أبرز النقاشات في مواقع التواصل الإجتماعي خلال شهر أيار/مايو 2012

“الحولة” جرحٌ آخر في ذاكرة السوريين

غرب وادي العاصي وشرق جبل الحلو تقع مدينة الحولة السورية في محافظة حمص. عرف الكثير من السوريين إسم هذه المدينة بعد أن بدأت الإنتفاضة الشعبية ضد نظام الحكم، ولكن في الأيام الماضية أصبح اسم مدينة الحولة يردد في كل أرجاء المعمورة، وذلك بعد مجزرة شنيعة ارتكبت بحق المواطنين العزل بعد قصف عنيف شهدته المنطقة.

تراوحت عدة تعليقات بين وضع اللائمة على الجيش وتبرئته. يعلّق صبحي حديدي (SubhiHadidi@) الكاتب السوري عبر موقع التويتر: “وحوش مجزرة الحولة قطعان ضباع متعطشة للدماء، حاقدة غريزياً، وطائفياً؛ لكنها مذعورة، يائسة، لاهثة إلى حضيض، مثل النظام الذي تنتمي إليه.”

بشار البشاري يرد عليه “بشار أخد بنصيحة هتلر وأنتج وحوشاً خائفة مسعورة. الآن لا يوجد أي عذر لأي إنسان سوري أو عربي أن يكون في صف القتلة المجرمين”.

من جهة أخرى، أصدرت تنسيقية الشباب العلوي الثائر بحمص ضد بشار الأسد ما سمته تفاصيل المجزرة ومما جاء فيها: “أخواني… الجيش بريء من كل المجازر(…) المصيبة أن قطعان الأمن والشبيحة يرتدون الزي العسكري وهنا يحدث الخطأ.”

Rag Mal يعلق على نفس الصفحة “لو كان الجيش بريء لتمرد على أوامر قصف المناطق المدنية وقام بحماية الأهالي من الشبيحة، الجيش السوري اليوم أصبح فاقد الشرعية ولم يعد بجيش وطني بعد أن وجه سلاحه نحو شعبه.”

كما كانت هناك تعليقات كثيرة حول فظاعة المجزرة، بمعزل عن القاتل Abdlkader1@ كتب على التويتر “فقط في سوريا ينتهي العام الدراسي (الذي لم يبدأ في بعض المناطق) بمجزرة يرتقي بها الاطفال الى السماء وليس الى مرحلة دراسيه جديدة”.

تفجيرات القزاز

شهد حي القزاز في مدينة دمشق صباح يوم الخميس 10/05/2012 تفجيران ضخمان استهدفا مركزاً أمنياً وأسفرا عن استشهاد وجرح العشرات من المدنيين وتحول العشرات من السيارات إلى هياكل متفحمة.

من جهته رأى عضو المكتب التنفيذي في “المجلس الوطني السوري” أحمد رمضان، أنّ “النظام السوري هو من يقوم بتدبير سلسلة عمليات تفجير هدفها (…) بثّ الرعب في صفوف المواطنين (…) وإعاقة عمل المراقبين الدوليين، الذين طالهم التهديد في درعا،” في إشارة إلى الإنفجار الذي استهدف موكب للمراقبين الدوليين.

يعلق Freedom Breath مطالباً المجلس بأن يستفيد من التفجيرات وأن يضغط على المجتمع الدولي لرفع وتيرة عمل المراقبين: “نرجو من المجلس الوطني ان يستفيد من موضوع التفجير قرب موكب المراقبين بالمطالبة بتزويدهم عاجلا بطائرات هليكوبتر اولاً لأمانهم ثانياً من مصلحتنا ان يصلوا سريعاً لموقع الاحداث والمراقبة الجوية.”

إلا أنّ أسامة خطّاب أبدى امتعاضه وردّ على تصريحات رمضان: “(…) مليت من كذبكن وانتقاداتكن الفاشلة التي ليس لها عنوان ولا نهاية ياخونة.”

كما علّق الكاتب السوري بكر صدقي عبر صفحته على الفيسبوك بعد التفجيرات، ساخراً من الذين دعوا إلى عدم التسرع باتهام النظام بالوقوف ورائها: “في شباب كتير موضوعيين، ما بيحبو “التسييس”(…) وأنا معهم: يسقط من يقف وراء تفجيرات القزاز… بالمناسبة: بعدنا بانتظار نتائج التحقيقات في اغتيال عماد مغنية ومحمد سليمان ورفيق الحريري وسمير قصير وجورج حاوي وكمال جنبلاط ورشيد كرامي وبشير الجميل وحمزة الخطيب وعبد الله الأقرع ومحمود الزعبي وغازي كنعان وجون كنيدي وأنديرا غاندي… إلخ.”

