نقاشات الإعلام الإجتماعي: خطاب جديد قديم
أطل الرئيس بشار الأسد يوم الأحد على السوريين بعد طول غياب، ملقياً خطاباً في “دار الأوبرا” في دمشق، أعلن فيه عن مبادرة سياسية من ثلاث مراحل لإنهاء النزاع في البلاد. أولها التزام الدول المعنية بوقف مد المعارضة بالسلاح مع احتفاظ الجيش بحق الرد على الـ”إرهابيين”، أما المرحلة الثانية فتشمل تشكيل حكومة وطنية موسعة مع المعارضة غير المدعومة من الخارج، للوصول إلى المرحلة الثالثة وقيام مصالحة وطنية وعفو عام.
رأت الكاتبة السورية المعارضة ريما فليحان في خطاب الأسد تكراراً لخطاباته السابقة، وإعلان حرب هدفها خنق الثورة. فعلقت على صفحتها في فيس بوك قائلةً:
وتحت عنوان “الأسد يفشل في تقديم أي حل سياسي ويواصل مجازره” أصدر “الائتلاف الوطني” المعارض بياناً على صفحته في فيس بوك، داعياً المجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات فاعلة في سبيل إيقاف المجازر بحق الشعب السوري. ومما جاء في البيان: “يؤكد خطاب بشار الأسد اليوم عدم أهليته لشغل منصب رئيس دولة يدرك المسؤوليات الجسام التي تقع على عاتقه في فترة حرجة من تاريخ بلده، وأنه غير قادر على الشروع في حل سياسي يقدم مخرجاً للبلاد ولنظامه بأقل الخسائر… كما يدعو الائتلاف الوطني السوري المجتمع الدولي إلى التعامل مع المسألة السورية على أنه إنقاذ للشعب السوري والمنطقة من طاغية أعماه جشعه ونرجسيته وتشبثه بالسلطة عن رؤية الواقع، وأصبح خطره يهدد الأمن الإقليمي والدولي.”
كما نشرت جماعة “الإخوان المسلمين في سوريا” بياناً رسمياً على موقع فيس بوك، رفضت فيه مبادرة الأسد وبقائه في السلطة.
أما الكاتب السوري ثائر أديب فانتقد على صفحته في فيس بوك كلاً من الخطاب وردود المعارضة: “ليس أهبل مما سمعناه اليوم عن الثبات سوى استنتاج بعضهم أن النصر قد اقترب.”
أين ينفق “المجلس الوطني” أمواله؟
دار مؤخراً جدل حول السياسة الإنفاقية التي يتبعها “المجلس الوطني السوري”، حيث وجهت على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي اتهامات ضد المجلس بصرف رواتب مرتفعة للشخصيات المشهورة التي انشقت عن النظام. رداً على هذا الاتهام، نشرت صفحة المجلس على فيس بوك بياناً يوضح أن هذه الأخبار مضخمة وأنه تم تقديم فقط خمسة آلاف يورو كمكافآت لبعض الذين انشقوا عن النظام.
هذا التصريح أغضب الأشخاص الذين يتعاطفون مع الشخصيات المذكورة، قائلين إن ذكر المبالغ التي تلقوها قد يجرح كرامتهم، بينما انتقد آخرون تقديم مبالغ مالية إلى المنشقين في الخارج، بينما السوريّون في الداخل يعيشون أوضاعاً عصيبة.
ورداً على بيان المجلس أصدر الناشط إياد شربجي بياناً وقع عليه العديد من الناشطين على فيس بوك، مطالباً فيه “المجلس الوطني” بإصدار مستندات مالية مصدقة من شركات محاسبة لكل عائداته.
الكهرباء في سوريا: نادرة وثمينة
يتراشق كل من النظام والمعارضة المسؤولية عن انقطاع التغذية بالتيار الكهربائي عن أغلب المناطق، بما في ذلك المدينتين الأكبر دمشق وحلب.
وأشيع أن التغذية الكهربائية كانت مؤمنة في معظم مناطق سوريا أثناء إلقاء الرئيس السوري خطابه يوم الأحد، مما دفع بالبعض إلى إصدار تعليقات ساخرة:
مدونة “المندسة السورية” حملت المواطنين أيضاً جزءاً من المسؤولية عن تردّي التغذية بالطاقة الكهربائية بسبب الهدر الذي يمارسونه، وذلك في تعليق جاء فيه: “أخي المواطن السوري… انو إذا الكهربا اجت، الحمدالله الدولة تكرمت وتنعمت عليك بنعمة الكهرباء 4 ساعات باليوم… هادا مو معناتا انو تكون مواطن مستهتر وغير مسؤول…. في غير مواطنين ما شافو خلقة الكهربا من شهور… بقى ذوق على دمك أخي المواطن وخليك مواطن مسؤول.”
اللاجئون السوريّون في لبنان يفجرون جدلاً داخلياً
أرخى موضوع اللاجئين السوريين بظلاله على الوضع الداخلي اللبناني، حيث تنقسم القوى السياسية حول إقرار خطة حكومية للتعامل مع قضية اللاجئين. وقد أدلى وزير الطاقة اللبناني جبران باسيل بتصريحات قال فيها إن لبنان يجب أن يتوقف عن استقبال المزيد من اللاجئين لأن ذلك ينعكس سلباً على الأوضاع المحلية الاجتماعية والاقتصادية، على حد تعبيره. وقد أثارت هذه التصريحات وتصريحات مماثلة أطلقتها النائب في البرلمان اللبناني ورئيسة تحرير صحيفة “النهار” نايلة التويني الجدل في أوساط الناشطين الاجتماعيين.
ردت مجموعة تطلق على نفسها اسم “حركة مناهضة العنصرية” على تصريحات جبران على صفحتها في فيس بوك مطالبة إياه بالنظر في شأن العمالة الأجنبية الاوروبية التي تقلل من فرص اللبنانيين في العمل، بدل إلقاء كل اللوم على اللاجئين السوريّين: “في لبنان، مواطنين منذ أكثر من عشر سنوات – بقوا عاطلين عن العمل لأكثر من سنة، يجزمون أن المنافسة على الفرص التي أرادوها لم تأت من اللاجئين واللاجئات من سوريا. ألا يلاحظ احد – معاليه بالأخص – زيادةً في عدد الأوروبيين العاملين في لبنان مثلاُ؟ ألا يشعر بأنهم أيضا ينافسون اللبنانيين في سوق العمل؟”
كما قام الصحافي فداء عيتاني، الذي يعنى بالشأن السوري وتعرض سابقاً للإختطاف على يد مجموعة من “الجيش الحر” شمالي سوريا، بنشر بيان على فيس بوك يستنكر فيه “كل المواقف العنصرية التي تستهدف السوريين والفلسطينيين وأي جماعة دينية أو عرقية او طائفية،” على حد وصفه.