إستعراض أبرز نقاشات الإعلام الإجتماعي 02-10-2012
تدمير الأسواق الأثرية في حلب
مقطع كصور يظهر احتراق جانب من الأسواق في حلب – يوتيوب
أبرز خبر يتعلق بالقتال الدائر في حلب كان الدمار الذي لحق بأسواقها القديمة المسقوفة، والتي تعد من الأطول في العالم، حيث أتى الحريق على عدد كبير من المحال التجارية القديمة.
شهدت المواقع الإلكترونية العديد من النقاشات حول هذا الموضوع نوجز منها ما يلي.
شادي أبو كرم، صحفي سوري مقيم في بيروت، يتهم عناصر من الجيش الحر بالمسؤولية عن الحريق الذي اندلع في أسواق المدينة وعن الدمار في الأبنية الأثرية بعد أن أعلن الأخير سيطرته عليها، حيث كتب على صفحته على فيسبوك: “ببساطة حلب القديمة احترقت، بلد ما قدر عليها ولا دكتاتور بالعالم انحرقت، الفنادق اللي على داير القلعة فات عليها الجيش الحر، حرقها وسرقها، كل اللي بحلب بيعرفوا هالشي.”
كان هناك آراء أخرى دافعت عن دور الجيش الحر ونأت به عما حدث. الكاتبة السورية خولة حديد ترى أن مثل هذه الاتهامات زائفة وتعلل وجهة نظرها بالقول إن النظام هو المستفيد الأول والأخير من هذه التصرفات، وإن الجيش الحر لم يدخل هذه المناطق أبداً وتكتب عبر صفحتها: “كل من يصدق أن الشاب الذي يضع روحه على كفه و يدخل تحت القصف ليقاتل جيش النظام لديه الوقت ليسرق و ينهب هو أما مأجر عقله أو عقله مستقيل .”
في السياق نفسه أصدر ناشطون سوريون بياناً يطالبون فيه المؤسسات الدولية بفتح تحقيق مستقل لمعرفة أسباب الحريق ومن يقف وراءه ومما جاء في بيانهم: “وإذ نؤكد على أهمية سوق المدينة الأثري كموقع مسجل لدى اليونيسكو، فإننا نطالب منظمة اليونيسكو والجهات الدولية المعنية بالقيام بما من شأنه معرفة المسؤول عن حريق السوق الذي يعتبر “السوق المسقوف الأكبر والأقدم في العالم”، وعدم التهاون مع مفتعلي هذا الحريق.”
في التسامح والمسامحة
بعد ارتفاع مستوى العنف في سوريا أصبح واضحاً خروج أصوات تنادي بالإنتقام والرد على القتل بالقتل، إلا أن العديد من الناشطين السوريين رفضوا الخضوع لمثل هذه الأصوات وأعلنوا عن موقفهم المتسامح مع القاتل بهدف بناء سوريا.
حازم إبراهيم مترجم سوري مقعد نتيجة رصاصة اخترقت جسده عندما كان طفلاً برفقة والده، الذي أصيب أيضاً بـ 12 طلقة ولكنه على قيد الحياة إلى حد الآن. يؤكد إبراهيم أن المسامحة والصفح هما السبيل الوحيد إلى بناء سوريا ويكتب على صفحته: “قرارنا في الأسرة كان ومنذ اليوم الأول هو أن نسامح من كان السبب والذي لا نعرف هويته … لا لشيء إلا لأن الحقد والرغبة في الانتقام لا تحرق إلا صاحبها. المسامحة والصفح هما الطريق الوحيد إلى الأمام. لا تبنى الأوطان بالأحقاد.”
صفحة “حلب الآن” وجهت دعوة إلى كل مشتركيها للبدء بمسامحة كل من أساء إليهم وذلك لتعزيز روح المحبة بين السوريين، حيث كتب أبو حلب أحد المشرفين على الصفحة: “ايمتى رح ترجع حلب، لما يحبو الناس بعضن ، خلينا من هلأ كل واحد منعرفو ومنكرهو نقول الله يسامحو من قلبنا وسامحو قد ما تقدرو، ما بتخسرو شي.”
