أولمبياد علمي من أجل مستقبل سوريا

من حفل توزيع الجوائز في مسابقة الأولمبياد العلمي الأول تصوير آمنة اليوسف

اختتم الأولمبياد العلمي الأول الذي أقيم في المناطق المحررة أخيراً نشاطاته بحفلة تكريم وتوزيع جوائز على الطلاب الفائزين بالمراكز الأولى في اختصاصات الرياضيات والفيزياء والكيمياء واللغة العربية واللغة الإنكليزية. وبلغت قيمة الجائزة الولى 18 ألف ليرة سورية فيما بلغت قيمة آخر الجوائز الخمسة آلاف ليرة.
الأولمبياد الذي حمل شعار “بالعلم منعمرها” شارك فيه أكثر من 700 طالب وطالبة من مختلف الثانويات في محافظة إدلب. هذا النشاط النوعي أقيم برعاية “شبكة أمان” بالتعاون مع مكتب التربية والتعليم في قرية كنصفرة، و”منظمة أمل الشبابية” و”منظمة نماء الخيرية” والمجمعات التربوية في مناطق جبل الزاوية وكفرنبل وخان شيخون.
الأولمبياد ضم مراحل عدة، ومنها النشاطات الفرعية، التي شملت أولمبياد معرة النعمان، وأولمبياد خان شيخون وجبل الزاوية، والأولمبياد النهائي والمركزي على مستوى محافظة ادلب، سعياً إلى تحفيز وتشجيع وزيادة أعداد المتفوقين والمبدعين.
ويهدف المنظمون للفت الانتباه إلى خطورة هجرة الشباب، وانعكاسات ذلك على المجتمع المحلي في المستقبل، والتركيز على الكفاءات الصاعدة والواعدة.
أحمد الأحمد منسق شبكة أمان يقول رداً على سؤال حول هذه المبادرة “الهدف الأساسي من الأولمبياد هو رفع معنويات الطلاب وتشجيعهم على العلم وإبراز المتفوقين منهم، لدفع عجلة التعليم خطوة إلى الأمام”.
رضوان الأطرش، عضو المجمع التربوي في خان شيخون، وهو أحد منسقي الأولمبياد يقول” إن الأولمبياد العلمي في محافظة إدلب بدأ في منطقة جبل الزاوية، ثم في منطقة خان شيخون ومعرة النعمان، حيث يبلغ عدد الطلاب حوالي 350 طالباً وطالبة من مختلف المناطق والمدارس الثانوية في المنطقة المذكورة”.
ويضيف الأطرش “الغاية من الأولمبياد هي توجيه أنظار العالم إلى محافظة إدلب، التي يدّعي النظام أنها حاضنة للإرهاب، وأنه لا يوجد تعليم فيها، وأن المدارس فيها تحت جناح “الإرهاب”، فنحن نوجه رسالة للعالم مفادها أن طلاب إدلب مستمرون في دراستهم وعلى مقاعد دراستهم ينهلون العلم”.
الأولمبياد وهو عبارة عن امتحان كبير يركز على المواد العلمية مثل الرياضيات، الفيزياء، الكيمياء بالإضافة إلى اللغتين العربية والإنكليزية. وشُكّلت لجنة مؤلفة من مدرّس من كل منطقة للمادة الواحدة، لضمان سير عملية الامتحانات من وضع الأسئلة والمراقبة وسَلّم التصحيح.
عن آلية الامتحان في الأولمبياد يقول الموجه التربوي عبد الناصر الزيدان: “تم العمل على مرحلتين أولاً انتقاء فريقين من كل منطقة، أحدهما للذكور والآخر للإناث، ومن ثم يتم المل على هذه الفرق للخروج بفريق واحد”.
وأضاف الزيدان: “جئنا إلى الأولمبياد لنثبت للعالم أجمع أننا رغم القصف ورغم الدمار سوف نستمر في التعليم، وسنستمر في العطاء، ومهما حصل فسيأتي جيل من المتميزين قادر على بناء المستقبل”.
من جانبه أكد رئيس مجلس محافظة ادلب أحمد قسوم أهمية مثل هذه الأفكار في إثراء العملية التربوية والتعليمية، وخاصة دعم الجانب النفسي للطلاب وإعادة تفعيل المدارس المدمرة. وقال قسوم: “نحن سنبذل كل جهدنا لإعادة بناء المدارس المدمرة وصيانتها، ودعم الطلاب بكل ما نستطيع للحفاظ على هذا الجيل متعلماً”.
الطالبة سلمى، إحدى المشاركات في الأولمبياد، تقول: “نحن جئنا من قرية معرة حرمة إلى هذه المسابقة، لكي نثبت للجميع أننا هنا على مقاعد الدراسة، ورغم كل القصف والدمار مستمرون، نحن جيل جديد وسنبني سوريا جديدة”.
من جهتها عبّرت الطالبة سعاد عن سعادتها بهذا النشاط وقالت: “تعبنا طوال العام لم يذهب سدى، وهناك من اهتم بنا حتى وصلنا إلى هذه المرتبة”.