إلى التوقيع على هذا البيان بعد صدوره”.

وإنتشر البيان وقائمة الموقعين عليه بسرعة في مواقع إلكترونية مختلفة. نقرأ ردود فعل إيجابية عديدة وأخرى متحفظة. عبد الباسط البيك يكتب معلقاً: “يكفي أن شعبنا الثائر ينادي واحد واحد واحد، الشعب السوري واحد. هذا من أهم مكاسب الثورة يا شباب”.

و Ramak Kamar يقول: “سورية وطني، وناسها أهلي، تحية لأصحاب الضمائر الحية. أضم صوتي وأوقع”.

أما بسام فيعلق في صحيفة “الشرق الأوسط” على التقرير الذي يتناول البيان قائلاً: “أين كانت هذه التصريحات من الأيام الأولى للثورة؟ عندما شعرتم بالزوال تريدون أن تنضموا إلى ركاب الثورة؟ (…)”.

بيان من أجل المواطنة

الشرق الأوسط: علويون سوريون يدعون الأقليات للمشاركة في إسقاط النظام

 

تساؤلات عن الثورة

مدونة “كبريت” تطرح السؤال عن سبب تأخر الحسم في الثورة السورية وتناقش طروحات من أجل الوصول إلى حل: “سؤال مشروع ويطرح يومياً عشرات المرات ويحق لكل سوري أن يتساءل إلى أين نحن ذاهبون؟ ولماذا طال أمد الثورة؟ ولماذا لا يزال هناك أناس صامتون؟”

في البداية يسرد كاتب التدوين بعض النقاط التي، حسب رأيه، أخرت إنضمام الجميع أو منعت البعض من الإنخراط في الحراك الشعبي: “صفحة الثورة السورية من البداية حملت إسم الثورة ضد بشار الأسد ومن هنا شخصنة القضية في الوقت الذي كان الأسد لا يزال يتمتع بشعبية عالية في المجتمع السوري. شعارات الثورة السورية تغيرت، فبدلاً من حمل اللافتات الداعية للحرية والكرامة والعدالة والمساواة والوحدة الوطنية والعيش المشترك ومدنية الدولة وحكم القانون تحولت لافتاتنا لتحمل المطالبة بالناتو والحظر الجوي وإعدام الرئيس. إنتقال أسماء الجمع من أسماء جامعة لعموم السوريين لمطالب سياسيين أو بعض فئات المجتمع السوري، والغريب محاولات إستجداء الغرب. فبعد أن سميت جمعتين الأولى الله معنا والثانية لن نركع إلا لله وبعد أن كسبنا إحترام الجميع من شرق الأرض إلى مغربها، بدأنا بالتوسل للغرب والعالم وجامعة الدول العربية مما جعلنا نتحول من شعب صامد إلى شعب مستجدي”.

ويرى كاتب التدوين أن البعض “صبغ الثورة بلون ديني واحد حتى في بعض شعاراتها فأصبحت كأنها ثورة طيف واحد من أطياف المجتمع ورفعت لافتات تحيي الشيخ هذا أو المجلس ذاك وتلعن ما عداهم، على الرغم من أن ثورتنا هي ثورة حرية وكرامة والمطالبة بالديموقراطية التي تحتم علينا إحترام رأي الأخر حتى لو لم نتفق معه”.

أسباب أخرى أدت إلى تأخر الثورة منها “لعب النظام على وتر الطائفية والتسلح والعصابات المسلحة ولم نستطع تقديم خطاب جدي وقادر على دحض هذه الرواية مع العلم انها غير صحيحة ناهيك عن السماح لأشخاص ومنابر طائفية ترتدي ثوب المعارضة بالخروج على بعض وسائل الإعلام دون مراقبة أو إنتقاد من طرف الثوار. خرج السوريون إلى الشارع تحت شعار “الشعب السوري واحد” والآن بدأنا بتفرقة المجتمع، فأصبح لدى الثورة علمها ولباقي الشعب علمهم، أصبح للثورة جيشها الحر ولهم جيشهم، مع العلم أنه من المفترض أن يسمى الجيش الحر “الجيش السوري” والجيش النظامي “كتائب الأسد” ونراعي أن هناك العديد من الأحرار الذين يرغبون بترك كتائب النظام والإلتحاق بركب الثورة ولكن لظروف معينة هم غير قادرين بعد”.

وتتابع مدونة “كبريت” بالنقد الذاتي وتقول: “لم نقدم للشارع السوري خصوصاً في أكبر مدينتين وأكثرهم قدرة على إسقاط النظام دمشق وحلب خطاباً سياسياً واضحاً يظهر تفاصيل المستقبل مع العلم أن دمشق من المستحيل أن تتحرك نحو المجهول وهذا واقع يجب علينا مواجهته وليس الهروب منه والتصادم معه بحجة أو بأخرى. كانت الثورة بحاجة إلى واجهة سياسية تقوم بتوجيهها وتقودها للوصول لمطالبها، ولكن مع الأسف أصبح لدينا مجلس وطني أعرج وهيئة تنسيق مشلولة، وكلاهما يسير خلف الشارع وغير قادر على إقناع أي جهة دولية أو عربية بقضية الشعب السوري، وغير قادرين على توجيه الثورة، مما جعل أمد الثورة يطول وساهم بزيادة الدماء المهدورة في سوريا (…)”.

ويقترح كاتب المدونة إتخاذ الخطوات التالية لإصلاح الأمور: “تعديل بعض الشعارات، فبدل شعار “إعدام الرئيس” فلنرفع شعار “محاكمته” ترسيخاً لمبدأ العدالة المرجوة في سوريا الجديدة وبدل شعار “يلي ما بيشارك ما فيه ناموس” فلنرفع شعار “وينك يا سوري وينك”. وبدلاً من مهاجمة بعض المدن التي لا تشارك علينا البحث والوقوف على أسباب عدم تحركها بالشكل الكافي ومحاولة تقديم يد العون والأفكار والدعم لهم. كما أنه من الواجب علينا المساهمة في توسيع التغطية الإعلامية لبعض المناطق المظلومة إعلامياً كمدن السويداء وحلب والسلمية والرقة. العمل فوراً على الضغط على جميع أطياف المعارضة لوضع برنامج سياسي موحد، يشمل الحد الأدنى من النقاط المتوافق عليها، والضغط على المستقليين لأخذ دورهم في المساهمة في وضع حد لشلال الدم، وبلورة إستراتيجية تجبر العالم الخارجي على الوقوف مع الشعب السوري وتلبية طموحاته. (…) الإبتعاد عن التأجيج الطائفي والمناطقي قدر الإمكان. (…) إبتعاد التنسيقيات وأعضائها عن أي عمل سياسي في الوقت الحالي والتركيز على العمل الميداني والتخطيط والتنسيق فيما بينهم. عدم إغلاق الباب أمام أي تسوية سياسية أو تفاوضية مع بعض أركان النظام والتي من الممكن أن تساهم في النقل السريع والهادئ للسلطة؛ الأمر الذي قد يكون مطمئناً لباقي شرائح المجتمع السوري”.

كبريت: لماذا تأخر الحسم في ثورتنا