ورش عمل لحماية الطفل السوري من الإعتداء والاستغلال
تندرج حملة “أطفالنا” ضمن مشروع بناء القدرة الذي تنفذه شبكة حراس بالتعاون مع منظمة سوريات من أجل التنمية، ويهدف لبناء القدرة لدى المجموعات والمؤسسات والمتطوعين في مجال الدعم النفسي للأطفال
فيان محمد
(القامشلي – سوريا) أمضى متطوعون وعاملون في مجالي التعليم والمجتمع المدني نحو 36 ساعة في إطار حملة “أطفالنا” التي أقامها مركز سمارت للصحة النفسية والتنمية البشرية بهدف إعداد فرق قادرة
على المساهمة في حماية الطفل في البيئات المختلفة.
الحملة التي أقامها مركز سمارت بإشراف المدرب محمد علي عثمان الأخصائي في مجال الإرشاد النفسي, وتبنتها شبكة حراس تتألف من ثلاث ورش عمل متخصصة بالطفل وكانت قد جرت في كل من مقر جمعية سوبارتو ومقر مركز التآخي في القامشلي و مقر جمعية معاً من أجل عامودا في بلدة عامودا التي تبعد نحو 20 كيلومتراً عن القامشلي. الورشة الأولى عن حماية الطفل، وتتضمن تدريب الكوادر على كيفية حماية الاطفال، وتهدف إلى منع أي حالة من حالات العنف أو الإيذاء أو الاستغلال الذي يتعرض له الطفل في كل البيئات والتصرف إزاءها والقضاء عليها. أما الورشة الثانية فتركّز على مهارات التواصل مع الأطفال. فيما تتناول الورشة الثالثة أسلوب الدعم الذاتي كيفية تقديم الدعم النفسي للأطفال مع تدريبهم على تقديم الدعم لبعضهم من خلال الانشطة الترفيهية التي ستقدم لهم.
يقول محمد علي عثمان المشرف على الورشة أن فكرة هذا النشاط “جاءت من منظمة أطفال الحرب البريطانية والتي تهدف إلى حماية الاطفال من الاعتداءات الجنسية والنفسية والبدنية في المناطق التي تشهد نزاعات مسلحة ومساعدة الاهل في التخفيف من هذه الاعتداءات”.
وتأتي حملة أطفالنا ضمن مشروع بناء القدرة الذي تنفذه شبكة حراس بالتعاون مع منظمة سوريات من أجل التنمية. ويهدف المشروع لبناء القدرة لدى المجموعات والمؤسسات التعليمية أو المتطوعين في مجال الدعم النفسي للأطفال. ومن الجمعيات التي شاركت: مركز سمارت للصحة النفسية، اتحاد الطلبة الكرد، مركز التآخي للمجتمع المدني، جمعية كوليشينا، جمعية فتيات النشء والمراهقين, جمعية البراعم لتنمية مواهب الأطفال, منتدى الخابور المدني, اتحاد نساء كردستان, مركز معاً لأجل عامودا, جمعية نوجيان لذوي الاحتياجات الخاصة, نادي كنار للأطفال, مركز اناهيتا للمرأة, جمعية رؤية للإغاثة. وتم تزويد المشاركين بكتبيات وتقديم اقتراحات لمجموعة كتب مساعدة مع تدريبهم على بعض الانشطة الترفيهية من كوروس تابع لوكالة الاونروا.
وكانت المديرة الاقليمية لليونيسف في الشرق الاوسط وأفريقيا كلوديا كالفيس قذ ذكرت في بيان لها: أن حياة أكثر من ثمانية ملايين طفل سوري قد مزقت بسبب العنف والتهجير القسري. وكانت الشبكة قد قامت بتطبيق هذه الورشة في مناطق أدلب وريف حلب وريف دمشق وأخيرا القامشلي في أقصى الشمال الشرقي من سوريا.