وحتى الأمم المتحدة لم تسلم من الإنتقادات اللاذعة لتبنيها وجهة نظر قريبة من تلك التي تبناها النظام. فبعد أن أشار بان كي مون إلى تورط القاعدة في التفجيرات الأخيرة في دمشق، علّق حسام قعدوني على صورة للأمين العام للأمم المتحدة، قائلاً: أنت من تقف خلفه القاعدة.”

هذه الإنتقادات إنتقلت أيضاً إلى الشارع. تنسيقية الأحرار في كفرنبودة نشرت صورة للافتة رفعت في إحدى المظاهرات بعد تعليق بان كي مون “إلى بان كي مون: “فتّح عيونك منيح مشان تشوف الحقيقة في سوريا.”

جامعة حلب (جامعة الثورة)

تعتبر جامعة حلب من الجامعات الرئيسية في سوريا حيث بلغ عدد طلابها بآخر احصائية 80 الف طالب عام 2004. وبعد أن ارتفعت وتيرة التظاهرات في الجامعة ومدينتها السكنية، صعّد الأمن السوري قمعه للحراك الطلابي. وفي ليلة 02/05/2012، إقتحم العشرات من رجال الأمن والجيش المدينة الجامعية، ونتج عن ذلك سقوط قتلى وجرحى، مما دفع إدارة الجامعة إلى إغلاقها وإفراغ المدينة الجامعية.

رنا نحيلي وعبر مدونتها نشرت: “لمن لم يعرف بعد من هي جامعة الثورة، ولمن لم يشارك في حراكها، حتماً قد فاته الكثير، (…) طلبتها شاركوا في احتجاجات عدة سواء في العام 2004 أو خلال الثورة السورية، فكانت مركزا للتنديد والاحتجاج على الظلم والعنف المرتكب… جامعة حلب كانت على الوعد، قدّمت الشهداء باسمها (…).”

وفي حضور المراقبين الدوليين اعتصم طلاب الجامعة في ساحتها وقاموا بمظاهرة حاشدة، إلا أن قناة الجزيرة أهملت الحدث، مما دفع بالبعض إلى التشكيك بنوايا دولة قطر. على صفحة أحفاد الكواكبي نقرأ: “من مصلحة قناة الجزيرة التعتيم على سلمية الثورة والتركيز على المجازر والأعمال القتالية وجذب الثورة باتجاه العسكرة من أجل جلب التدخل الدولي الذي ستستفيد منه قطر كما فعلت في ليبيا.”

أما صفحة جامعة الثورة فنقلت التالي: “وبعد ابتعاد المتظاهرين عن مدخل الجامعة مع المراقبين. يهاجم رجال الأمن وحفظ النظام كل ما في الساحة من خدمات بلور أو أي شيء قابل للكسر أو التخريب بالعصي وإتلاف ما تستطيعه أيديهم ليتهمونا بالتخريب.”

أجمعت قوى الحراك الثوري في سوريا على تسمية يوم الجمعة 18/05/2012 باسم “جمعة أبطال حلب”، وكانت هذه التسمية هي الأولى التي اعتُمدت نتيجةً لطريقة التصويت الجديدة على صفحة الثورة السورية ضد بشار الأسد على الفيسبوك.

آلية جديدة للتصويت على اسم الجمعة

بعد أن شهدت الآونة الأخيرة ازدياد التسميات الخاصة باحتجاجات يوم الجمعة ذات التوجه الديني، ظهر جدل واسع بين الأطراف المشاركة في هذه الإحتجاجات.

وعليه تم وضع آلية جديدة للتصويت على تسمية الجمعة كما ذكرت صفحة الثورة السورية ضد بشار الأسد على موقع فيسبوك. ومن هذه الشروط أن كل حساب على فيسبوك يحق له التصويت مرة واحدة فقط.

من جهته أعد خالد الحاج صالح المتخصص في الإحصاء دراسات عديدة حول تسمية الجمعة، ومن آخر دراسة قدمها عبر صفحته نقرأ: “إن الاعتماد على التصويت عبر الفيسبوك هو اداة لها محاذير كثيرة كما تبين لنا، ولكن مع تفهم الوضع الموضوعي لثوار سوريا فبالطبع ليس بالامكان افضل مما كان. نتائج البحث هنا تشير الى ان الطريقة الجديدة لها محاذيرها واشكالياتها، رغم انها خطوة متقدمة جداً على الطريقة القديمة.”

ابن البلد يعلق على الدراسة نفسها: “إن عملية التصويت من خلال الإنترنت ليست متاحة بسهولة للشعب السوري في الداخل ولذلك فالنتائج قد لا تعكس تماماً وجهة نظر الداخل.”