سوريون على الفيس بوك يدعون إلى “الثورة”

على خلفية أحداث الثورتين التونسية والمصرية، اشتعلت صفحات الفيس بوك بالدعوات والمجموعات المطالبة بالتغيير في سوريا وبدء الأعمال الاحتجاجية على أرض الواقع.

فتحت عنوان “يوم الغضب السوري: حراك شعبي سوري” دعا نشطاء إلى القيام “بتحرك شعبي ضد الظلم والفساد والطغيان من قبل السلطات السورية”، وذلك بالقيام باحتجاجات سلمية في جميع المحافظات السورية وأمام السفارات السورية في العواصم العربية والأوروبية بتاريخ الخامس من فبراير الجاري.

وانضم إلى الصفحة حتى الآن نحو مئتي شخص من المؤيدين للفكرة.

صفحة أخرى أنشئت تحت عنوان “دعوة للسير على نهج تونس ومصر في السعي إلى الحرية والديمقراطية” تحدد يوم الخامس من فبراير أيضا يوما للاحتجاج، وبلغ عدد أعضاءها نحو 150 حتى الآن.

وأنشئ حدث آخر يدعو إلى  وقفة سلمية أمام مجلس الشعب في التاريخ نفسه .

وشملت مطالب المبادرين إلى تلك الدعوات مروحة واسعة من المطالب تبدأ التغيير الدستوري ورفع هيمنة حزب البعث على البلاد وإنهاء حالة الطوارئ وينتهي بعضها بالمطالبة برحيل النظام السوري.

بينما دعت صفحة أخرى إلى وقفة سلمية في ساحة سعد الله الجابري في مدينة حلب بتاريخ25 فبراير، لمطالبة الحكومة بتعيين محافظ لمدينة حلب من أبناء المحافظة نفسها، ووقف استفزازات الأجهزة الأمنية بحق أبناء المدينة، وإفساح المجال لأبناء المحافظة بشغل الوظائف في حلب بما فيها الوظائف الأمنية، والسماح لهم بالعمل التطوعي وغيرها من المطالب. وانضم حتى الآن إلى الصفحة نحو 250 شخصا.

تلك الدعوات على أية حال، أشعلت صفحات مضادة ودعت أشخاصا موالين للنظام للمداخلة ضمن الصفحات الداعية للاحتجاجات السلمية، للتعبير عن ولائهم المطلق للنظام السوري ممثلا بشخص رئيسه بشار الأسد.

فكتب أحدهم “إلى سورية الأسد، ورئيسها الأسد، الذين فتحوا في وجوهنا منافذ الأمل..”. وكتب آخر “لدينا رب واحد، شعب واحد وقائد واحد”.

بينما عبر آخرون عن تخوفهم من تلك الدعوات مشيرين إلى ما يحصل في مصر من أعمال نهب وسلب، واتبع آخرون أسلوبا مختلف بترك التعليقات البذيئة على تلك الصفحات وبحق أصحابها والمتضمانين معهم.

لكن الرد الأكبر كان عبر إنشاء صفحة تدعو إلى مسيرة تأييد للنظام السوري ورئيسه في التاريخ نفسه الذي يدعو فيه النشطاء السوريون للأعمال الاحتجاجية. ودعت الصفحة إلى الانضمام إلى المسيرة أمام مجلس الشعب في دمشق وفي إحدى ساحات اللاذقية وإحدى ساحات محافظة الحسكة. وانضم إلى الصفحة حتى الآن نحو 132 شخصا.

وأنشئت صفحة أخرى تدعو لمسيرة مماثلة بتاريخ العاشر من شباط الجاري وانضم إليها حتى الآن نحو مئتي شخص.

وحول مدى جدية تلك الدعوات والاستجابة المتوقعة منها، قال ناشط حقوقي لـ”مكتب دمشق”، بأن “معظم الأشخاص والجهات الداعية إلى تلك الاحتجاجات هم من المعارضين الموجودين خارج سوريا، والذين لا يملكون أرضية شعبية أو قدرة على التواصل مع شرائح السوريين المختلفة، هذا بالإضافة إلى ارتفاع سقف المطالب إلى حد بعيد”.

وتابع، بأن “استخدام الفيس بوك لا يزال غير منتشر كثيرا بين السوريين ويقتصر حتى الآن على فئة صغيرة منهم مقارنة بالتعداد السكاني وحتى بأعداد السوريين الذين يستخدمون الانترنت بشكل عام”.

ومع ذلك، فقد اعتبر الناشط أن ثورات الفيس بوك التي انطلقت في دول أخرى لن تبقى بعيدة عن سوريا، وأن ما يحصل “قد يشكل بداية لقدرة السوريين على تنظيم أنفسهم وأنشطتهم الاحتجاجية عبر مساحة الفيس بوك والعالم الافتراضي”.