إحسان لدعم المزارعين في ريف إدلب

عقدت منظمة إحسان اجتماعاً مع المجلس المحلي لمدينة سرمين للبحث بسبل التعاون صورة خاصة بالموقع

عقدت منظمة إحسان اجتماعاً مع المجلس المحلي لمدينة سرمين للبحث بسبل التعاون صورة خاصة بالموقع

الفول والبازلاء هما المحصولين، اللذين سيزرعهما هذا العام، نوّاف معروف (66 عاماً). وسيكون هذا ممكنا بفضل التمويل الذي حصل عليه معروف من منظمة إحسان للإغاثة والتنمية. وذلك ضمن مشروعها الزراعي الذي أطلقته العام الماضي، ويستمر للسنة الثانية على التوالي. ويستفيد من المشروع حوالي 2500 مزارعاً في مناطق ريف إدلب…

نوّاف إبن بلدة بنش يعبّر عن سعادته بالقول: “أمتلكُ أرضاً مساحتها 3 دونمات (الدونم يعادل ألف متر مربع). وبفضل المشروع الزراعي لمنظمة إحسان، سأتمكّن من زراعتها بما أٌريد، دون أن أتكبَّد أي تكلفة. تلكَ هي فرصتي الذهبية في ظل الغلاء الفاحش الذي نعيشه في إدلب، ومشاكل التكاليف التي نعانيها كمزارعين”.

وتتعاون منظمة إحسان في المشروع الزراعي، مع المجالس المحلية في ريف إدلب. ومدة المشروع هذه السنة تمتد من أيلول/سبتمبر 2016 حتى آب/أغسطس 2017.

يُقسِّم المشروع الأُسر المستفيدة، بين فقيرة ومتوسطة القدرة. والأسر الفقيرة هي التي تملك أرضاً بمساحة أقل من 4 دونمات، أمّا المتوسطة، فتلك التي تمتلك أرضاً من 4 إلى 8 دونمات.

ويهدف المشروع إلى دعم الأسر الفقيرة، من خلال توزيع سلل زراعية لبعض الخضار الشتوية والربيعية والصيفية. أمّا المزارعون متوسطو القدرة، فيدعمهم عن طريق توزيع قسائم زراعية، يتمكّن المزارع من صرفها على شكل بذور وأسمدة.

وتشكّل مثل هذه المشاريع الزراعية، حاجة ملحّة في أغلب المناطق المحرَّرة وخاصة في محافظة إدلب وريفها، لما للزراعة من أهمية كبرى في تأمين دخل الأُسر هناك.

رئيس قسم الفريق الزراعي في منظّمة إحسان، بسّام الأحمد (37 عاماً)، يتحدّث عن المشروع الزراعي للمنظمة، ويقول: “أطلقنا المشروع في 12 منطقة في إدلب، سواء بالنسبة للمقيمين أو النازحين من محافظات أخرى. ومن المناطق المستفيدة من المشروع: بنش، تفتناز، سرمين، معرة مصرين، سراقب، الطلحية، طعوم، كتيان ومناطق أخرى… واجتمعنا مع المجالس المحلية والمزارعين، لشرح أهداف المشروع وطريقة العمل التي سيتم اتّباعها في المشروع”.

المميّز في المشروع بحسب الأحمد، أنهُ لا يقتصر على الأسر الفقيرة، بل يشمل الفلاحين متوسطي القدرة، وفق آلية دعم مختلفة. ويضيف الأحمد: “لن تكتفي منظمة إحسان بتقديم الدعم المادي فقط. بل سيقوم فريقها الزراعي المكوّن من مهندسين زراعيين، بإعداد ورشات تدريبية للفلاحين في المناطق المستهدفة، حول المشاكل التي يمكن أن تواجههم أثناء عملهم”.

عضو المجلس المحلي في بنش رائد العوض (35 عاماً)، يشدد على أهمية التعاون بين منظمة إحسان والمجالس المحلية في المناطق المحررة. ويقول: “يحصل متوسطو القدرة على قسيمة شرائية بالبذار والسماد من المؤسسة العامة لإكثار البذار، بقيمة 140 دولاراً أمريكياً. فيما يحصل المستفيدون محدودو الدخل، على سلل زراعية شتوية، تحتوي على بذار البازلاء، الفول، البقدونس والسبانخ، وسلل صيفية فيها، بذار الخيار، الباذنجان والفاصولياء… وكذلك نقدّم 15 كلغ من السماد، مع آلات زراعية (كريك، سطل، مجرفة) وندعم الري”.

وعن آلية تنفيذ المشروع أوضح رائد الصالح المسؤول الإعلامي في المجلس المحلي لبلدة آفس، أنَّ منظمة إحسان بدأت بالتعاون مع المجالس المحلية في المناطق، بجمع بيانات المزارعين ثمَّ التحقُّق من صحتها، ومن ثمَّ قدّمتها لمكتب المنظمة في تركيا، بحيثُ يتم العمل على استكمال المشروع.

أبو علاء (53 عاماً) مزارع من مدينة بنش، مصنّف من فئة متوسطي القدرة ومساحة أرضه 6 دونمات.  حصل على قسيمة شرائية بقيمة 140 دولاراً أميركياً. ويقول أبو علاء: “هذا المبلغ غير كافٍ لزراعة أرضي، لكنهُ يُعينني على تأمين البذار… وتزدهر الزراعة في مناطقنا عبر هذه المشاريع، وقد يتحقق لدينا الإكتفاء الذاتي”.

أبو علاء وغيره من آلاف المزارعين، يتمنون استمرار المشاريع الداعمة للزراعة، لأنها مصدر رزقهم والضمانة لحياةٍ كريمة، ولشبعٍ يُغني عن جوعٍ وحصار.