بعد الانتهاء من هذه الورش تم تخصيص يوم للأمهات عن كيفية التعامل مع الاطفال خاصة في أوقات الازمات. والعديد من الأمهات أبدين رضاهن عن الورشة. السيدة نجاح محمد أم لثلاثة أطفال تقول: “هذه النشاطات والمفاهيم في مجال التربية الخاصة بالأطفال ضرورية، ومنها التعريف بوسائل الحماية ومهارات التواصل السليمة معهم. تم تدريبنا على مبادئ و أمور جديدة كنا نغفل عنها خاصة في الظروف الحالية حيث كثرت مظاهر العنف”.
وفي إطار الورشة تم تنفيذ نشاطات ترفيهية للأطفال كنوع من التفريغ النفسي وذلك في إحدى مدارس مدينة القامشلي الرسمية. وتقول الآنسة براءة منسقة النشاط التروفيهي “أخترنا مدرسة حكومية تضم حوالي 700 طالب وفيها عدد من الطلاب الوافدين من الداخل السوري. كانت جميع الانشطة المطبقة للأطفال مستوحاة من كورس للاونروا كلعبة القائد السري، وحامي اليمين، يطير لا يطير، هبت العاصفة، والتي تهدف بمجملها إلى تطوير مهارات الاطفال في الانتباه والتركيز والاستجابة, تطوير مهارات الاطفال تجاه الشيء المشترك, تشجيع التفكير الايجابي بث روح السعادة”.
ولاقى اليوم الترفيهي ترحيباً قوياً من أطفال المدرسة الذين طالبوا بتكرار هذه الأنشطة. حيث تمنى الطفل آمد التلميذ في الصف السادس “أن تتكرر مثل هذه الانشطة في مدرستنا فهي تعزز ثقتنا بأنفسنا”.
بعد النشاط الترفيهي قام الفريق بصياغة بنود مدونة قواعد السلوك التي وبحسب عثمان تقوم على “التزام أخلاقي من أعضاء الفريق الذين تم تدريبهم حول ماهية المحظورات أثناء التعامل مع الأطفال وما هو المسموح به، وهي أخلاقيات يجب الالتزام بها للعمل في مجال حماية الطفل من الأذى وتوضيح كل ما هو مطلوب في هذا الإطار”.
لاقت الورش هذه اهتماماً من الجمعيات التي تعمل في مجال الطفل والمتطوعين الشباب وكانت آراء التربويين إيجابية. وتقول ماريا عباس معلمة الصف الثالث: “اكتسبنا خبرات ومعلومات جديدة لم نكن نعرفها من قبل، كما تعرفنا على كيفية التعامل مع الأطفال خاصة ذوي الاحتياجات الخاصة والمصدومين من ضحايا الحرب وانعكاساتها وآلية تقديم المساعدة لهم”.
أليزا الحسيني طالبة علم اجتماع في السنة الرابعة شاركت في الورشة عن جمعية كوليشينا جمعية المرأة الكردية تقول: “نتمنى ان نقوم بتوسيع نشاط الجمعية بحيث ندرب الأعضاء على فهم الطفل كشخصية والتعرف على الحالات النفسية الموجودة لدى الاطفال، وتقديم الدعم لهم حتى الأنشطة الترفيهية ستكون بطريقة علمية. الجمعية كانت قد قامت سابقا بتنفيذ العديد من الأنشطة مع الاطفال في مدارس مدينة عامودا التابعة لمدينة القامشلي, خاصة الاطفال الوافدين إلى عامودا من مناطق الداخل السوري بعد الورشة ولدت لدينا مفاهيم جديدة حول الأطفال, وخلال التدريب اعتمدنا على تقمص أدوار الاطفال في مواقف مختلفة كطفل تعرض لأذى جسدي أو نفسي”.
يأمل المشرفون على الحملة أن تساهم هذه الورش بنشر المفاهيم المتعلقة بحماية الطفل وأساليب تقديم الدعم للفرق التي تلقت التدريبات حتى يصبح لكل حي أو روضة أو مدرسة لجنة حماية للطفل.
آلند تلميذ في الصق الخامس شارك مع أمه في الأنشطة الترفيهية التي أقيمت في المدرسة، تقول الأم “شاركت الأطفال الركض واللعب ولفترة قصيرة نسيت الظروف السيئة التي نعيشها. كم أتمنى ان نجعل الاطفال يلعبون و يمرحون بعيدا عن الأجواء المحيطة بنا”.