الناشط السياسي غسان ياسين، والذي خسر عدداً من أفراد عائلته نتيجة القصف على ريف حلب، كتب مخاطباً مذيعة تلفزيون الدنيا كنانة علوش التي اتهمت إخوته وأقاربه بالإرهاب بعد أن عرضت جثثهم، ومستفسراً عما إذا كان لديها أجوبة عن أسئلة أمه التي خسرت إبنها. ومما جاء في تعليقه: “[سنكنس] الارهاب ياكنانة من شوارع حلب وسورية كلها تماما كما قلت في تقريرك ..وأعدك حينها انني لن اطالب باكثر من محاكمة عادلة بحقك ..واظن ان امي ستقول لك حينها لماذا لم تعطوني اشلاء ابني بسام لادفنه واقرأ له الفاتحة كل يوم جمعة وازور قبره في الاعياد، عليكي ان تجهزي اقوالك امام القاضي ياكنانة ..والاصعب هو ان تجدي حينها جواب تقولينه لأمي.”
وتحت عنوان “ابدأ بنفسك” كتب الصحفي الفلسطيني بلال زعيتر المقيم في دمشق، مطالباً المعارضة السورية ببدء محاسبة نفسها قبل مهاجمة النظام، ومما جاء في تعليقه : “الحق أقول لكم: اذا كنتم لا تؤمنون بمكان للتسامح في سوريا الغد فإني أشتهي رؤية مشانق أعضاء المجلس الوطني و مجلس الثورة في ساحة المرجة قبل رؤية أي ظالم من وحوش النظام في ذات المكان.”
صفحات النقد الثوري
ظهرت في الآونة الأخيرة صفحات تُعنى بـ”النقد الثوري”، على حد تعبير القيمين عليها، وقد اختلف العديد من الأشخاص مع آلية النقد المطروح، في حين تقوم صفحات عدّة متل “دبوس ثقافي” أو “فزلكة ثورية” بنشر صور لناشطين سوريين مع تعليقات لا تخلو من تهم أثارت عدة نقاشات.
فادي زيدان، وهو مصور صحفي يقيم في بيروت، كتب عبر صفحته على فيسبوك مُشجعاً مثل هذه الصفحات ومحذراً في الوقت نفسه من النقد الذي تطرحه: “إن انتشار صفحات نقدية مثل دبوس ثقافي و فزلكة جعلت الكثير منا يفكر … بأن هناك من ينتظر تنظيرنا الفارغ ليصطاده بطريقة قد تكون قاسية أحياناً… تجربة جميلة … لكن ربما [جاءت ] متأخرة.”
نينار حسن، طالبة النقد المسرحي والتي انتقلت إلى باريس بعد اندلاع الإحتجاجات، ترحب أيضاً بصفحة “دبوس ثقافي” وتكتب عبر صفحتها: “باعتبار حرية الانتقاد والمسخرة حرية مكفولة ومشروعة وطبيعية فان هذه الصفحة جديرة بالمشاركة والدور جايينا كلنا عن قريب.”
وفي تلميح إلى الممارسات الإقصائية التي تحصل أثناء النقاشات بين النشطاء، نشرت الناشطة السورية إلزا مطر عبر صفحتها مروجةً رابط صفحة “دبوس ثقافي”، حيث أرفقته بتعليق أصبح معروفاً عند السوريين، مماثل للعبارات التي يرددها جنود الجيش النظامي في مقاطع يوتيوب أثناء ضربهم المعتقلين: “وهي منشان الناشط المدني، منشان شوووو، منشان الناشط المدني، وهي منشان الصدمة المعرفية، منشان شووووو، منشان الصدمة المعرفية.”