إستعراض لأبرز مناقشات وسائل الإعلام الإجتماعية 16-7-2012

قلب دمشق لم يعد هادئاً بعد الآن

طوال مدة الاحتجاجات التي شهدتها المدن السورية حتى الآن، كان قلب العاصمة دمشق يعيش هدوءاً حذراً تخلله تفجيرين والعديد من المحاولات الفاشلة لزرع عبوات ناسفة، بالإضافة إلى الاشتباكات التي كانت مناطق ريف دمشق تشهدها بشكل متقطع. لكن يوم الأحد 15/07/2012 شهدت العاصمة دمشق بمعظم أحيائها اشتباكات وصفت في الإعلام على أنها الأعنف حتى الآن، استمرت حتى ساعات متأخرة من الليل.

رحب العديد من التعليقات من جانب كتاب معارضين بهذه الاشتباكات لكونها ترجّح كفة المعارضة المسلحة وتسرّع بسقوط النظام. علي حسن سلامة كتب على صفحته على الفيسبوك: “الإشتباكات في أحياء دمشق خاصة وسطها اليوم، لها طعم ورائحة ولون مميزين. أظن أن الحبل يضيق على رقبة السفاح والخطط المنزلة من الخارج.”

موقع فيسبوك – صفحة “تنسيقية الثورة في حي الميدان وما حمله”

الكاتب صبحي حديدي اعتبر أن يوم وقوع الاشتباكات يجب أن يكون تاريخاً مشهوداً، إذ جاءت تغريدته على موقع التويتر تقول (‎@SubhiHadidi): “ما تشهده أحياء دمشق الساعة ليس، بعد، معركة تحرير العاصمة؛ ولكنه جولة فارقة، ومنعطف نوعي في انقلاب التوازنات. سجّلوا تاريخ 15/7/2012!”

الصحفي أحمد صلال، من جهته، علّق عبر صفحته على موقع فيسبوك تعقيباً على أخبار دمشق، قائلاً: “الأحداث المتلاحقة وخاصةً الإنشقاقات تصدع بنية النظام، مما يسرع مشروع إنقلاب عسكري يوفر علينا المزيد من الدماء، ويجنبنا الأسوء الذي أتمنى أن يبقى بعيداً عن سوريتنا.”

التهميش الإجتماعي الذي تعيشه بعض الأحياء حيث جرت الاشتباكات كان حاضراً في تعليقات الكاتب مصطفى علوش، حيث كتب على صفحته على الفيسبوك:”جنوب دمشق حيث الفقر والعشوائيات حيث الظلم والإهمال حيث الطيبة والثورة حيث يريد الطاغية قتل الناس بدون ضجيج كي لا يقلق راحة سكان الشمال..!!”

المخيمات الفلسطينية على خط الثورة

في سوريا ثمة عشرة مخيمات معترف بها من قبل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إضافة إلى مخيمات أخرى غير معترف بها ويُقدم الدعم إليها على اعتبارها “تجمعات فلسطينية.” كانت معظم هذه المخيمات تقف على الحياد منذ اندلاع الاحتجاجات في سوريا، إلا أن النقاش تفجر حول دور اللاجئين الفلسطينيين في هذه الثورة وموقعهم في المجتمع السوري عموماً إثر مقتل عدة جنود من مرتبات جيش التحرير الفلسطيني الموالي للنظام السوري مؤخراً قرب مصياف في محافظة حماة.

موقع فيسبوك – صفحة “تنسيقية مخيم اليرموك – الثورة السورية”

الروائي فادي عزام أشار إلى عراقة الوجود الفلسطيني في سوريا حيث كتب في صفحته على الفيسبوك “القانون 60 لعام 1956 الذي ساوى بين الفلسطيني والسوري في جميع المجالات الوظيفية والمهنية والعلمية… أقره مجلس شعب محترم على صعيد العالم ومنتخب ديمقراطيا، وليس منية من البعث ولا أحد منجزات الحركة التصحيحية هؤلاء شرع إقامتهم الشعب السوري الممثل ببرلمان حقيقي.”

أما الشاعر الفلسطيني رائد وحش، فتحدث عن وحدة الشعبين السوري والفلسطيني عبر صفحته على الفيسبوك: “تتخذ الأحياء في محيط مخيم اليرموك الأسماء التالية: التضامن، التقدم، العروبة.”

التريمسة: آلة الموت لازالت تعمل

كان لفعل الموت أثر صاخب في قرية التريمسة الصغيرة التي تقع في محافظة حماة، إذ حصد القتل حياة العشرات، فيما اختلفت الأراء حول هوية القاتل.

صفحة “الست فضيحة” المقربة من النظام السوري أوردت أنّ المجزرة من فعل “المجموعات المسلحة.”

“وعلى غرار كل مرة يجتمع خلالها مجلس الأمن وغيره من الهيئات الدولية والعربية للتآمر على سورية، عمدت المجموعات المسلحة إلى ارتكاب أبشع مجزرة في التريمسة وبدم بارد .”

غسان محمد ينشر عبر صفحته رواية مختلفة: “المجزرة بدأت في الخامسة فجرا عند محاصرة البلدة وتم قصفها عشوائيا بالطائرات و تم الإقتحام وحرقوا المنازل بمن فيها ومن هرب تم ذبحه بالسلاح الأبيض.”

وبعد تداول العديد من التصريحات المتباينة، نشر موقع الحقيقة “أن ما حصل في “التريمسة” معركة حربية حقيقية وليس مجزرة،” وأكد الموقع الحصول على شريط فيديو يؤكد أن معظم القتلى المتوفرة صورهم هم من “المسلحين الإسلاميين والوهابيين.”

مراقبون من بعثة الأمم المتحدة في موقع سقوط قتلى في التريمسة – موقع فرانس 24

فراس الأتاسي عبر صفحته على الفيسبوك يرد ساخراً على ما نشره موقع الحقيقة السورية “شركة جيليت تحقق أعلى ارتفاع في مبيعاتها حول العالم بعد مقولة جهاد مقدسي [المتحدث الرسمي باسم الخارجية السورية] أنهم قتلوا في التريمسة الملتحين.”

الصحفي السوري آلجي حسين كتب عبر صفحته على الفيسبوك: “مَن يظن أن النظام بريء من مجزرة التريمسة، أرجو أن يحذف اسمه من صفحتي فوراً.”

إلا أنّ بعض التعليقات ذهبت إلى حد تحميل القرى المجاورة ذات الأغلبية العلوية مسؤولية القتل، وطلب الثأر منها. إذ جاء تعليق حسان الحسون عبر صفحةمجموعة الحرية لمعتقلي ادلب”: “ما حدث في التريمسة ليس له تفسير آخر إلا أنه قتل طائفي بامتياز على يد أبناء القرى العلوية المجاورة… أمر كهذا يجب أن لا يتكرر، وكي لا يتكرر فإن على القرى العلوية أن تدفع الثمن غالياً، عاجلاً أو آجلاً، ولا سبيل لوقف المجازر الطائفية بحق العزل إلا بالردع الحاسم القاسي.”