صانعات التغيير في كفرنبل
لم يعد صوت ماكينة الخياطة يزعج زوجها فهي تشارك في إعالة أسرتها تصوير مصطفى الجلل
يبدو سامر (37 عاماً) سعيداً بانشغال زوجته أم علاء، ولا يزعجه صوت ماكينة الخياطة، بل يقول “عندما أسمع صوتها، أحمد الله على انتساب زوجتي إلى دورة الخياطة، وأعلم أن هناك بعض النقود ستدخل إلى المنزل”.
تخرجت أم علاء (30 عاماً) اخيراً من ورشة الخياطة من مركز صانعات التغيير في كفرنبل. وتقول أم علاء: “أصبحت أتقن مهنة الخياطة، واجهتني صعوبة شراء ماكينة الخياطة، لجأ زوجي سامر لأحد أصدقائه واستدان ثمن واحدة مستعملة، يتم تسديد ثمنها على أقساط من إنتاجها”.
وتضيف أم علاء: “أن أساهم في تأمين احتياجات العائلة، شعور لا يوصف بكلمات، وعدم احتياجك لمساعدة الآخرين مالياً يبعث الراحة في نفسك”، تغيرت أحوال المنزل للأفضل، أشكر القائمين على المركز، كما أشكر أقربائي وجيراني الذين قاموا بخياطة الثياب عندي لهدف مساعدتي”.
مديرة مركز صانعات التغيير في كفرنبل سعاد الأسود (40 عاماً) تتحدث لموقع حكايات سوريا قائلة: “بدعم من منظمة بيتنا سوريا، وبالتعاون مع المجلس المحلي في مدينة كفرنبل، بدأ مركز صانعات التغيير مشروعه الذي يستهدف تمكين المرأة المعيلة ورعاية الطفل”.
وتضيف الأسود: “تتراوح أعمار النساء بين 18 و 40 عاماً، يتم تنفيذ الأنشطة في المركز من خلال دورات مهنية وتوعوية مختلفة ومتنوعة، من خياطة ونسيج وتصفيف شعر وتمريض وغيرها من المهن، إضافة لندوات ومحاضرات تهدف إلى توعية المرأة حول عدد من المشاكل الاجتماعية والاقتصادية التي تعيشها في مجتمعها، على مرحلتين مدة كل مرحلة 3 أشهر”.
وعن فريق العمل في المركز تقول الأسود: “يتألف كادر العمل من 11 امرأة مع إدارة المركز، يتوزعن على مهن التدريب، بالإضافة لعدد غير محدد من المحاضرين والمحاضرات في ندوات التوعية المختلفة”.
“نفذ المركز عدداً من الأنشطة الترفيهية الخاصة بالأطفال، بالتعاون مع منظمة الوفاء للإغاثة والتنمية، استفاد منها أكثر من 1500 طفل وطفلة، في معرة النعمان وكفرنبل وحاس، تضمنت هذه الأنشطة فقرات فنية موسيقية ترفيهية، ومجسمات ألعاب هوائية” بحسب ما أفادت الأسود.
زواجها كان سبب توقفها عن الدراسة الجامعية، واستشهاد زوجها كان الدافع لالتحاقها بمركز صانعات التغيير. آمنة (26 عاماً) تقول: “عدم متابعتي لدراستي الجامعية منعني من إيجاد وظيفة، ولأنني أرملة شهيد معيلة لا أستطيع التحرك بحرية في مجتمع محافظ”.
وتضيف آمنة: “وجدت في المركز ضالتي، تعلمت فيه مهنة تصفيف الشعر، رغم أنها مهنة موسمية تعتمد على الأعراس، إلا أنها توفر لي دخلاً أسدّ به احتياجات المنزل وإعالة ولدي اليتيمين، ولا أحتاج للخروج من المنزل للعمل”.
معلمة ومشرفة مهنة الخياطة أم مصطفى (34 عاماً) تقول: “عندما عرضوا علي العمل في المركز لم ألتفت للأجر، كان الهدف تقديم أي مساعدة للنساء في المدينة، رغم أن ذلك يؤثر على عملي في المنزل. لم أبخل على المتدربات بأية معلومة أو خبرة أملكها، عملنا جميعا كفريق وعائلة واحدة، وحصدت ثمار عملي في المنتجات التي خرجت من تحت أيدي المتدربات”.
تعمل ماريا (28 عاماً) في مهنة تصفيف الشعر منذ 5 سنوات، علمت هذه المهنة لأكثر من 15 متدربة في المركز. وتقول ماريا: “واجهت بعض الصعوبات في البداية، ولأن المهنة غير مرغوبة في مجتمعنا كان عدد المتدربات قليلاً ثم بدأ بالازدياد، اكتشفت من خلال هذه الدورات العديد من المواهب”.
رئيس المجلس المحلي في مدينة كفرنبل زياد العبيدو (51 عاماً) يقول: “المجلس المحلي يشجع انتشار مراكز تعنى بتقديم الدعم للمرأة و الطفل في أي مجال. أما بالنسبة لمركز صانعات التغيير فقد ساعد المجلس بتقديم الدعم المعنوي وتأمين الموافقات اللازمة إضافة لتقديم مولد كهرباء مؤقت، والمجلس مستعد لتقديم ما يلزم قدر الإمكان”.
وينظم المركز في نهاية كل مرحلة معرضاً لمنتجات وأعمال النساء المستفيدات، ويقوم بتوزيع قسم منها على الفقراء والمحتاجين ويبيع المتبقي لصالح دعم المركز.